×
آخر الأخبار

زيد الطهراوي يكتب قالت أم البنين

{title}
22 الإعلامي   -

22 الإعلامي- زيد الطهراوي



قالت : ما شأنهم يتدخلون في حياة الأزواج ؛ معلنين أن الزوجة لا يجب عليها أن تطبخ لزوجها و أبنائها

قال زوجها : يريدون أن يحدثوا شرخاً ما و لو بحجم ذرة غبار

قالت : و هل نحن محاصرون و مطاردون

قال : نعم و لن يتركوا أقلامهم السوداء حتى يحدثوا هذا الشرخ

قالت : فواجب إذن أن تعلن المرأة في كل مكان أنها مستعدة للقيام بأعباء البيت ليكون هذا سدا أمام المتطفلين

قال : و هل تظنين أن أعباء البيت هي العقدة التي سينجحون بها من إيقاف المنشار عن السير قدما في الإنتاج؟

أعباء البيت هي الأسنان الأولى التي ينهشون بها الحياة الأسرية و إن لم تنجح هذه الحيلة فهناك حيل كثيرة قذرة

ليست المرأة بحاجة إلى أن تعلن أنها مستعدة لأعباء البيت

فهي تقوم بذلك عن طيب نفس و هناك أسر تستمتع بأن يقدم الأب المبدع وجبة طعام شهية لهم كل أسبوع بل كل يوم (١)

فهذه مسألة خاصة بالبيوت لن ينجحوا بهدم جدار الأسرة المتين بها

قالت : و هذا التشتت على أبواب محاكم الأسرة هل هو من هؤلاء ؟(٢)

قال : لا ؛ فكل الحيل التي يقدمونها أوهى من بيت العنكبوت

هم يسهلون طريق الفجور و لكن نحن ننمي الإيمان بالله و الإرادة

و هم يفسدون أخلاق المجتمع بأفلام و أغان هابطة و نحن نسمو بأخلاق العفة

قالت : صحيح ؛ البيوت التي تهدمت أمام المحاكم كانت تشير إلى مأزق حقيقي في حياتنا

و لكن كل هذه الصلوات في المساجد و البيوت و كل هذا التدين ما كان كفيلا بإنقاذنا؟

قال : الصلوات و التدين كفيلان بإزاحة الشقاء عنا

و لكن الصلوات ينبغي أن تكون خالصة لله و أن تكون خاشعة فيخرج العنيف من صلاته هادئاً متزناً و يخرج المريض بالحقد و الأنانية و إرادة الشر طاهراً من كل أمراضه فيتقوى الإيمان و يظهر جلياً على الحياة و السلوك

و كذلك التدين لا بد أن يكون صادقاً متكاملاً فخطأ عظيم أن يهتم المؤمن بصلاته و لا يهتم بأخلاقه فيخدع نفسه و يظن أنه وصل إلى درجة الأولياء و الحقيقة المرة أنه ما زال يسير في خطواته الأولى على درب السالكين



…………………………………



(١) كان النبي صلى الله عليه و سلم يساعد أهل بيته في شؤون المنزل

في صحيح البخاري : قال الأسود بن يزيد رحمه الله تعالى: (سئلت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله ؛ فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة) رواه البخاري



أي: كان في بيته صلى الله عليه وسلم في خدمة أهله



(٢) إشارة إلى ازدياد نسب الطلاق في المجتمعات العربية