22 الاعلامي – يُسطّر التاريخ من جديد في هذه الأيام كما كان على مر السنوات والاجيال المواقف الملكية الأردنية الهاشمية المشرّفة في الدفاع عن عروبة فلسطين وقطاع غزة وحماية مقدساتها والتي تثبت في كل مرة عمق الرابطة القوية دينياً وقومياً وتاريخياً بالأراضي المقدّسة.
الحرب الإسرائيلية على قطاع هي كارثة إنسانية لا مثيل لها هي اشبه ما تكون بصراع البقاء على الوجود بين الطرفين وهي في شتى الأحوال غير مبررة بأي شكل من الاشكال فقد كشفت هذه الحرب عدة جوانب أهمها مدى انتقائية تطبيق قيم وقواعد حقوق الانسان التي تحكم العلاقات الدولية في حالات النزاع والحروب يأتي ذلك في خضم استمرار الصمت الدولي والعربيّ في الدفاع عن حقوق أهالي قطاع غزة وفي ظل الانتهاك الصارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الانسان وما يتصل بها من مواثيق واتفاقيات وعهود دولية بما فيها العهدة العمرية التي سبقت جميع المواثيق الدولية الإنسانية فهي حرب على الإنسانية وضميرها. ناهيك عن خرق صارخ لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية المعتمد في روما عام 1998 والذي أكد في ديباجته على واجب كل دولة ان تمارس ولايتها القضائية الجنائية على أولئك المسئولين عن الجرائم الدولية ومقاضاة مرتكبيها على نحو فعال من خلال اتخاذ عدد من التدابير القضائية .
فقد أسفرت الحرب المستعرّة التي تشُنها إسرائيل عدة اشكال من جرائم الحرب من فصل عنصري و تهجير و إبادة جماعية لسكان محاصرين وعلى مدنين وممتلكات وموظفي إغاثة و تدمير ممنهج وقصف المرافق الحيوية سواء كانت مستشفيات او مراكز صحية والعمل على قطع مياه شرب و تدمير مستودعات الغذاء والدواء بغية قطعها قاطبةً لضمان عدم بقاء الناجين على قيد الحياة. جرائم حرب هزت ضمير الإنسانية بقوة تدخل حتماً ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية. حيث تتوافر مقومات الجريمة بدءاً من الولاية القضائية الموضوعية، والولاية القضائية الزمانية، والولاية القضائية الإقليمية، ومن ناحية أخرى؛ انّ ما ترتكبه إسرائيل بحق شعب غزة واجبارهم على ترك موطنهم بالكامل انما يشكل بحق فصلاً عنصرياً ووفقا للمعاهدة الدولية الخاصة بقمع ومعاقبة جريمة الفصل العنصري التي اعتبرت ان التدابير التي يتم تصميمها لتقسيم السكان لطوائف عرقية من خلال إنشاء أماكن معزولة ومعسكرات لأعضاء تلك الجماعة العرقية يشكل فصلاً عنصرياً ، انّ التوصيف الانف الذكر ما هو الا لمحة بسيطة حول ما يحدث من انتهاكات جسيمة لمواثيق حقوق الانسان وما هو الى نظرة خاطفة عن جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل لغاية الان .
ومع ذلك لم يتوانى صاحب الوصاية التاريخية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الملك عبد الله الثاني، الذي حمل أمانة الاباء والاجداد في الدفاع عن عروبة فلسطين وحماية المقدسات وإنقاذ أهالي قطاع غزة ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة دعا جلالة القائد الأعلى وطالب قادة العالم بالتدخل الفوري لوقف هذه الحرب بشتى الوسائل سواء كانت عن طريق عقد اللقاءات والاجتماعات وحضور القمم العربية والاجتماعات الدولية لأجل تحريك المجتمع الدولي والعربي لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لتؤكد السياسية الأردنية والدبلوماسية الحصيفة الفذّة التي يمتلكها القائد الأعلى على مدى الرعاية والعناية الهاشمية المتواصلة ، لحماية المقدسات في القدس ورعايتها والدفاع عنها.
الجهود الحثيثة والمستمرّة التي قادها ويقودها جلالة الملك لوقف الحرب على غزة سواء تلك التي كانت على مستوى دوليّ او إقليميّ حملت في طياتها رسائل للعالم يمكن ان تلخص بما يلي :
1. التأكيد من جديد على موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية وحماية مقدساتها وحق شعبها بتقرير مصيرهم واقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م.
2. التأكيد على ضرورة اعمال مواثيق حقوق الانسان وقواعد القانون الدولي الإنساني وتطبيق مسارات الالتزام والحماية والرعاية لحقوق الانسان بغض النظر عن أي تمييز قائم . فقد جاء ذلك في الرسائل الملكية المدوية التي أسمعها الملك عبدالله الثاني للعالم أجمع والتي لخصت الواقع الراهن لحرب إسرائيل على غزة ودعت فورا الى تطبيق قيم العدالة والسلام والسلم الدوليين وقواعد حقوق الانسان.
3. التأكيد على ضرورة حماية المدنيين والناجين ومنع المزيد من المعاناة والوفيات وتطبيق قيم حقوق الانسان حماية حق الانسان في الحياة وايصال المساعدات الإنسانية على وجه السرعة الى قطاع غزة دون اية عوائق.
4. المطالبة الفورية بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ووقف جرائمها المتصلة والمتمثلة بجرائم التهجير والتطهير العرقي والفصل العنصري. المطالبة الواضحة بعدم ترحيل الازمة الى مناطق الجوار و التحذير من تفاقم ازمة اللجوء
ان المواقف الأردنية الهاشمية الثابتة لدعم صمود الاشقاء الفلسطينيين على ارضهم وإيجاد حل شامل ودائم للقضية الفلسطينية لهو موقف فخر لكل اردني حري به ان يفتخر بوقفات مليكنا في كل المحافل الدولية ويبقى صوت الأردن الصوت المدوي والجريء والقوي في الدفاع عن القضية الفلسطينية وعن القدس وحمايتها من الانتهاكات المتكررة التي تقوم بها دولة الاحتلال وتصديه لكل المحاولات الرامية الى تهويدها .
وحريّ بنا كأردنيين وفي ظل هذه الظروف الصعبة والدقيقة ان نوحد الصف و نلتف حول القيادة الهاشمية وجيشنا العربي الباسل حامي حمى الوطن وأمننا واستقرارنا وموحد الجبهة الأردنية الداخلية وحمايتها من كل من تسول له نفسه ان يزرع الفتنة داخل الوطن ويقلل من الجهود الأردنية في وقف العدوان الغاشم على قطاع غزة .
د. فريال حجازي العساف