مقابلـــــــة صحفية مـــع المصاب العسـكري المتقاعد محمـــد كايد العياصرة ..صور
22 الإعلامي- أجـرى اللقاء الملازم /1 عبدالله عبدالحميد قواسمــة، المكان بلدة ساكب / محافظة جرش.
حديث الذكريات يعيدها لنا ويسطرها فارسنا عبر حديث عذب نابع من القلب بكلمات عذبة تقطر شهدًا
كنت انسانًا مثلي مثل أي شخصًا عادي يجوب الأماكن ، متنقل هنا وهناك الى أن شاءت إرادة الله عز وجل ولا مرد لقضائه وغيرت الحال
الإصابة رصاصة في العامود الفقري أدَّت الى شلل نصفي مكتمل
استهل ابو أمجد حديثه الشيق بقوله الهيئة الهاشمية للمصابين العسكريين بمثابة الأب الروحي بما تقوم به من جهود كبيرة خدمة للمصابين العسكريين وأسرهم
تعلمت بعد اصابتي لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة ومن هنا بدأت القصة مع الاصرار والعزيمة على أن أكون أنسانًا منتجًا
الآن ولله الحمد أمتلك محطة غسيل سيارات ” المتخصص لخدمة السيارات وغسيل السجاد ” في بلدتي الحبيبة ساكب
انطلقت السيارة من العاصمة عمان باتجاه محافظة جرش بأشجارها المترامية وجبالها الخضراء لعمل مقابلة مع المصاب العسكري محمد كايد العياصرة الذي تعرض لعيار ناري في عام 2003 في منطقة العمود الفقري تاركة له شلل نصفي مكتمل وفي حديثه عن بداية الإصابة لم يخفِ أبو أمجد مقدر الألم وما شعر به آنذاك فاستطرد قائلًا كنت أكبر إخواني وكان والدي يعتمد علي كثيرًا وكنت العون والسند لإخواني الذين زرعوا وزملائي في القوات المسلحة العزيمة والاصرار على أن أواجه الحقيقة وأتأقلم معها وأن أبتعد عن الاحباط فكانت إصابتي حافزًا لي من أجل أن لا أستجدي أحدًا فلا مرد لقضاء الله وهكذا بدأت الأيام تمضي .
يستذكر أبو أمجد ونحن نتبادل معه أطراف الحديث مساحات سالفة من تاريخه الخدميِّ والوظيفي وهو يقول أينما وجد التعب وجدت لذة الحياة واعتزازه بتلك الفترة من عمره وتواصله مع رفاق السلاح الذي ما زال قائمًا إلى الآن ، كيف لا وكلماته المملوءة عذوبة ملأتنا قوةً وحيوية ، فمضت الساعات كأنها دقائق والدقائق كأنها ثوانٍ استأنسنا لحديثه الشجي العذب
الحمد لله كانت أكثر كلماته ذكرًا … لسانه رطبٌ بذكر الله ولقد منَّ وأنعم الله عليه بأربعة من الأولاد جميعهم أكمل دراسته الجامعية منهم المعلم ومنه من في القوات المسلحة الخدمات الطبية الملكية وهو الآن يدير محطة غسيل السيارات ” المتخصص لخدمة السيارات وغسيل السجاد “
وتابع فارسنا قائلا أن اصابتي لم تكن حائلًا بيني وبين حياتي فما زلت بحمد الله أجدُ متعةً وأنا أوجه العمال الذين يعملون عندي….أتابع أعمالي بجد …… أعرف كل تفاصيل محطتي وأديرها بشكل ناجح… وهذا ما أكده لنا أحد أبناء المجتمع المحلي الأستاذ خلدون نواف العياصرة عندما قال العم أبو أمجد صاحب نخوة وفزعة نجتمع عنده و دائمًا نستقوي به فهو ملاذ للجميع ……….
وفي مبادرة طيبة من صاحبنا بين أن محطته تعمل خصم 50% للأسر التي لديها مصابون سواءً كانوا عسكريين أو غير ذلك ، متمنيأً أن يكون هناك تواصل مع الشركات التي تمده بالزيوت والفلاتر للحصول على خصم يُمكِّنه من بذل المزيد لأبناء المجتمع المحلي ….. .
وتحدث أبو أمجد بشغف عن دور الهيئة الهاشمية للمصابين العسكريين وما تقدِّمه لشريحة المصابين وامتنانه لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله وما قدَّمه من عون لكل مصاب من خلال إنشاء الهيئة الهاشمية للمصابين العسكريين لتكون بيتًا لجميع المصابين العسكريين ممن كانت اصابتهم نياشين عزٍّ على صدورهم يفتخرن بها …… تحت إشراف مباشر من سمو الأمير مرعد بن رعد رئيس مجلس إدارتها والذي دائما ما يقوم بزيارة تفقدية للمصابين للوقوف على وضعهم وحالهم.
في نهاية اللقاء الذي لم يكد ينتهي لرغبة مضيفنا في مواصلة حديثه الطيب والممتع قدم شكره لعطوفة المدير العام على هذه اللفتة الرائعة والتي تسلط الضوء على شريحة المصابين العسكريين وإبراز دورهم الفاعل في المجتمع وانخراطهم فيه ليكونوا منتجين فاعلين داعيًا الله العلي القدير أن يحفظ الأردن الغالي ويبقيه واحة أمن وأمان تحت ظل قائدنا الأعلى صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.