بقلم : إعداد الباحث: صالح وهب طه الصالح / جامعة الموصل / كلية الآداب / دراسات بناء السلام
يهدف هذا البحث إلى تحليل طبيعة البيئة الأمنية الراهنة في المنطقة العربية والكشف عن أبرز التهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي، انطلاقاً من مشكلة بحثية رئيسية مفادها: "ما أبرز التهديدات الراهنة التي تواجه البيئة الأمنية القومية العربية، وكيف يمكن مواجهتها وتعزيز الاستقرار في المستقبل؟"
ولمعالجة هذه المشكلة طرح الباحث مجموعة من التساؤلات التي ترتبط مباشرة بموضوع الدراسة، أهمها:
1. ما مفهوم البيئة الأمنية وما أبرز محدداتها؟
2. ما طبيعة التهديدات والتحديات الأمنية الراهنة في المنطقة العربية؟
3. ما العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة في الأمن العربي؟
4. كيف يمكن النهوض بالأمن القومي العربي واستشراف آفاق مستقبله؟
ويسعى البحث لتحقيق عدد من الأهداف، أبرزها:
توضيح مفهوم البيئة الأمنية والمفاهيم المرتبطة به.
تحديد التحديات الأمنية الداخلية والخارجية التي تهدد الأمن القومي العربي.
دراسة الوضع الأمني العربي في ظل التطورات الإقليمية والدولية الحديثة.
استشراف آفاق تطور البيئة الأمنية العربية خلال السنوات المقبلة.
اعتمد الباحث في إنجاز الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي في وصف الظواهر الأمنية وتفسيرها، إلى جانب منهج تحليل النظم لفهم تفاعل العوامل المؤثرة في الأمن الإقليمي، والاستفادة من منهج الاستشراف المستقبلي في تقدير الاتجاهات المحتملة للتطورات الأمنية.
تناول البحث أربعة محاور رئيسية:
المطلب الأول: البيئة الأمنية ومحدداتها، وذلك من خلال تحليل مفهوم البيئة الأمنية وطبيعة المحددات السياسية والاقتصادية والجغرافية التي تشكل الإطار العام للأمن العربي.
المطلب الثاني: التهديدات الأمنية الراهنة، وتشمل النزاعات المسلحة، وأمن الطاقة، والأمن الغذائي، والأمن المائي، بوصفها أبرز التحديات التي تواجه المنطقة العربية في ظل هشاشة البنى السياسية وتزايد التنافس الدولي.
المطلب الثالث: العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة على الأمن القومي العربي، عبر دراسة التوترات السياسية والأزمات الأمنية وتهديدات التطرف والإرهاب، إضافة إلى تأثير التدخلات الخارجية في تشكيل المشهد الأمني الإقليمي.
المطلب الرابع: آفاق المستقبل، حيث يقترح البحث عدداً من السيناريوهات المحتملة لتطور البيئة الأمنية، من بينها احتمال استمرار التوترات السياسية وتصاعد الصراعات المسلحة، واستمرار تحديات مكافحة الإرهاب، إلى جانب تأثير الأزمات الاقتصادية على الاستقرار السياسي والاجتماعي. كما يقدّم البحث مجموعة من المقترحات لتعزيز الأمن العربي، مثل تفعيل التعاون الأمني، ودعم عمليات بناء السلام، وتعزيز القدرات الوطنية في حماية الحدود والمنافذ الحيوية.
خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج التي تعكس عمق التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة العربية، وضرورة تبني مقاربات تكاملية قادرة على تعزيز الأمن والاستقرار في المستقبل، ومن ابرز نتائج البحث
1. تبيّن أن البيئة الأمنية في المنطقة العربية تعيش حالة من الهشاشة البنيوية نتيجة تراكم التهديدات الداخلية والخارجية، وفي مقدمتها النزاعات المسلحة، وضعف الاستقرار السياسي، وتزايد التوترات الإقليمية، مما جعل الأمن القومي العربي عرضة للتأثر السريع بالأحداث والتحولات الدولية.
2. أظهرت الدراسة أن التحديات غير التقليدية، مثل الأمن المائي والغذائي وأمن الطاقة، باتت تشكل خطراً استراتيجياً موازياً للتهديدات التقليدية، وهو ما يعكس تحولاً في طبيعة المخاطر الأمنية من تهديدات عسكرية مباشرة إلى تهديدات هيكلية تمس استقرار الدولة وقدرتها على تلبية احتياجات مواطنيها.
3. أكدت النتائج أن التدخلات الخارجية وتنامي الجماعات المتطرفة أسهما بشكل مباشر في تعميق الأزمات الأمنية العربية، عبر زيادة حدة الاستقطاب الداخلي، وإضعاف قدرات الدول على إدارة أزماتها، مما يستدعي بناء منظومة أمنية عربية مشتركة قائمة على التعاون وتبادل المعلومات وتعزيز بناء السلام داخل الدول.






