مقالات
أخر الأخبار

المرشدة التربوية هند عمر تكتب : العطلة المدرسيّة فرصة لتنمية شخصية أبنائنا  

22 الاعلامي – بقلم : المرشدة التربوية: هند عمر 

تُعتبر العطلة الدراسية من أهمّ الفترات في حياة الطلبة، حيث تُتيح لهم فرصة للراحة من الالتزامات الدراسية والروتين اليومي، ومع ذلك، لا ينبغي أن يُنظر إليها فقط كفترة للراحة والترفيه، بل هي أيضًا فرصة ذهبية للنّمو الشخصيّ والتطوير الذاتي.  

  تُشكل العطلة فرصة لتجديد النشاط الذهنيّ والجسديّ ممّا يساعد الطلبة على العودة إلى المدرسة بحماسٍ أكبرَ واستعدادٍ للتّحديّات الجديدة. 

 فالعقلُ يحتاج إلى فتراتٍ منَ الراحة ؛ ليعيد تنظيم الأفكار وتصفية الذّهن منَ التوتر الناتج عنِ الضّغوط الدراسية. 

  إنّ التخطيط المسبق للعطلة يمكن أن يجعلها فترة مثمرة ؛ كي لا تكون مجرد مضيعة للوقت،  حيث يمكن للطلبة وضعَ جدولٍ زمني يتضمن أنشطةً ترفيهيةً وتعليميةً مثل : قراءة الكتب، وممارسة الرياضة، والأنشطة الإبداعية ، والانخراط في هوايات جديدة؛ فهذا التوازن بين الترفيه، والتعلم يساهم في تعزيز قُدرات الطلبة وتوسيع مداركهم. 

فالعطلة فرصة مثالية لقراءة كتب جديدة تزيد من ثقافة الطالب، وتوسّع آفاقه ومعارفه، كما أن الانخراط في الأنشطة التطوعيّة يُساهم في تنمية حسّ المسؤولية الاجتماعية لدى الطلبة، ومنها على سبيل المثال : الرحلات العائلية  التي تعزز الروابط الأسرية، وتوفر تجاربَ تعليميةً ممتعةً.  

  إنّ عطلة الطلبة فرصة للتخلص من الضغط النفسي الذي قد يتعرضون له خلال السنة الدراسية، حيث  يمكن تخصيص وقت للاسترخاء، وجلسات اليوغا التأملية التي من شأنها تعزز الهدوء الداخلي، كما أن قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، وممارسة الأنشطة التي يحبّونها تساعدهم في تحقيق توازن نفسيّ، وتهيئة نفسية أفضل للعودة إلى المدرسة. 

إنّ العطلة أيضًا فرصة للطلبة للتحضير للعام الدراسي المقبل؛ وذلك من خلال مراجعة المواد الدراسية السابقة والاستعداد النفسيّ والمعرفيّ للمواد الجديدة؛ فهذه المراجعة القليلة تساعد في تخفيف القلق الدراسي، وتعزز الثقة بالنفس. 

  إنّ من الدراسات التي أظهرت أهمية وفائدة العطلة الدراسية، دراسة أجرتها جامعة هارفارد، حيث أكدت أن العطلات الدراسية  تلعب دورًا حيويًا في تحسين الآداء  الأكاديمي للطلبة ، حيث أوجدت أنّ الطلبة الذين يستغلون فترة العطلة في أنشطة تعليمية وترفيهية معتدلة  قد حققوا نتائجَ أفضلَ في الاختبارات مقارنة مع أقرانهم الذين قضوا فترة العطلة من غير تخطيط ؛ لذا فقد أوصت الدراسة بالتوازن بين الرّاحة والتعلّم من اجل تحقيق  أقصى فائدة  منها . 

  ختامًا ، لا يسعني إلا أن أقول: إنّ العطلة ليست فترة للراحة فقط ، بل هي فرصة للتطوير، والنّمو الشّخصي من خلال  التخطيط الجيّد، والاستغلال الأمثل للوقت ، عندها  يمكن للطلبة أنْ، يعودوا إلى مدارسهم بشغف أكبرَ، ورغبةٍ في تحقيق نجاحاتٍ جديدةٍ. فلنشجع أبناءنا على استغلال هذه الفترة بما يعود عليهم بالفائدة ليعزز من مهاراتهم ، ويصقل قدراتهم. 

المرشدة التربوية: هند عمر 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى