مع انتصاف رمضان تعرف على سنن وآداب الصيام
الأدب صفة جميلة تدل على رقي المرء وحسن سلوكه وبه ينال حب واحترام وتقدير من حوله، وأكمل الأدب وأعظمه الأدب مع الله سبحانه، ولذلك شُرع لكل عبادة في الإسلام آداب ينبغي على المسلم الحفاظ عليها ومراعاتها لتكميل النقص الذي يطرأ على الفرائض والواجبات؛ فالصلاة لها آداب، والحج له آداب، والصوم كذلك له آداب وسنن لا يتم على الوجه الأكمل إلا بها سنتعرف عليها معا.
صون اللسان
جاءت الشريعة عامة بكف اللسان عن المحرمات من غيبة ونميمة وكذب وغيرها، إلا أن الكف عن هذه الأمور يتأكد في رمضان فهو من أهم آداب الصيام، لمنافاتها لحقيقة الصوم والغاية منه، وفي الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذٍ ولا يجهل، فان سابَّه أحد أو قاتله أحد فليقل إني امرؤ صائم) رواه البخاري ومسلم .
و(الرفث) هو: الكلام الفاحش، قال الإمام أحمد رحمه الله: ينبغي للصائم أن يتعاهد صومه من لسانه، ولا يماري، ويصون صومه، قال: وكانوا إذا صاموا -يقصد السلف الصالح- قعدوا في المساجد، وقالوا: نحفظ صومنا، ولا نغتاب أحداً.
الصيام والقرآن يشفعان للعبد
ومن سنن الصيام العظيمة الاجر الإهتمام بالقرآن الكريم تلاوته وتدبر معانيه ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشراب والشهوة فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال: فيشفعان ويقبل الله شفاعتهما)
وكان سيدنا جبريل ـ عليه السلام ـ يدارس النبي (صلى الله عليه وسلم) القرآن في رمضان، ولكل حرف نقرأه من القرآن عشر حسنات يضاعفها الله كيف يشاء .
أجود ما يكون في رمضان
كما يستحب للصائم الاكثار من بذل الصدقة للمحتاجين من الفقراء والمساكين، وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم: (كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فَلَرَسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة) رواه البخاري ومسلم.
في السحور بركة
ومن السنن المشروعة في الصيام، تناول السحور وتأخيره، لما في ذلك من عون على صيام النهار، قال صلى الله عليه وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة) رواه البخاري ومسلم، وقال في الحديث الآخر: (فَصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السَّحَر) رواه مسلم.
وعن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قال: قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ علَيه وسلمَ
“السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ فَلا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِين”.
ويقول زيد بن ثابت: “تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قمنا إلى الصلاة”، متفق عليه، وهو يدل على استحباب تأخير السحور.
تعجيل الافطار
كما يستحب للصائم تعجيل الفطر لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) متفق عليه.
وأن يفطر على رطبات إن تيسر؛ لحديث أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء) رواه الترمذي.
دعاء الافطار
ومن الأمور المسنونة للصائم الدعاء عند فطره فهو مستجاب بهذن الله، ففي الحديث: (ثلاثة لا ترد دعوتهم -وذكر منهم- والصائم حين يفطر) رواه الترمذي، وثبت عنه عليه الصلاة والسلام عند الإفطار قوله: (ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى) رواه أبو داود.
ومن أجمل آداب وسنن الصيام تفطير الصائم حتى ولو بتمرة أو شربة ماء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شئ “.
وقال أيضا :” من فطّر صائماً على طعام أو شراب من حلال صلت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان وصلى عليه جبريل في ليلة القدر”.
وقد تعجب الصحابة الكرام من هذا الكرم الرباني فقالوا: يارسول الله ليس كلنا يجد ما يُفطر الصائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”يعطى الله هذا الثواب من فطر صائماً على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن”.
هذه بعض آداب الصيام الجميلة التي تنشر الحب والرحمة بين الناس ..
دعاء اليوم الخامس عشر من رمضان
اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمتُ منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً .
المصدر : الاهرام