مقالات
أخر الأخبار

فادي السمردلي يكتب: الاستقطاب قد يسقط احزاب

22 الاعلامي – بقلم فادي زواد السمردلي

تعتبر الأحزاب السياسية في الأردن محركاً رئيسياً للتغيير والتنمية، حيث تلعب دوراً جوهرياً في صياغة السياسات وتوجيه العملية السياسية. ومع ذلك، تواجه هذه الأحزاب تحديات كبيرة ناجمة عن نقص الرؤية الاستراتيجية والتوجيه السياسي، مما يعوق قدرتها على تحقيق أهدافها التنموية فالعديد من الأحزاب تفتقر إلى خطط واضحة ومحددة للمستقبل، بالإضافة إلى الافتقار إلى القيادة الفاعلة التي يمكنها توجيه الجهود نحو تحقيق الأهداف المشتركة وهذه التحديات تستدعي من الأحزاب تطوير استراتيجيات شاملة وفعالة لتحسين أدائها وزيادة تأثيرها في المجتمع.

تُعد الجبهة الداخلية لأي حزب سياسي أساساً لقوته وقدرته على التأثير والاستمرار فالتماسك الداخلي يلعب دوراً محورياً في تعزيز قدرة الحزب على مواجهة التحديات الخارجية والضغوط السياسية فالأحزاب التي تتمتع بجبهة داخلية متماسكة تكون أكثر قدرة على اتخاذ القرارات الفعالة وتحقيق أهدافها ومن جهة أخرى، تعاني الأحزاب التي تشهد تفككاً داخلياً وانقسامات من ضعف في القدرة على التماسك، مما ينعكس سلباً على وحدة الحزب وقدرته على تنفيذ برامجه لذا، ينبغي على الأحزاب أن تولي اهتماماً كبيراً لتعزيز التماسك الداخلي والعمل على حل الخلافات بشكل بناء.
يؤدي الاستقطاب السياسي غير المدروس إلى تشتت الجهود وإضعاف القدرة على تحقيق الأهداف فحينما تركز الأحزاب على استقطاب كمي بدلاً من استقطاب نوعي، فإنها تفقد التركيز على القضايا الأساسية التي تهم المواطنين بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي هذا النوع من الاستقطاب إلى تغليب المصالح الشخصية على الأهداف العامة للأحزاب، مما ينعكس سلباً على تحقيق التقدم السياسي والاجتماعي ومن هنا، يتعين على الأحزاب التركيز على استقطاب نوعي مؤمن بفكرة الحزب وبرامجه، والعمل على تبني القضايا التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين لضمان الحفاظ على الاتصال بالقواعد الشعبية.
الديمقراطية الداخلية والشفافية تعتبر من العناصر الأساسية التي تساهم في اتخاذ القرارات التي تمثل إرادة الأعضاء والداعمين إن ممارسة الديمقراطية داخل الأحزاب يعزز الوحدة والتماسك، حيث يشعر الأعضاء بأن صوتهم مسموع وأنهم جزء من عملية اتخاذ القرار وهذا الإحساس بالمشاركة الفعالة يساهم في تعزيز الولاء للحزب وزيادة الالتزام بتحقيق أهدافه علاوة على ذلك، تسهم الديمقراطية الداخلية في تحقيق الاستقرار السياسي داخل الحزب، مما يمكنه من مواجهة التحديات الخارجية بثبات وفعالية.
تؤثر الأزمات الدولية بشكل كبير على الأحزاب السياسية، حيث تفرض تحديات جديدة تتطلب استجابة فعالة وسريعة. الأحزاب التي تتمتع بجبهة داخلية متماسكة تكون أكثر قدرة على التعامل مع هذه التحديات بفعالية. على النقيض، تعاني الأحزاب التي تفتقر إلى التماسك الداخلي من صعوبات كبيرة في مواجهة الضغوط الخارجية، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرارها الداخلي وإضعاف قدرتها على الاستجابة للتغيرات الدولية لذا، يجب على الأحزاب أن تعمل على تعزيز جبهتها الداخلية لضمان قدرتها على التكيف مع المتغيرات الدولية والتحديات التي قد تواجهها.
تحصين الجبهة الداخلية للأحزاب السياسية يعد ضرورة لضمان استمراريتها وتأثيرها في الساحة السياسية فالجبهة الداخلية القوية تعتبر مؤشراً على نضج العملية الديمقراطية داخل الحزب، حيث تعكس مدى التزام الأعضاء بالأهداف المشتركة وقدرتهم على التعاون لتحقيقها. ولتحقيق التوازن بين الاستقطاب السياسي المدروس والديمقراطية الداخلية، يجب على الأحزاب تبني سياسات تعزز المشاركة الفاعلة للأعضاء وتضمن اتخاذ القرارات بناءً على التوافق الجماعي. هذا التوازن يسهم في تحقيق النجاح والاستقرار السياسي المستدام، ويعزز من قدرة الأحزاب على تحقيق التغيير والتنمية المرجوة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى