
22 الاعلامي – بقلم الأستاذ أحمد الزغيبات
في السادس عشر من شهر نيسان في كل عام تحتفل المملكة الأردنية الهاشمية بـيوم العلم الأردني ، إن هذا العلم يمثل راية وطنية ورمز السيادة وحالة من السمو الوطني يلتف حولها النشامى الأردنيون ، تعانق المعالي والزهو الوطني ، ويحكي قصة الوطن ومراحل عزته وحكايات البطولة والمنجزات ، نلتف حول الراية وننشد للعلم والوطن ويعلو الصوت ويصدح من حناجر الطلبة كل صباح في مدارسهم حيث كنا صغاراً وكباراً نقف في كل يوم فخراً وإجلالاً للعلم ونزجي له التحية وهو يرتفع في السماء زهواً وشموخاً، وما زالت كل مدارسنا ومؤسساتنا ترفع العلم عالياً، فهو رمز الوطنية الصادقة، ولحن خالد يشهد على تاريخ هذا الوطن الغالي.، ومن حناجر جنود جيشنا العربي الباسل في ساحات الشموخ والوغى لأنه رمز عزتنا وفخرنا بمعانيه السامية التي تمثل الأردن وتاريخه. إنه لواء يشير إلى هوية وطنية ضاربة في الأعماق أساسها يعود إلى الأمويين الذين رفعوا البيض رايتهم وهم ينشرون الإسلام ؛ عماد الحضارة وعنوانها من الهند إلى الأندلس ، والعباسيين الذين رفرفت راياتهم السود في بلاد ازدهرت بالعلوم والصناعة والفنون والعمارة والأدب ، وآل البيت الذين ثبتوا على مبادئهم وقناعتهم ولم تغرهم الحياة برايتهم الخضراء وعباءة الرسول محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ، والأحمر راية الهاشميين الذين يمثلون كرامة العرب وحريتهم ، وهي المثلث الذي يجمع الأشرطة الثلاث السابقة تتوسطه النجمة السباعية التي تدل على فاتحة القرآن الكريم السبع المثاني (سورة الفاتحة من سبع آيات).
إن نشامى المملكة الأردنية الهاشمية يرفعون العلم مع إعلان استقلال الدولة في ٢٥ أيار عام ١٩٤٦ م ، الذي كرّس سيادتهم على الأرض ، وانتهاء الانتداب البريطاني الذي دام نحو خمسة وعشرين عامًا ومبايعة المغفور له بإذن الله عبد الله بن الحسين ملكا على البلاد ، ويكتب يومًا تاريخيًا في صفحة الأردن في موعد مع التحديث والتطوير والكرامة. حيث بدأ الاستخدام الرسمي للعلم الأردني في ١٦ نيسان ١٩٢٨ م وهو مشتق من علم الثورة العربية الكبرى، التي أعلنها شريف مكة الحسين بن علي على الدولة العثمانية عام ١٩١٦ م ويتكون العلم الأردني من أربعة ألوان. وتكون الراية الأردنية بحسب الوصف الذي جاء بالمادة الرابعة من الدستور الأردني الحالي لعام ١٩٥٢م على الشكل والمقاييس التالية: طولها ضعف عرضها وتقسم أفقياً إلى ثلاث قطع متساوية متوازية ، العليا منها سوداء والوسطى بيضاء والسفلى خضراء ، يوضع عليها من ناحية السارية مثلث قائم أحمر قاعدته مساوية لعرض الراية وارتفاعه مساو لنصف طولها ، وفي هذا المثلث كوكب أبيض سباعي الأشعة مساحته مما يمكن أن تستوعبه دائرة قطرها واحد من أربعة عشر من طول الراية، وهو موضوع بحيث يكون وسطه عند نقطة تقاطع الخطوط بين زوايا المثلث، وبحيث يكون المحور المار من أحد الرؤوس موازياً لقاعدة هذا المثلث.
إنَّ علم المملكة الأردنية الهاشمية هو العلم الوحيد من بين أعلام الدول العربية الذي يرمز بقوة إلى الثورة العربية الكبرى، والتي يفتخر بها العرب على مرِّ الأيام، ويتذكرونها كلما نظروا إلى علم المملكة الأردنية الهاشمية. كما وننظر إلى العلم بوصفه جزءًا لا يتجزأ من عملية بناء الأم ة، ويشير إلى ذلك الشعور المتنامي بالوطنية بين الناس ، ويكثف إحساسهم بجملة من الرموز والعلامات والألوان ويمنحها معان ودلالات متراكمة مع الأيام ، ليحفظ ذاكرتهم الوطنية…
خافق في المعالي والمنى عربي الظلال والسنا
في الذرى والأعالي فوق هام الرجال زاهيا أهيبا
حيه في الصباح والسرى في ابتسام الأقاح والشذى
يا شعار الجلال والتماع الجمال والإباء في الربى.
علمٌ لنا في المجدِ يُرفعُ شامخا
بالأمنِ في أردنِّنا وتألقا
علمٌ تسمى بالرجالِ النشامى
ساروا على نهجِ الأباةِ تأنّقا
وبحُرّاسِ الحمى، جيشٍ وأمنٍ
سهروا الليالي، ما رضوا أن يُرهقا
ربَّاهُ يا من أنتَ تحفظُ أمةً
اجعلْ لنا هذا البلدْ متوفِّقا
واجعلْ لنا فيهِ الطمأنينةَ دائماً
وارزقْه من خيرِ الثمارِ تذوّقا
ممنْ أمنْ بكَ وصدقَ الموعدا
يوماً تلا فيهِ الحسابَ الموثقا
واحفظْ لنا شعبَ الكرامةِ والعُلا
واحفظْ جُنودَ العزمِ دوماً موثقا
واحفظْ مليكَ الضادِ رمزَ صلابةٍ
واسقِ البلادَ بعزِّه وتألّقا