22 الاعلامي – بقلم هبة أبو حليمة – أخصائية أصول التربية
تُعَتِّبر الأسرة الوحدة الأولى التي يتعلم فيها الفرد العديد من المهارات الأساسية مثل القدرة على التواصل وحل المشكلات والتعبير عن العواطف. كما أن الأسرة توفر الإرشاد والدعم اللازم للفرد خلال مختلف مراحل حياته.
تلعب الأسرة دورًا حاسمًا في تطوير الطفل وتشكيل شخصيته الناشئة. فهي البيئة الأولى التي ينمو فيها ويتعلم منها العديد من المهارات والقيم. إن توفر بيئة منزلية محبة وداعمة يؤثر بشكل كبير في نمو الطفل الجسمي والعقلي والاجتماعي. تعزز الأسرة التطور الشخصي للطفل من خلال توفير الحب والاهتمام والأمان.
تنشئة الطفل بخطوات عملية من الأسرة لتكوين شخصية قوية
الرغبات العاطفية: أي تلبية رغبات الطفل الصغير في الحب والعطف والحنان لكي يشعر بالأمن والاطمئنان والسعادة، وتستمر حاجة الطفل للحب ما دام هو في طور النموّ والنضج، إنّ هذا الأمر ضروري لتفتح قدرات الطفل العقلية الكامنة ونموها نمواً طبيعياً، وعلى الوالدين تعليم الطفل نظام معين من التعامل متفق عليه حتى لا تضطرب شخصيته باختلاف سلوك الوالدين تجاهه.
أوقات التعلم: إنّ أفضل وقت لتعليم الطفل أي مهارة من المهارات هو عند بداية الرغبة في تعلمها فعندما يبدي رغبته مثلاً في الشرب من الكأس في شهره السابع أو الثامن أو أن يمسك بقطعة الفاكهة أو الحلوى أو الخبز ليطعم نفسه وهو في شهره الحادي عشر أو أن يمسك بالملعقة ليأكل بها بنفسه قبل أن يتم السنة والنصف من عمره أي بما معناه عندما يبدي رغبته في شيء من ذلك فعلينا أن نساعده وأن نشجعه وأن نسهل عليه مهمته وألا نستعجله وأن نصبر عليه بضع مرات حتى يحسن الأداء، ولا يجوز منع الطفل من التعلم بحجة عدم العجلة أو لأنّه لا يحسن أو لا يعرف أو لا يستطيع.
طموح الطفل: علينا أن نتيح الطفل تحقيق طموحه ولكن باعتدال، فالطموح القابل للتحقق ضمن حدود ذكاء الطفل وإمكاناته يجعله يتطلع إلى طموح جديد، وأما الطموح الكبير الذي لا يتحقق فإنّه يشعره بالفشل والخيبة، فالنجاح يحي النجاح والخيبة تحي الخيبة، وعلينا ألا نستهزئ أو أن ننتقص من الطفل أو نقوم بتجريحه بالكلام أو نقوم بتفضيل آخرين عليه وما شابه، فهذه الأساليب تجعل الطفل يكره العلم والتعلم ولو بشكل خفي، كما يجب اختيار اللعب المناسبة لقدرات الطفل يتمكن الطفل بنفسه من اللعب بهذه اللعب، وعلى الأهل الإجابة عن أسئلة الطفل واستيضاحاته
إنّ ما يحققه اللعب من فوائد نفسية وبدنية وتربوية واجتماعية للطفل تجعله من الحاجات الضرورية لبناء نفسية الطفل
وفوائده تجتمع في
استنفاد الجهد الفائض والتنفيس عن التوتر الذي يتعرض له الطفل، فيضرب اللعبة متخيلاً أنّه يضرب شخصاً أساء إليه أو شخصاً وهمياً عرفه في خياله وفيما يحكى له من الحكايات.
تعلم الخطأ والصواب وبعض الأخلاق كالصدق والعدل والأمانة وضبط النفس عن طريق اللعب الجماعي، وبناء العلاقات الاجتماعية، فيتعلم التعاون والأخذ والعطاء واحترام حقوق الآخرين، كما يتعلم لعب دوره المستقبلي.
يدل اللعب بكثرة على توقّد الذكاء والفطنة ويساعد على نمو العضلات وتجديد النشاط، وتنمية المهارات المختلفة ولكن هل ذلك يعني أن نترك أبناءنا يلعبون دون ضوابط مما لا شك فيه أنّ هناك ضوابط عدة للعب
تبدأ تتضح شخصية الطفل عندما
يبدأ طفلك بالتعبير عن نفسه بالكلمات بدايةً من عمر 3 سنوات، كما سيبدأ بالتحكم بنفسه، واتخاذ القرارت في مرحلة ما قبل المدرسة، وهذا مهم لتقوية ثقته بنفسه، حينها سيقل اعتماده عليك، إلا أنه سيزداد تعلقًا بك في عمر 5 سنوات، ثم سيبدأ بإدراك أن لك احتياجاتك والتزاماتك الخاصة كالعمل، لذا لا بد من تعلمه كيفية تهدئة نفسه، والتحكم بمشاعره وحده.
