22 الاعلامي- (بترا)- أمين الرواشدة-أكملت وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع شركة بيرسون، الرائدة في مجال التعلم المستمر، بنود الخطة السنوية الأولى من دمج مناهج BTEC في نظام التعليم الأردني.
وكانت هذه الشراكة قد تبلورت في أيار 2023، كخطوة محورية لتلبية الاحتياجات المهارية الملحة في قطاع التعليم الفني والتدريب والمهني في الأردن، إضافة لسائر المجالات الأخرى داخل المملكة.
ومع إتمام هذه الشراكة عامها الأول، كان قد تقدم ما يقارب من 17,617 طالبا وطالبة للحصول على دبلومات BTEC ، من المستوى – الثاني، وفي شتى التخصصات التي تمنح الطلبة مؤهلات معترف بها دوليا، وذلك من خلال دمج المهارات العملية في المناهج الوطنية؛ ما ترتب عليه تحقيق معدلات نجاح تضاهي تلك التي تم رصدها في المملكة المتحدة، وعليه، ترفع الطلبة إلى المستوى الثالث. من مؤهلات BTEC.
ومن بين المواد التي أجمع غالبية والطلبة على دراستها، تصدرت مجالات الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، حيث أعرب 4834 و 3988 طالبا على التوالي، رغبتهم في دراسة هذه المجالات، إلى جانب آلاف الطلبة الذين تقدموا للتسجيل في برامج الزراعة، والأعمال، والعناية بالشعر والجمال، والهندسة، وتكنولوجيا المعلومات، والضيافة.
وقال وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور عزمي محافظة، خلال رعايته مناسبة مرور عام على تنفيذ المشروع، اليوم الأربعاء، إن الثروة البشرية الأردنية هي الاستثمار الوطني ذو الأولوية القصوى، في عالم فرضت فيه الثورة المعرفية وأدواتها تحديات كبيرة علينا مواجهتها، والتعامل معها، بكثير من الاهتمام، عبر تقديم تعليم دامج منصف نوعي ومميز، ذي مخرجات ذات قيمة تنافسية، وجودة عالية.
وأضاف أن الأردن بلد طامح لمستقبل أكثر إشراقا لأبنائه، والذي كان وما زال الإنسان أعظم موارده، والتعليم عنوانه وطريق نهضته، مقتبسا من رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني في ورقته النقاشية السابعة إذ يقول: ” لقد بات التطوير ضرورة أملتها الظروف، فالتغيير يفرض نفسه، ويثبت ذاته، ويمضي غير عابئ بمن يخشونه، ولطالما كان الأردن مبادرا ورائدا في التحديث والبناء”.
وتابع “إننا نتطلع إلى أردن قوي، يقدم لأبنائه خير تعليم، ونريد أن نرى مدارسنا المهنية، مصانع للعقول المفكرة، والأيدي العاملة الماهرة، لا تخرّج طلابها إلا وقد تزوّدوا بكل ما يُعينهم على استقبال الحياة ومواجهة تحدّياتها، ومعلمين يمتلكون القدرة والمهارات التي تمكّنهم من إعداد أجيال الغد ” انتهى الإقتباس.
وبين الدكتور محافظة أن سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني،ولي العهد، يولي اهتماما كبيرا بالشباب ويشغل مستقبلهم حيزا كبيرا من جهده ونشاطاته إذ يعتبرهم سموه القوّة المحركة للإقتصاد الوطني، ورافعة المجتمع، وعنوان ازدهاره، واستمرار تطوره، فكانت توجيهاته بضرورة تجهيزهم بالمهارات التي تناسب عصرهم؛ ولهذا حظي التعليم المهني التقني بدعم سموّه المباشر، باعتباره أولوية وطنية رائدة، تسهم في الحد من البطالة، وتلبي حاجات سوق العمل حاضرا ومستقبلا.
وأضاف، لهذا جاءت الرؤية الوطنية الشاملة العابرة للحكومات؛ لتؤكد أن المستقبل للتعليم، والصدارة فيه هي الغاية، للنهوض بالوطن ومواطنيه، من خلال بناء قدراتهم، وتمكينهم من مهارات عصرهم؛ لإطلاق ابتكاراتهم، ومساعدتهم في أخذ دورهم الريادي والتنافسي على مستوى الإقليم والعالم، من أجل الإرتقاء بنوعية حياتهم واستدامتها، باستحداث فرص العمل والتحسين المستمر لمستوى دخلهم، وعليه قامت وزارة التربية باطلاق التحديث في برنامج التعليم المهني، فجاء برنامج التعليم المهني التقني المبني على الكفايات والمهارات ليكون متسقا مع الرؤية الملكية، ومحققا للتوجّهات الحكومية.
