22 الاعلامي
سردت كاتبتان، بعضاً من تاريخ المرأة العربية في الكتابة، في الندوة التي عقدت مساء أمس الثلاثاء، بعنوان “المرأة والكتابة.. تاريخ البدايات ورهانات اليوم”، وذلك ضمن فعاليات اليوم السادس، من معرض عمان الدولي للكتاب في دورته الثالثة والعشرين، والذي تحل فيه الجزائر ضيف شرف.
وشارك في الندوة التي أدارتها الدكتورة رؤى الحوامدة، الباحثة والروائية الدكتورة فيروز رشام من الجزائر، والشاعرة والأكاديمية الدكتورة مها العتوم من الأردن.
وسلطت الدكتورة فيروز الضوء على أسباب تأخر النساء في مجال الكتابة في الثقافة العربية إلى غاية أواخر القرن التاسع عشر، على الرغم من شيوع التأليف منذ القرن السابع ميلادي، متسائلة عن حيثيات تهميش دورهن في التأريخ لأوطانهن وتجاهلهن في صياغة التاريخ المكتوب.
وقالت “الذين تولوا كتابة التاريخ لم يذكروا النساء إلا في سياقات هامشية، حتى بدا وكأنما لم يحققن شيئا مهماً عبر الزمن وهو بالتأكيد مغالطة كبيرة، ومع أن الرجال قد أسهبوا في الكتابة عن المرأة وتكلموا باسمها ونيابة عنها، لكنهم قدموها بشكل سلبي ومشوه واختزلوا وظيفتها في الجنس والإنجاب واتهموها بالخطيئة والفتنة ونقص العقل، واعتبرت غير قادرة على إنتاج المعرفة، وهو تشويه يكشف عن حجم الجهل بطبيعة النساء سواء من الناحية الجسدية أو من الناحية النفسية”.
وبينت أن سبل النشر الإلكتروني، والتطور الحضاري للدول، وارتفاع نسبة التعليم، كلها مؤشرات على زيادة وانتشار الكاتبات النسويات في الراهن الحالي.
بدورها، أكدت الدكتورة مها، أن تعبير المرأة في العصر الحديث يحمل في طياته إرثاً تاريخيا طويلا من التهميش والإقصاء، وهو ما ينطبق على الحياة الاجتماعية وينسحب على الحياة الثقافية بالضرورة.
وقالت “المرأة في كتاباتها تعبر عن هواجسها ورؤاها كإنسانة أولاً، وكامرأة ثانياً، وكشاعرة أولاً وثانياً وثالثاً، ولعل قصيدة النثر النسوية، تعد ظاهرة جمالية وفنية في تاريخ تحولات القصيدة العربية من وجهة نظري، وهو ما يمكن معاينته من خلال الكم الكبير لدواوين شعرية تكتب هذا النوع تحديداً، ونسبة ما تكتبه المرأة من هذه الدواوين، وأهمية هذه النسبة فنياً وجمالياً ودلالياً، وهو ما لا يمكن معرفته والتحقق منه إلا بالمعاينة والقراءة والتحليل ومواجهة هذه النصوص نقدياً”.
— (بترا)