اخرى

عقد ندوة “حماية البيئة في الأردن: النهج التشاركي والمسؤولية المجتمعية” في اليرموك

مندوبا عن وزير البيئة الدكتور معاوية الردايدة، رعى مساعد أمين عام وزارة البيئة المهندس رائد بني هاني افتتاح فعاليات ندوة “حماية البيئة في الأردن: النهج التشاركي والمسؤولية المجتمعية”، التي نظمها مركز دراسات التنمية المستدامة بالتعاون مع قسم علوم الأرض والبيئة في جامعة اليرموك، بحضور نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور موفق العموش.
وأشاد بني هاني بالدور الهام والمحوري الذي تقوم به جامعة اليرموك وتسليطها الضوء على مختلف الموضوعات التي لها ارتباط مباشر بالقضايا التي تهم المجتمع على مختلف الصعد، مشيرا إلى أن اليرموك تمكنت من الاضطلاع بدورها المجتمعي من خلال توظيف خبرات وكفاءات باحثيها لخدمة المجتمع وإيجاد الحلول الناجعة للمشاكل التي يعاني منها.
وأشار إلى أن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة لعام 1972 في ستوكهولم يعد أول مؤتمر عالمي يجعل من البيئة قضيته الرئيسية، حيث اعتمد المشاركون سلسلة من المبادئ الإدارية السليمة من أجل البيئة البشرية، كما وضع إعلان ستوكهلوم الذي تضمن 26 مبدأ، القضايا البيئية في مقدمة الاهتمامات الدولية فكان بداية الحوار بين الدول الصناعية والدول النامية حول الصلة بين النمو الاقتصادي وتلوث الهواء والماء والمحيطات والآبار ورفاه الناس في جميع أنحاء العالم.
وأكد بني هاني على أهمية البحث في قضايا البيئية المختلفة كالتغير المناخي، وطبقة الأوزون، نتيجة لانعكاساتها المباشرة على الإنسان وصحته، مشددا على ضرورة تكاتف جهود وزارة البيئة والجمعية الملكية لحماية الطبيعة والباحثين من مختلف المؤسسات التعليمية وغيرهم من العاملين والمهتمين في مجال البيئة وذلك للحفاظ على البيئة والتوعية بأهمية حمايتها.
ولفت إلى اهتمام الأردن بالبيئة حيث أنها أنشأت محمية الشومري 1976 في عهد جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه مما يؤكد حرص القيادة الهاشمية على حماية البيئة والطبيعة، داعيا المشاركين في فعاليات الندوة إلى الخروج بتوصيات من شأنها أن تجد حلولا لمختلف القضايا البيئية، مؤكدا استعداد وزارة البيئة لتبني هذه التوصيات وتجسيدها على أرض الواقع.
وبدوره رحب العموش بالمشاركين في رحاب جامعة اليرموك التي ظلت بدوام الأيام منارة إشعاع علمي وحضاري، ومركزا للتنوير وصقل المعرفة، عندما حققت تميزا مشهودا في برامجها التدريسية على اختلاف مراحل الدراسة وحقول العلم، وفي تعضيدها للبحث العلمي التطبيقي، وفي خدمتها للمجتمع الأردني والعربي.
وقال العموش إن قضايا البيئة اليوم بكل أبعادها واستحقاقاتها لم تعد ترفا فكريا، أو مجرد مشاكل عابرة لا تطال الأرض والحرث، بل غدت أولوية وطنية لبلدان كوكبنا كلها، الأمر الذي دعا الأسرة الدولية إلى تأسيس تعاون أممي لمواجهة ومعالجة الآثار المدمرة لما تعرضت له الأرض وغلافها الجوي من جور في استخدام الموارد الطبيعية، وإدارة غير حصيفة لمخلفات وأنقاض ما انتجته الثورات الصناعية من مدنية وعمران، ومن تبعات مأساوية لحروب متواصلة ما انفكت تفتك بالإنسانية وبالبيئة من حولها.
وأكد أننا في الأردن نفخر بأن ملف البيئة وحمايتها يحظى بأعلى اهتمام ورعاية على كل المستويات؛ السياسية، والرسمية، والمؤسسية، الأمر الذي تجسّد بإنشاء وزارة متخصصة بالبيئة، يقوم على أجهزتها المختلفة متخصصون أكْفاء ذوي مراس وخبرات متراكمة، مضيفا أن “الإدارة الملكية لحماية البيئة والسياحة” ضمانة وطنية للحفاظ على مقدرات الوطن وموارده ومنجزاته، يضاف إلى ذلك كله جمعيات متخصصة بالشأن البيئي، منتشرة على امتداد رقعة وطننا العزيز، وتضطلع بدور توعوي ومهني مشهود في حماية البيئة، وهو ما يعزز الجهود الوطنية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من جانبه ألقى مدير مركز دراسات التنمية المستدامة الدكتور عبدالباسط عثامنة كلمة قال فيها إن تنظيم هذه الفعالية العلمية جاء بمناسبة مرور خمسين عاما على مؤتمر ستوكهولم الخاص بالبيئة الذي كان آنذاك تحت شعار “لا نملك سوى أرض واحدة‘‘، وشهد حينها إطلاق برنامج الأمم المتحدة للبيئة، لافتا إلى ان ندوة اليوم تهدف إلى تشخيص الواقع البيئي في الأردن والجهود والشراكات الوطنية نحو إدارة مثلى لهذا الملف بالغ الأهمية.
وتابع: أنه وبعد مرور خمسين عاماً، لم يكن الأردن منأى عن تبعات الأزمات الكوكبية الثلاث؛ وهي: تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، واستمرار تعرض كوكبنا للخطر من جراء التلوث والنفايات.
ولفت عثامنة إلى انه يشارك في هذه الندوة رسميون وباحثون ومختصون ومن منظمات المجتمع المدني حيث تتضمن الندوة جلستين: الأولى عن “حماية البيئة: جهود وسياسات” ، والثانية عن “الأبعاد الجغرافية والعمرانية في الموضوع البيئي”، ستقدم فيهما عشر أوراق ومداخلات علمية متخصصة.
وأشار إلى التحديات البيئية التي يواجهها العالم في وقتنا الحاضر كالانحباس الحراري، وفقدان التنوع الحيوي، والتلوث العابر للحدود، وتغير طبقة الأوزون، وتدهور جودة المياه، وشح المياه العذبة، وتلوث الأراضي، وتدهور التربة وتآكلها، وإزالة الغابات.
وأكد العثامنة على أنه لن تستوي المعادلة إلا بتبني المجتمع الدولي لنظام بيئي عالمي، مدعم بمنظومات إنذار مبكر للممارسات المستمرة وغير السوية أو البريئة ضد البيئة؛ نظام لا يستند إلى منطق القوة أوالحجم أوالوزن على الساحة الدولية، بل أخلاقي منوط بميثاق شرف وعقد اجتماعي عابر للحدود والزمن، لا تطغى فيه مصلحة بلد بعينه، او صناعة معينة، أو منشأة دون غيرها.
وحضر فعاليات الافتتاح نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الدكتور رياض المومني، ومساعد رئيس الجامعة الدكتور زياد الزريقات، وعدد من عمداء الكليات، وأعضاء الهيئة التدريسية، والمهتمين من المجتمع المحلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى