عين على القدس يناقش تداعيات إعلان تراس نيتها نقل سفارة بلادها إلى القدس
22 الاعلامي– سلط برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، الضوء على حالة الغضب التي سادت الشارع المقدسي عقب إعلان رئيسة الوزراء البريطانية المتنحية ليز تراس نيتها نقل سفارة بلادها إلى القدس.
وأوضح البرنامج في تقريره الأسبوعي المصور في القدس أن هناك حالة من الغضب والاستياء والقلق تسود الشارع المقدسي عقب إعلان رئيسة الوزراء البريطانية المتنحية تراس نيتها نقل السفارة البريطانية إلى القدس قبل الإعلان عن استقالتها.
وأضاف أن هذا القلق عبر عنه مجلس الأوقاف والهيئات الإسلامية في القدس بصورة واضحة من خلال رسالة لملك بريطانيا سلمها مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب للقنصل البريطاني العام ديانا كورنر.
كما أن هذا الموقف الغاضب من القرار تجاوز الأوقاف الإسلامية والهيئات الإسلامية في القدس، ليصل إلى الكنائس التي تمثل المشهد المقدسي، حيث أصدر مجلس بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس بياناً “يستنكر” نوايا رئيسة الوزراء البريطانية بنقل سفارة بلادها إلى القدس.
مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، الشيخ عزام الخطيب، قال إن الرسالة صدرت عن مجلس الأوقاف وجميع الهيئات والمرجعيات الإسلامية في مدينة القدس بعد أن تفاجأ الجميع بتصريحات تراس فيما يتعلق بإمكانية نقل السفارة البريطانية من تل أبيب إلى القدس، رغم علمها بأن لبلادها ضلعا كبيرا في القضية الفلسطينية والانتداب البريطاني وتشريد الشعب الفلسطيني.
رئيس الأساقفة الأنجليكان في الشرق الأوسط والقدس، المطران حسام نعوم، قال إن رؤساء الكنائس كان لديهم قلق شديد حول هذا الموضوع والتطور الذي حدث للموقف البريطاني الذي لم يتغير على مدى سنوات طويلة، فيما أكد رئيس اتحاد اللوثري السابق منيب يونان، أن القدس عزيزة أيضاً على المسيحيين لأنها مدينة الصلب والقيامة.
وبين التقرير أن خبراء القانون الدوليين وصفوا البيان البريطاني بأنه انتهاك لجميع الأعراف والقوانين الدولية، والتي تنص على أن القدس محتلة، ولا يجوز لدولة الاحتلال ضمها بالقوة.
أستاذ القانون الدولي في جامعة القدس، الدكتور منير نسيبة، أوضح أن القانون الدولي صنف القدس على أنها ارض محتلة ومنع أي دولة من نقل سفارتها إليها، مشيراً إلى أن هذا صدر من خلال قرارات مختلفة من عدة جهات أهمها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وبالتالي فإن الأمم المتحدة لا تعترف بنقل أي سفارة لمدينة القدس، كما أنها لا تعترف بالسيادة الإسرائيلية على مدينة القدس ولا بتطبيق قانون دولة الاحتلال عليها.
من جهة أخرى، أفاد التقرير أن الشارع المقدسي الذي شعر بالقلق وخيبة الأمل من النوايا البريطانية، شعر بارتياح كبير من قرار استراليا سحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، والذي شكل صفعة كبيرة للاحتلال الإسرائيلي.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الزميل الإعلامي جرير مرقة، عبر اتصال فيديو من القدس، بأستاذ القانون الدولي والعلوم السياسية، الدكتور امجد الشهابي، الذي قال إن قرار رئيسة الوزراء تراس خطير جداً، لأنه يعتبر تراجعاً عن السياسة التقليدية لبريطانيا تجاه القدس وانتهاكا صارخا للقانون الدولي الذي يمنع محاولة تغيير الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس، وأضاف أن القرار يعتبر اعترافا ضمنيا بضم القدس وشرعنة الاحتلال.
وأوضح الشهابي أنه كان هناك ردود فعل كبيرة على القرار وعلى عدة مستويات، حيث نددت وزارة الخارجية الأردنية بهذا التصريح، وأكدت أن له انعكاسات سلبية على مستقبل حل الدولتين وعلى الوضع القائم لمدينة القدس، كما أنه يعتبر تغييراً جذرياً في السياسة البريطانية تجاه القضية الفلسطينية، ما قد يؤدي إلى تطورات لا يحمد عقباها.
وأضاف أن القرار واجه عدة ردود فعل لدى الساسة في بريطانيا بأن هذا القرار سوف يكون له تداعيات كبيرة جداً على علاقة بريطانيا مع فلسطين والدول العربية والإسلامية.
وأشار الشهابي إلى أن بريطانيا تجسد الطرف الغربي من أوروبا، وأن قيامها بهذه الخطوة سوف يدفع العديد من الدول لاتباعها، ما يساعد في شرعنة الاحتلال وتصفية القضية الفلسطينية، لأن نقل السفارات يعني أن الضم أصبح مقبولاً على الصعيد الدولي، وان القدس سوف تخرج من أي مفاوضات مستقبلية وستبقى كما يجسدها الساسة الصهاينة بأنها مدينة موحدة وعاصمة للكيان الصهيوني.
وعن قرار الحكومة الأسترالية التراجع عن اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، أوضح الشهابي أن هذا القرار جاء نتيجة لتغيير الحكومة، وأن الحكومة صرحت بأنها تنتظر أن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية حسب قرارات الشرعية الدولية، الذي يعترف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
— (بترا)