تؤثر البيئة المحيطة بالطفل على شخصيته
من المؤكد، للبيئة الأثر الأكبر في تشكيل شخصية الطفل، على الرغم من أن المعظم يعتقد أن الصفات الشخصية تقتصر على الصفات الفطرية الوراثية، إلا أن الصفات المكتسبة هي التي تلعب الدور الأكبر في ذلك، إذ إن طبيعة الأهل، والعادات والتقاليد التي يتبعونها، والجو السائد في المنزل، هي أول بيئة يختلط بها الطفل، فيكتسب عدة صفات منها، ليشكل انطباعه الأول وأفكاره، ثم ينتقل إلى بيئة المدرسة والجامعة، ويختلط مع الجيران والأصدقاء، ليكتسب المزيد من التجارب التي تؤثر في شخصيته مع مرور الوقت، وقد تغير في صفاته وأفكاره، بالإضافة إلى تأثر شخصية الطفل بالأماكن التي يزورها، لا سيما إذا كانت الأماكن متنوعة الثقافات والعادات؛ لأنها ستعرضه لمواقف مختلفة، تكسبه خبرات جديدة، وتطور من شخصيته وتقويها، وبالنهاية نجد أن الفرق واضح في شخصية الطفل الذي يحتك بالمجتمع بشكل كبير، عن شخصية الطفل الذي يعيش في بيئة محدودة.
الإستراتيجيات التي تساعد في جعل الطفل قوي الشخصية وواثقا بنفسه
تعلم حل النزاعات
يتعلم الأطفال داخل أسرتهم، وعن طريق والديهم، كيفية التعامل مع النزاعات وطريقة حلها. ويعتبر الآباء والأمهات قدوة مهمة جدا. وتقول جوكه “يجب أن يتعامل الأطفال فض بعض النزاعات بأنفسهم، من دون تدخل الوالدين. خاصة عند تعاملهم مع الآخرين من الفئة العمرية نفسها، أو مع الأشقاء”. ولتحقيق ذلك يجب أن يتعلم الأطفال أن يتحدثوا مع بعضهم بعضا وأن يتوصلوا إلى حلول وسط، لأن ذلك يعطيهم ثقة بالنفس عند مواجهة
أن يكون الوالدان قدوة في التعامل
من الممكن أن يواجه الأطفال في حياتهم اليومية أنواعا مختلفة من المشاكل. وتقول جوكه في هذا الصدد إنه “يمكن للوالدين تقديم الدعم لأبنائهم، من خلال توضيح كيفية تعاملهم مع الأعباء التي يواجهونها بأنفسهم”، وذلك بحثهم على الاحتفاظ بهدوئهم، والسعي إلى الحصول على الدعم وقبوله عند الاحتياج
الطرق المتبعة والمهمة لتنمية وتكوين شخصية الطفل بالصفات والخصائص المميزة بشخصيتة و سبل بناء عقلية إيجابية
التصحيح المستمر للطفل يدمر ثقته بنفسه وتقديره لذاتها
عندما ينمو الطفل عقليًا وجسديًا ، ويدخل في المرحلة الفكرية والتعليمية من الحياة ، فإن الشخصية الواثقة تعده للتغلب على التحديات. فيما يلي بعض الطرق لدعم نمو شخصية طفلك
. تجنب وضع العلامات
يتأثر الأطفال بشدة بالكلمات المستخدمة لوصفهم أو لوصف الآخرين في محيطهم. قد يعتقدون أن التسميات السلبية التي يستخدمها الآباء (مثل الكسل أو الإهمال) تمنعهم من التحسن. ومن ثم استخدم الملاحظات الإيجابية وتحلى بالصبر أثناء تصحيح سلوكهم
انتبه واستمع
يسعى الأطفال الأصغر سنًا إلى الاهتمام عندما يتعلمون أشياء جديدة كل يوم ويتوقون لمشاركتها مع الآخرين. يعبرون عن تسليتهم بالحديث المستمر وطرح الأسئلة. في هذه المرحلة ، يجب إعطاء الطفل الاهتمام المطلوب. كن على استعداد للاستماع إليهم دون قطعهم في منتصف الطريق ، مما قد يثنيهم عن مشاركة أفكارهم