مقالات
أخر الأخبار

المرشدة التربوية هند عمر تكتب : غزة بين فكي التهجير والإبادة: مؤامرة الترحيل المشؤوم مأساة تتجدد ومؤامرة تتكشف

22 الاعلامي – بقلم : المرشدة التربوية هند عمر

لطالما كانت غزة عنوانًا للصمود والتحدي، لكنها اليوم تواجه أزمةً وجودية تهدد بترحيل قسري لسكانها، في مشهد يعيد للأذهان نكبة عام 1948، عندما اقتُلع الفلسطينيون من أرضهم تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي. اليوم، يتجدد الخطر، ولكن بأساليب أكثر وحشية، حيث تتصاعد الدعوات الصهيونية لترحيل سكان غزة تحت ذرائع أمنية وسياسية، مدعومةً بصمت دولي مخزٍ وتواطؤ بعض القوى العالمية والإقليمية.

ترحيل أم إبادة؟

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، لم تتوقف المجازر، ولم تقتصر الوحشية على استهداف المدنيين، بل تجاوزت ذلك إلى تدمير البنية التحتية والمستشفيات والمدارس، في محاولة لدفع الفلسطينيين إلى الهجرة القسرية. إن ما يحدث ليس مجرد عمليات عسكرية، بل خطة ممنهجة لترحيل السكان، إما عبر القتل الجماعي أو عبر التضييق الخانق الذي يجعل البقاء مستحيلاً.

لكن إلى أين؟ لا توجد دولة مستعدة لاستقبال ملايين الفلسطينيين الذين يتمسكون بحقهم في أرضهم. فمصر أعلنت رفضها القاطع لترحيل الغزيين إلى سيناء، لما يشكله ذلك من تهديد لأمنها القومي، كما أن الأردن والعديد من الدول العربية لا تقبل أن تكون جزءًا من مخطط تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري.

المجتمع الدولي بين العجز والتواطؤ

في ظل هذا المشهد الدموي، يقف المجتمع الدولي عاجزًا أو متواطئًا، حيث لم تتجاوز ردود الفعل الدولية حدود البيانات الدبلوماسية التي تساوي بين الضحية والجلاد. أما مجلس الأمن والأمم المتحدة، فقد أثبتا مرة أخرى عدم فعاليتهما أمام النفوذ الأمريكي الداعم لإسرائيل، مما يعزز الشكوك حول جدوى المنظمات الدولية في تحقيق العدالة للفلسطينيين.

الصمود هو الخيار الوحيد

وسط كل هذه الضغوط، يبقى الفلسطينيون، وخاصة في غزة، متمسكين بأرضهم، يدفعون ضريبة الصمود بالدماء والألم، لكنهم يدركون أن التخلي عن الوطن ليس خيارًا. لقد جُرب التهجير سابقًا في النكبة والنكسة، وكانت النتيجة معاناة دائمة في الشتات، حيث لا كرامة ولا حقوق. ولذلك، فإن أهل غزة اليوم يرفعون شعار: “إما العيش بكرامة على أرضنا، أو الموت ونحن ندافع عنها”.

ختامًا: القضية لن تموت

قد يحلم الاحتلال بأن الترحيل هو الحل النهائي لمشكلة غزة، لكن الحقيقة أن هذا المخطط، وإن بدا خطرًا، فإنه لن ينجح طالما بقي هناك شعبٌ يقاتل من أجل وجوده. فالتاريخ لم يشهد يومًا أن احتلالًا استمر إلى الأبد، وغزة، التي صمدت رغم كل الحروب والحصار، ستبقى شوكة في حلق المشروع الصهيوني حتى تتحقق الحرية والعدالة.
المرشدة التربوية هند عمر
حزب التنمية الوطني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى