22 الاعلامي- أكد أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش اليوم الاثنين أن الكابوس في غزة هو أكثر من مجرد أزمة مساعدة إنسانية بل إنها أزمة إنسانية.
وقال في مؤتمر صحفي في نيويورك “إن الصراع المحتدم يهز العالم، ويهز المنطقة، والأكثر مأساوية، أنه يدمر العديد من الأرواح البريئة” مضيفا إن العمليات البرية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلية والقصف المستمر “تضرب المدنيين والمستشفيات ومخيمات اللاجئين والمساجد والكنائس ومرافق الأمم المتحدة – بما في ذلك الملاجئ”.
وأعرب عن شعوره “بقلق بالغ إزاء الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي التي نشهدها وشدد بالقول “اسمحوا لي أن أكون واضحا: لا يوجد طرف في نزاع مسلح فوق القانون الإنساني الدولي”.
وقال غزة أصبحت مقبرة للأطفال مشيرا الى التقارير التي تفيد بأن المئات من الفتيات والفتيان يُقتلون أو يُصابون كل يوم والى انه “قُتل عدد من الصحفيين خلال فترة أربعة أسابيع أكثر من أي صراع آخر خلال ثلاثة عقود على الأقل”.
وأضاف “لقد قُتل من موظفي المساعدة التابعين للأمم المتحدة عدد أكبر من أي فترة مماثلة في تاريخ منظمتنا” مضيفا إنني “أحيي جميع أولئك الذين يواصلون عملهم المنقذ للحياة على الرغم من التحديات والمخاطر الهائلة”.
وقال الأمين العام “إن الكارثة التي تتكشف تجعل الحاجة إلى وقف إطلاق النار الإنساني أكثر إلحاحا مع مرور كل ساعة” مشددا على أن “أطراف الصراع ـ بل والمجتمع الدولي ـ يواجهون مسؤولية فورية وأساسية: وقف هذه المعاناة الجماعية اللاإنسانية وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية لغزة بشكل كبير”.
وأعلن غوتيريش عن ان الأمم المتحدة تطلق اليوم وشركاؤها نداءً إنسانيًا بقيمة 1.2 مليار دولار لمساعدة 2.7 مليون شخص – وهذا هو مجموع سكان قطاع غزة ونصف مليون فلسطيني في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية”.
وقال ان بعض المساعدات المنقذة للحياة تصل إلى غزة من مصر عبر معبر رفح، “لكن المساعدات الهزيلة لا تلبي محيط الاحتياجات” وأضاف و”لنكن واضحين: معبر رفح وحده لا يملك القدرة على التعامل مع شاحنات المساعدات بالحجم المطلوب”
وأشار الى عبور ما يزيد قليلا عن 400 شاحنة إلى غزة خلال الأسبوعين الماضيين فقط – مقارنة بـ 500 شاحنة يوميا قبل النزاع لكن “الأهم من ذلك، أن هذا لا يشمل الوقود، وبدون الوقود، سيموت الأطفال حديثي الولادة في الحاضنات والمرضى الذين يحتاجون إلى أجهزة دعم الحياة.
وقال بدون الوقود أيضا “لا يمكن ضخ المياه أو تنقيتها” ومن “الممكن أن تبدأ مياه الصرف الصحي غير المعالجة في التدفق إلى الشوارع قريبًا، ما يؤدي إلى انتشار الأمراض” وكذلك سوف تقطع السبل بالشاحنات المحملة بالإغاثة الحرجة”.
وأكد أن “الطريق إلى الأمام واضح: وقف إطلاق النار الإنساني، الآن، واحترام جميع الأطراف لجميع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، الآن. وإطلاق سراح الرهائن في غزة دون قيد أو شرط، الآن وكذلك “حماية المدنيين والمستشفيات ومرافق الأمم المتحدة والملاجئ والمدارس، الآن”.
وتابع أمين عام الأمم المتحدة يقول “المزيد من الغذاء، والمزيد من المياه، والمزيد من الأدوية وبالطبع الوقود – دخول غزة بأمان وسرعة وبالحجم المطلوب،الآن”.
وأضاف “الوصول غير المقيد لإيصال الإمدادات إلى جميع الأشخاص المحتاجين في غزة، الآن، ولا ينبغي أن يكون أي من هذه النداءات مشروطا بالآخر”.
وقال انه ولتحقيق كل هذا، نحتاج إلى المزيد من التمويل الآن.
وبشأن الضفة الغربية المحتلة والقدس قال أعرب غوتيريش عن شعوره “بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف واتساع نطاق الصراع حيث وصلت الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، إلى نقطة الغليان”.
وتابع”إنني أنضم إلى أسرة الأمم المتحدة في الحداد على 88 من زملائنا في الأونروا الذين قتلوا في غزة – والعديد منهم مع أفراد من أسرهم، ومن بينهم معلمون ومديرو مدارس وأطباء ومهندسون وحراس وموظفو دعم وشابة تدعى مي، كانت تعاني من ضمور العضلات، كرسيها المتحرك لم يحدا من أحلامها، لقد كانت طالبة متفوقة، وأصبحت مطورة برمجيات وكرست مهاراتها للعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات للأونروا”
— (بترا)