أبو عرجة يكتب شخصيات عرفتها .. الدكتور نبيل الشريف
22 الاعلامي – بقلم: أ.د.تيسير أبو عرجة
الدكتور نبيل الشريف دخل الصحافة متفرغا لشؤونها وهمومها.وكان أستاذا جامعيًا للأدب الامريكي .ومن الادب للصحافة إلى الوزارة وزيرا للاعلام بل كان آخر وزير للاعلام قبل إلغاء هذه الوزارة وتحويلها الى وزارة دولة للاعلام وشؤون الاتصال ثم أخذت أخيرا مسمى وزارة الاتصال الحكومي.وقد مكث وقتها في الوزارة مائة يوم ويومًا واحدًا .ثم أصبح سفيرا للأردن في المملكة المغربية .وكان فيها الدبلوماسي والاعلامي إلى أن استقال من العمل الرسمي.وعاد لرئاسة تحرير صحيفة الدستور .وقد أعلن حين مغادرته العمل الرسمي أنه فيما تسلمه من المناصب كان يؤدي واجبه الوطني.ولكن المكان الذي يجده أكثر دفئا والتصاقًا بتكوينه ورسالته هو عبق الكلمات ورائحة الحبر في حمى الدستور .
شخصية تتسم بالرزانة والدماثة وهدوء الطبع مزينة بثقافة واسعة وتجربة صحفية عريقة .ناهيك عن ممارسة الكتابة الصحفية اضافة الى المحاضرات التي كان يدعى لالقائها في الجامعات والمنتديات المختلفة .فقد كان دائم النشاط مليئا بالحيوية مشاركًا فاعلًا في ترقية العمل الاعلامي في البلاد .وكان له دوره في تأسيس معهد الاعلام الاردني الذي قام بتسمية إحدى قاعاته الدراسية باسمه بعد رحيله.وقد أنشأ مركزًا للتدريب الاعلامي باسم مركز إمداد للاعلام يتولى عقد الدورات التدريبية وورش العمل بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات ذات الصلة.فقد كان يؤمن بالتجديد والتطوير وينفتح على الجيل الشاب .وكان يؤمن بضرورة التدريب العملي لخريجي الصحافة والاعلام لصقل قدراتهم اضافة الى ما يتعلمونه من علوم نظرية في كليات الاعلام . وهو يبدي نشاطا ملحوظا اثناء عضويته في مجلس الأعيان .ويتولى مهمة عالمية هي المدير التنفيذي لمؤسسة ،،أنا ليند ،،التي تمثل دول البحر المتوسط ومهمتها تشجيع الحوار بين الثقافات ومقرها مبنى مكتبة الاسكندرية.
علاقة ثقافية وانسانية قوية جمعتنا بالدكتور نبيل .فهو حاضر في كثير من المواقع والمنتديات . وهو مشارك فاعل في المحاضرات الجامعية والمنتديات الادبية والثقافية.في شومان ورابطة الكتاب وجامعة البترا وفي مكتبه بجريدة الدستور .وكذلك في عضوية لجنة جائزة الاعلام البيئي التي كانت برعاية سمو الأميرة ريم علي واستمرت لسنوات بمعيّة معالي السيدة ليلى شرف والدكتور نبيل .
الدكتور نبيل الشريف الذي درس الأدب الامريكي في الجامعات الاميركية كان مدركًا لقضية الصورة العربية والاسلامية في الاعلام الغربي ويتحدث فيها حديث العارف الخبير المعايش للمجتمعات الغربية .والموجود بقوة في ميدان العمل الصحفي والاعلامي .وكان مهتما بدور الاعلام العربي بكافة قنواته ووسائله في صد الهجمات على الشخصية العربية والاسلامية.ووجدناه يؤكد دائما على صوت الاعتدال والتسامح .وان يتم نقل صورتنا الحضارية وديننا الحنيف إلى الغرب بهذا الاسلوب من الوسطية والاعتدال وهي صورة الاسلام الحقيقية .
والدكتور نبيل الذي مارس الاعلام والدبلوماسية كان يرى أن العلاقة تكاملية بين هذين المرفقين الهامين .لأن الدبلوماسية تعتمد اعتمادًا كبيرا على رسائل وسائل الاعلام .وان وسائل الاعلام هي شريك فاعل وأساسي في العمل الدبلوماسي .
وهذا انموذج من كتابات الدكتور نبيل في أحد مقالاته حول الاعلام العربي والقدس قال فيه : إن وسائل الاعلام العربية مقصرة حتى العظم في التعريف بقضية القدس ونشر الوعي بها لدى عموم المواطنين.فهناك وسائل اعلام منكفئة على شؤونها الداخلية .ولا يعنيها ما يجري للأمة وما تواجهه من تحديات .وثمة وسائل اعلام لا يهما ما يجري في العالم كله لأنها مشغولة بجرعات الترفيه التي تقدمها للمواطنين .أما السمة الأبرز لتعامل وسائل الاعلام العربية مع القدس فهي أن التغطية في أغلبها إخبارية موسمية ترتبط بالأحداث والوقائع .
رحم الله الدكتور نبيل الشريف الذي انتقل الى رحمة بارئه متأثرا بفيروس كورونا بتاريخ ٦ مارس آذار ٢٠٢١ .