مقالات

أبو عرجة يكتب شخصيات عرفتها .. العلامة الأديب روكس بن زائد العزيزي

22 الاعلامي –  بقلم : أ.د.تيسير أبو عرجة
العلامة الأديب الكبير روكس بن زائد العزيزي تميز بشخصية موسوعية وثقافة واسعة وتنوع فيما كتب من الفنون الأدبية والدراسات الفكرية والتاريخية .وقد أتيحت لي الفرصة للمشاركة في الندوة التي اقامتها وزارة الثقافة بعد رحيله عام ٢٠٠٤ وذلك في ٧ و ٨ أغسطس آب ٢٠٠٥ تخليدًا لذكراه العطرة إلى جانب نخبة كريمة من الباحثين والأدباء وأصدقاء الأديب الكبير .لأقدم الجانب الصحفي في كتابات العزيزي .وقد قمت حينئذ بتحليل أربعة وسبعين مقالا مما كان ينشره في صحيفة ،،الرأي ،،في زاوية بعنوان ،،من وحي الحياة ،، . واطلعت أيضا على عديد الوثائق والمراسلات بينه وبين الأدباء والمفكرين زودتني بها أسرته الكريمة .

إن شخصية العزيزي ورحلته الأدبية الطويلة وقد عاش مائة عام وعامًا واحدًا .من الصعب اختصارها في سطور أو صفحات قليلة وهو الذي كان موضع احترام ومحبة كل من عرفه.وكان هناك إجماع من كل أصدقائه وعارفي فضله على حسن سيرته ونقاء سريرته وسجله الطويل في الوفاء والحب لخير الناس .

وهو كما يقول الدكتور همام غصيب : كانت إنسانيته تشع على الدوام .فيها حبه الانسان وكرامة الانسان وحقوق الانسان وواجبات الانسان .ولم أسمع منه يومًا شكوى .ولم تشب قوله أو فعله أي مرارة .فكان راضيًا مرضيا لا توتر ولا تكدر .وقسمات وجهه كلها صفاء ونقاء .أما الأديب المصري الكبير وديع فلسطين فقد قال : إن العزيزي محضني آيات الود ومشاعر الأخوة وجمال الروح وأريحية القلب ومن أسباب التشجيع ما يعز علي أن أحصيه فضلًا عن ان أثيبه علي بكلمات عليلة بعدما غادر هذه الدنيا كنسمة رقيقة لم تخلف وراءها إلا أزكى عطر وأجمل سيرة وأعظم إنجاز.

ان العزيزي كان يعتز بصداقاته الأدبية .ويقيم علاقات واسعة مع الأدباء والشعراء وأصحاب الفكر على امتداد الوطن العربي وفي المهجر. ووجدناه من خلال مقالاته يغوص في أحداث التاريخ وشخصياته ومواقفه من هذه الشخصيات.وهو يجد في تلك المواقف صورة نفسه وما يرغب في قوله لقرائه المعاصرين.وكان يجد في بعض المناسبات مجالًا للخوض في مسائل السياسة ليس من باب التعليق والتحليل بل من باب بث لواعج النفس والانفعال بالاحداث والتعبير عن المشاعر الصادقة التي يكنها لأمته .

وخص العزيزي المرأة وإبداعاتها الأدبية باهتمامه في زاويته الصحفية.وكتب الكثير في حب الأردن .وكانت له بين الحين والاخر آراء في الشؤون العامة تظهر رأيه في العمل العام .وهو لا يرى في المسؤول الا عاملا في خدمة المجموع واجبه يحتم عليه الإخلاص والتفاني .

ولا تخلو بعض مقالات العزيزي من السخرية والحديث اللاذع .فهو يكتب تحت عنوان ،،بين العربشة والنقد ،،قائلًا :إن العربشة كلمة اردنية معناها محاولة التسلق على الأماكن العالية والوعرة .استخدمت هذه الكلمة العامية لما رأيت بعض المغمورين يتطاولون على القمم من العلماء والأدباء .وهو يقصد بذلك واقعة الهجوم على كتابه ،،نمر العدوان شاعر الحب والوفاء ،، من أحد ،،المتعربشين ،، الذي رأى العزيزي أن عقابه يكون بعدم ذكر اسمه .

أما خلاصات مقالاته في زاوية ،، من وحي الحياة ،،في صحيفة ،،الرأي ،، فيمكن رصدها في النقاط التالية :

  • أهمية المثل العليا التي دعا إليها الرسل والأنبياء.
  • أهمية رعاية العبقريات الضرورية لإنجاح معارك الشعوب.
  • خطورة المقصرين والحاسدين ومرضى الضمائر على حياة المجتمع .
  • خطورة من يستغل ثقة الناس لخداعهم .
  • الحرية أثمن ما في الحياة.
  • خيانة الأصدقاء أمر فادح الخطورة .
  • التسامح قيمة عظيمة من قيم الحياة .

رحم الله أديبنا الكبير العلامة روكس بن زائد العزيزي الذي كان انتقاله الى رحمة بارئه في الثاني والعشرين من شهر كانون اول ديسمبر عام ٢٠٠٤.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى