22 الاعلامي – بقلم فادي البوري
يأتي يوم العلم الأردني، الذي يُحتفل به في السادس عشر من نيسان من كل عام، ليكون مناسبة وطنية راسخة في وجدان الأردنيين، تتجاوز الطقوس الرمزية إلى معانٍ أعمق تعكس وحدة الشعب، واستمرارية الدولة، واعتزاز المواطنين بهويتهم الوطنية ففي هذا اليوم، لا يقتصر المشهد على رفع العلم فوق الأسطح والمباني أو تزيين الشوارع والساحات، بل يتحول إلى لحظة وعي وطني جماعية، يعبر فيها الشعب الأردني عن ارتباطه العميق بالوطن، وتاريخه، ومصيره المشترك، من خلال احتفاله برمز السيادة والكرامة فالعلم الأردني، الذي رفرف منذ تأسيس الدولة على أرض الصمود والعطاء، لم يكن شاهدًا صامتًا على التحولات الكبرى التي شهدها الأردن، بل كان دومًا حاضرًا في كل لحظة من لحظات البناء والنضال والتضحية، وارتبط في الوعي الجمعي بصورة الوطن الآمن المستقر، القائم على التعددية والتسامح والوحدة.
يوم العلم الأردني هو أيضًا مناسبة تربوية وتوعوية، تسهم في غرس مفاهيم الانتماء في نفوس الناشئة، حيث تنظم المدارس والجامعات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية فعاليات متنوعة تعزز قيم الوطنية، وتذكر الأجيال الجديدة بمكانة هذا الرمز الذي يُلخص تاريخ شعب بأكمله. ومن خلال الأناشيد، والمقالات، والندوات، والعروض الكشفية، تتحول المدارس إلى منصات وطنية تبث روح الاعتزاز والفخر، وتُعرّف النشء برمزية العلم ودوره في صون الهوية وتعزيز التماسك المجتمعي.
وفي هذا اليوم، يُعيد الأردنيون التأكيد على معاني التضامن، والولاء، والوفاء لقيادتهم الهاشمية التي حملت أمانة النهضة، وواجهت التحديات بعزيمة واقتدار. فالاحتفاء بيوم العلم هو في حقيقته احتفاء بمسيرة وطن، وبقيم تأسست عليها الدولة الأردنية، وهي قيم العدل، والحرية، والسيادة، والكرامة الإنسانية وتُعد هذه المناسبة فرصة لتجديد العهد على حماية الوطن، وصون وحدته، وتعزيز منجزاته التي تحققت بفضل وعي أبنائه والتفافهم حول رايتهم الجامعة.
وهكذا، فإن يوم العلم الأردني ليس مجرد يوم وطني في الرزنامة، بل هو موعد سنوي تتجدد فيه الروح الوطنية، وتُستحضر فيه رمزية الراية التي رفرفت على جباه الشهداء، وسواعد البنّائين، وأحلام الأجيال فهو يوم للتأمل في الماضي، والفخر بالحاضر، وصياغة رؤية مشتركة لمستقبل تُظلله راية الأردن الخفاقة دومًا بالعز والشموخ.