وبين أن البرنامج بدأ في شهر أيلول 2023 بستة تخصصات هي: الهندسة، الأعمال، تكنولوجيا المعلومات، الضيافة، الزراعة، الشعر والتجميل. ليضاف لها في عام 2024-2025 أربعة تخصصات جديدة هي: الوسائط الابداعية، السياحة والسفر، الفن والتصميم، والبناء والانشاءات، وتُدرَّس في 310مدارس موزعة على كافة مناطق المملكة، بواقع 653 شعبة صفية، يَدرُس فيها 33627 طالبا وطالبة، في المستويين الثاني والثالث.
وأوضح أن وزارة التربية عينت 1318معلما ومعلمة إضافة للكوادر التعليمية التي كانت موجودة أصلا لغايات تدريس هذه التخصصات، مشيرا إلى أن الوزارة عملت على تدريب الكوادر التعليمية القديمة والجديدة بما يصل إلى 3200 بين معلم ومشرف ورئيس قسم تعليم مهني على مستوى الوزارة والمديريات والمدارس بين عامي 2023 و 2024، لافتا إلى أن الوزارة تناقش حاليا مع بيرسون التوسع في استحداث تخصصات الصحة والرياضة.
وأشار محافظة إلى أن الثورة التكنولوجية الرابعة تسبّبت في إحداث فجوة كبيرة بين مهارات القوى العاملة ومتطلبات سوق العمل والإنتاج؛ فقد اختفت مهن كثيرة، واستحدثت مهن جديدة غيرها، ما يعني ضرورة التكيّف مع هذه المتغيرات للحد من مخاطر هذه الفجوة، كالبطالة وكساد السوق. وهذا ما استدعى ضرورة السعي لتوفير نظام تعليمي مهني قادر على الاستجابة لهذه المتغيرات، يعتمد على الجانب العملي التطبيقي المتخصص، ضمن بيئات تعليمية تتوفر فيها كافة المتطلبات الحديثة التي تدعم التعلّم واكتساب الخبرة، والتوسع في مساراته وخياراته المهنية والتقنية.
من جهته، أوضح، السفير البريطاني لدى المملكة، فيليب هول، أن: “الأردن يتبنى نهجا تقدميا يحتذى به في مجال التعليم المهني، مشكلا معيارا قياسيا في المنطقة، مشيراإلى أنه من خلال دمج نظام BTEC المعترف به دوليا في المناهج الوطنية فإن البلاد لا تقوم فقط بإعداد شبابها لسوق العمل المعاصر، بل تعمل أيضًا على تنشئتهم لمستقبل أكثر إشرافًا لتلبية متطلبات الغد الواعد، وهو ما يقف شاهدًا على أهمية التعاون الدولي في دفع عجلة التنمية المستدامة في مجال التعليم”.
وقالت المديرة التنفيذية للشهادات العليا والتدريب المهنى في بيرسون، فريا توماس مونك، إن هذه النتائج تؤكد أن مناهج BTEC قد أحدثت بالفعل تأثيرًا ملموسًا في تزويد الطلبة الأردنيين، وعبر نهج تطبيقي شامل بالمهارات اللازمة لمستقبلهم المهني.
وأضافت “على مدار الأعوام المقبلة، تخطط بيرسون لتعزيز علاقاتها مع المؤسسات التعليمية الوطنية وأرباب المصالح والهيئات الحكومية لتحديد مسارات واضحة، قابلة للتطبيق، لطلاب نظام BTEC للانتقال إلى صفوف القوى العاملة، وفي عام 2024، أضفنا مواضيع قطاعية جديدة مثل وسائل الإعلام الإبداعية، والسياحة والسفر والبناء، وذلك من منطلق مساعينا لتوسيع نطاق البرنامج وزيادة أهميته”، متوقعة أن يصل عدد الطلاب الذين يخططون للالتحاق بنظام BTEC إلى 54000 طالب وطالبة سنويا وذلك بحلول العام الدراسي 2026/2025.
–(بترا)