
22 الاعلامي – بقلم : امجد صقر الكريمين
القمة خرجت بالكثير من الإيجابيات المتوقعة ، ربما ليست كافية لكنها جيدة وهامة، ومنها أن ترامب ألغى فكرة شراء غزة، حيث غيّر من حديثه عن امتلاك القطاع.
هناك إيجابية فيما يخص المساعدات الأميركية ومن الواضح أنه لن يكون قطع للمساعدات، وهذا لن يستخدم ضد الأردن وهذه تسجل لجلالة الملك بقوة.
الأردن يسعى لتحقيق سلام عادل وشامل للمنطقة من خلال إقامة دولة فلسطينية، وحل القضية الفلسطينية عبر الشرعية الدولية، والشرعية العربية.
جلالة الملك جعل المواقف الأردنية حيال مختلف القضايا أكثر صلابة، وحصنها بحسم واضح ورسائل أبرزها أن مصلحة الأردن والأردنيين فوق كل اعتبار، ما يعني أنه سيرفض أي أمر يمس مصالحه.
أهمية حديث جلالته عن الموقف العربي الموحد، حيث كرر جلالته أن القرار بشأن القضايا الهامة سيكون عربيا، بانتظار خطة مصرية تتضمن تفاصيل تحسم الكثير من الجدليات وتضع رؤى عربية واضحة، وحاسمة، وفي ذلك حنكة من جلالته بأن الدول العربية ستعلن عن قرارها حول مختلف القضايا ولن يكون القرار أردنيا منفردا.
وبطبيعة الحال تعد غزة اليوم من أهم الملفات والقضايا التي حملها جلالة الملك عبد الله الثاني بكامل حقائق تفاصيلها إلى الولايات المتحدة الأميركية بكل وضوح و صراحة ، والثوابت الأردنية واضحة شعبيا و رسميا ازاء ملف التهجير للاهل في غزة ، وضع جلالته الملف على الطاولة الأميركية والتأكيد على المواقف الأردنية الثابتة من القضية الفلسطينية وضرورة تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين هذا الامر هو اساس حراك الدولي لجلالته عبر العالم .
انعكاسات زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني الهامة للولايات المتحدة الأميركية ولقائه بالامس بالرئيس ترامب و ما صدر من تصريحات يدلل بل يؤكد امام العالم دعم الأهل في غزة، واستمرار وقف إطلاق النار، وديمومة إيصال المساعدات بل طلب من الجانب الاسرائيلي بالسير بمخرجات الاتفاق دون تعطيل المساعدات ، ومتابع للمحليين الدوليين و العرب يؤكدون على أهمية الزيارة في دعم قضية العالم الاولى ” فلسطين ” والتأكيد على الثوابت الأردنية التي باتت ركيزة للغزيين بأن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين، وهذا بات ثابتا أردنيا وفلسطينيا.
جلالة الملك الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية ، ولم يترك فلسطين وغزة يوما، وقد قدّم مساعدات وما يزال لغزة بشكل مستمر ودائم وهام ولا يستطيع اي شخص تشكيك بذلك ، وحتما وضع جلالة الملك تفاصيل الأوضاع في غزة امام الإدارة الأميركية بواقعية و وضوح لاننا نسعى لاقامة الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس العربية .
اليوم ملف غزة يتصدر المشهد في ظل تصريحات الرئيس الامريكي ترامب لكن لنكون اكثر واقعية ملف غزة و اهل غزة موضع مهم جدا ياخذ حيز من دبلوماسية الخارجية وهذا انعكاس لاهميتها لدى جلالة الملك عبد الله الثاني، وهو ما يرى به الأهل في غزة و العالم أهمية كبرى، لان المواقفالاردني سببا كبيرا إن لم يكن أساسا لصمودهم وثباتهم على أرضهم، فقد قدّم الأردن بقياد جلالة الملك السند والعون الإنساني والإغاثي للأهل في غزة، علاوة على مواقفه السياسية والدبلوماسية لوقف إطلاق النارمنذو اليوم الاول ، والسعي بكافة الوسائل لإيصال المساعدات بشكل مستمر ودون توقف بل فتح الاردن مجاله الجوي للعالم ليكون ايضا نقطة ارتكاز في ايصال المساعدات للاهل في غزة .
ختاما ، هناك ذكاء كبير في تعامل جلالته مع الموقف، وبدا واضحا أن جلالته الذي كان أول رئيس عربي يلتقي ترامب، كان حريصا على عدم حدوث أي صدام، أو توتر، فقد حرص جلالته على عدم تأييد حديث الرئيس الأميركي في جوانب متعددة، إضافة إلى إعلان جلالته عن استقبال 2000 طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن، ليقول إن الأردن يقوم بدور إنساني وإغاثي للأهل في غزة.
جلالة الملك تحدث عن خطة مصرية على الطريق، وبذلك وجه رسالة بأهمية الموقف العربي، وأن أي قضايا مفصلية سيكون بشأنها قرار عربي، كما أن القمة خرجت بتأكيد ترامب على ضرورة أن يكون هناك عملية سلام، وفي ذلك أيضا إقرار أميركي بضرورة إعادة إحياء العملية السلمية، وهذا إنجاز أردني هام جدا لجلالة الملك.