×
آخر الأخبار

الزغيبات يكتب: خدمة العلم في الأردن تأهيلٌ لقيادات شبابية فاعلة وممكنة

{title}
22 الإعلامي   -

بقلم : الأستاذ أحمد الزغيبات

تعد خدمة العلم إعادة تفعيل لأحد أبرز محطات صقل الشخصية والهوية الوطنية للشباب فهي نظام وطني يُلزم فئة معينة من المواطنين غالبًا من الشباب، بأداء خدمة عسكرية أو وطنية لفترة زمنية محددة ، وفقًا للقوانين والأنظمة المعمول بها في الدولة. وبتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم وولي العهد الأمين بأن هذا المشروع يعتبر بداية جديدة لتطوير وتأهيل الشباب الأردني لينخرطوا في معترك الحياة متسلحين بالعزيمة والإصرار ومهارات وتدريبات تمكنهم من رسم مستقبل مشرق لهم ولوطنهم.

يأتي قرار إعادة خدمة العلم بقالبها الجديد ليتوافق مع متطلبات المرحلة، وأن لخدمة العلم بُعدين مكملين لبعضهما لا يمكن العمل بواحد بمعزل عن الآخر هما تعزيز القيم والهوية الوطنية وتكريس مفهوم وثقافة الانضباط والالتزام وتحمل المسؤولية وتعزيز ثقافة العمل التطوعي الذي يزرع ويرسخ قيم الانتماء لتراب الوطن الغالي ، وهذا مطلب لأولياء الأمور وأصحاب العمل في القطاع الخاص على حد سواء وعن البعد الثاني يتعلق بإكساب المهارات التقنية والمهنية والعملية التي من شأنها تأهيل الشباب لتمكينهم من الدخول إلى سوق العمل بكفاءة واقتدار.


يسعى برنامج خدمة العلم إلى تعزيز قيم الولاء والانتماء لدى شبابنا وتنمية الحس الوطني لديهم من خلال البرنامج التدريبي المعد لهذه الغاية ، والذي يستمر لمدة عام منها ثلاثة أشهر تدريب عسكري داخل مواقع التدريب المخصصة و تسعة أشهر ستكون بالتعاون مع وزارة العمل في مواقع التدريب المدنية التي ستختارها الوزارة ويبقى فيها المكلف حتى انتهاء مدة التكليف، من أجل التدريب على بعض المهن الحرفية المحددة التي تسهم في الحد من البطالة لهذه الفئة العمرية المستهدفة.


في عام ١٩٦٦ صدر قانون للتجنيد الإجباري شمل الشباب غير العاملين، ثم جاء بعد حرب ١٩٦٧ قانون جديد ألغى القانون الأول. لاحقاً توقف العمل به، ليقتصر على التدريب العسكري كجزء من المناهج الدراسية للطلبة في المراحل النهائية، قبل أن يُلغى ويُستبدل بقانون مؤقت لخدمة العلم الإلزامية عام ١٩٧٦ الذي استدعى كل شاب بلغ ١٨ عاماً ابتداءً من مواليد ١٩٥٨.

وفي عام ١٩٨٦ صدر قانون خدمة العلم والخدمة الاحتياطية رقم (٢٣) ليحل محل القانون المؤقت ، واستمر العمل به حتى عام ١٩٩١، حين تقرر إيقافه ، لأسباب وصفت حينها بالاجتماعية والاقتصادية.

وخلال عام ٢٠٢٠ أعلنت حكومة رئيس الوزراء الأسبق عمر الرزاز إعادة تفعيل قانون الخدمة بصيغة جديدة، من خلال شراكة بين القوات المسلحة الأردنية ووزارة العمل، وكانت مدته عام كامل، إلا أن البرنامج جرى تجميده لاحقاً.

واليوم بفضل جهود جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم وولي العهد الأمين تم الإعلان عن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم خلال لقاء مع مجموعة من الشباب، وأكد أنه سيتم تفعيله عام 2026 ، وها نحن اليوم نرى بأعيينا استقطاب أول دفعة من الشباب لخدمة العلم.


تكمن أهمية خدمة العلم في دورها الكبير في بناء شخصية الفرد وتعزيز تماسك المجتمع وتسهم في تعزيز الأمن الوطني والاستقرار، و إعداد قوة بشرية مدرَّبة قادرة على مواجهة التحديات. و تقوية الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع.

فخدمة العلم في الأردن هي برنامج وطني تنظمه القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، يهدف إلى إعداد الشباب بدنيًا وانضباطيًا، وتعزيز الانتماء الوطني، إضافة إلى تزويدهم بمهارات حياتية ومهنية أساسية و ترسيخ الانضباط والمسؤولية و رفع اللياقة البدنية والجاهزية و إكساب مهارات تفيد في سوق العمل.