مقالات
أخر الأخبار

أبوخلف تكتب : سقوط سوريا: بين ظلم الحكام وعدالة الله

22 الاعلامي – بقلم الكاتبة والأعلامية: سماح أبو خلف

في تاريخ الأمم، تمرّ الكثير من الدول بأزمات سياسية واجتماعية تؤدي إلى انهيار الأنظمة الحاكمة، وتبقى الشعوب تبحث عن العدالة والكرامة. سوريا، ذلك البلد الذي كان يُعتبر منارة للثقافات والحضارات، شهدت في السنوات الأخيرة واحدة من أعنف الأزمات السياسية في التاريخ الحديث. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يعتبر سقوط النظام السوري نتيجة حتمية للظلم، أم أن هناك حكمًا إلهيًا وراء هذا الانهيار؟

عندما نتحدث عن الحكم الظالم، يجب أن ندرك أن الظلم لا يأتي فقط من الأفراد، بل يمكن أن يتجلى في الأنظمة السياسية التي تفتقر إلى العدالة والمساواة. النظام السوري، الذي حكم البلاد بقبضة من حديد، استخدم القوة المفرطة لقمع أي صوت معارض. هذا القمع العنيف أدى إلى اندلاع ثورة شعبية تطالب بالحرية والديمقراطية. ولكن، كما نرى، فإن الظلم غالبًا ما يواجه بمقاومة شديدة، حيث تتجلى قوة الشعب في دفاعه عن حقوقه.

في هذا السياق، يمكن أن يُعتبر سقوط الأنظمة الظالمة بمثابة تجسيد للعدالة الإلهية. فالله، سبحانه وتعالى، وعد بأن يُظهر الحق ويُزهق الباطل، وأن الظالمين لن ينجوا من عواقب أفعالهم. التاريخ مليء بالأمثلة التي تُظهر كيف أن الأنظمة القمعية قد سقطت في نهاية المطاف، ليحل محلها أنظمة أكثر عدلاً، حتى وإن كانت هذه الأنظمة غير مثالية.

ومن جهة أخرى، يجدر بنا أن نتأمل في فكرة أن العدل قد يأتي من غير المؤمنين. في بعض الأحيان، نجد أن هناك من يحكمون بإنصاف ورغبة في تحقيق العدالة، رغم عدم اعتقادهم بالديانات السماوية. هذا يطرح تساؤلًا عميقًا حول مفهوم العدالة ومعايير الحكم. فهل يكفي أن يكون هناك قادة عادلون في الحكم، حتى لو كانوا كافرين، ليكونوا أفضل من الظالمين الذين يدّعون الإيمان؟

إن سقوط الحكم الظالم في سوريا قد يكون بداية جديدة، فرصة للشعب السوري لبناء مستقبل أفضل، بعيدًا عن القمع والتمييز. لكن الطريق إلى العدالة ليس سهلًا، ويتطلب الكثير من الجهد والتضحية. ففي النهاية، تبقى إرادة الله هي الغالبة، وتظهر الحقائق في الأوقات المناسبة. يبقى الأمل في أن يُعيد الله الحق إلى أهله، وأن يُحقق لشعب سوريا ما يستحقه من حرية وكرامة.

ختامًا، إن ما حدث في سوريا هو درس لجميع الشعوب التي تعاني من الظلم. فالتاريخ يعلمنا أن الله ينصر المظلومين، وأن الظلم لا يدوم. لذا، فلنتذكر دائمًا أن العدالة، حتى وإن تأخرت، ستظل هي القوة المحركة نحو التغيير، وأن كل الظالمين سيواجهون عواقب أفعالهم في النهاية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى