
22 الاعلامي – بقلم : هيا حجير
يُعدّ الأمن والأمان من أعظم النعم التي أنعم الله بها على وطننا، وهما ما يميز الأردن وسط محيط ملتهب تتنازعه الأزمات والصراعات. ولم يكن هذا الاستقرار صدفة، بل نتيجة جهود دؤوبة وسواعد ساهرة من أجهزتنا الأمنية التي أثبتت دومًا أنها الدرع الحصين لهذا الوطن، والسند القوي لأبنائه، بقيادة هاشمية حكيمة وضعت مصلحة المواطن في مقدمة أولوياتها.
وفي خضم ما يشهده الإقليم من تحديات، تتجلى حكمة القيادة الهاشمية وقدرتها على الثبات، خصوصًا في الموقف المشرّف تجاه القضية الفلسطينية، وما يتعرض له قطاع غزة من مأساة إنسانية وجريمة مستمرة بحق الأبرياء. فقد كان جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، في مقدمة من تصدوا لهذه الانتهاكات، مدافعًا عن الحقوق المشروعة للفلسطينيين، وناطقًا باسم كل حرّ عربي ومسلم، في المحافل الدولية والإقليمية، بحزم ووضوح لا يقبل التأويل.
لم يكن موقف جلالته مجرد كلمات، بل أفعال على الأرض، وتحركات إنسانية حقيقية، حيث تم تنفيذ سلسلة من عمليات الإنزال الجوي لإيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى أهلنا في غزة، في ظروف شديدة التعقيد والخطورة.
وقد شارك في هذه المهام النبيلة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، منفذًا عملية إنزال جوي بطائرة عسكرية لإيصال المساعدات بشكل مباشر، في تأكيد عملي على التزام القيادة الأردنية بواجبها القومي والإنساني. كما قامت سمو الأميرة محبوبته الصغيرة سلمى بن عبدالله الثاني بالمشاركة في مهمة مماثلة، ما شكّل رسالة إنسانية راقية تعكس عمق الانتماء وروح التضامن الأردني، قيادة وشعبًا، مع الأشقاء في غزة.
هذا هو الأردن الذي نفاخر به العالم، وطن لا يكتفي بالشعارات، بل يترجم مبادئه إلى أفعال، ويقف موقف العزة والكرامة عندما تتراجع المواقف وتُختبر النوايا.
فالانتماء للوطن ليس مجرد لوحة على جدار، ولا نشيدًا نردده في المناسبات، بل هو مسؤولية وموقف، والتزام راسخ لا يتزعزع أمام المحن. هو وقفة شرف في أصعب اللحظات، حين تنكشف الحقائق وتُميّز الصفوف.
في الأردن، تعلمنا أن الولاء لا يُقاس بالقول، بل بالفعل. وأن محبة الوطن لا تعني التغني به في أوقات الرخاء فقط، بل الوقوف إلى جانبه، والعمل لأجله، وتمثيله بكل ما يليق بتاريخه ومكانته.