مصنع الأفكار: مساندة الرياديين بتحويل مشاريعهم من فكرة الى منتج ملموس
(بترا) -غادة حماد- قال مدير مصنع الافكار المهندس اسماعيل حقي، إن من خطط المصنع المستقبلية إطلاق باص متنقل مزود بجميع تجهيزات مختبر التصنيع الرقمي على شكل مصغر، يصل لجميع أنحاء المملكة، وذلك بالتعاون مع شركائه مؤسسة نهر الأردن ومنصة زين للإبداع “زينك”، كما سيتم قريبا بالتعاون مع المنصة توزيع 14 طابعة ثلاثية الابعاد الى معظم المحافظات.
وأوضح حقي في مقابلة مع وكالة الانباء الأردنية (بترا)، ان المصنع هو أحد مبادرات مؤسسة ولي العهد وتم افتتاحه في عام 2018 في مجمع الملك حسين للأعمال، وتخرج منه العام الماضي اكثر من مئة ريادي وشركة ناشئة، منهم 40 شخصا يملكون منتجا او ابتكارا.
وبين ان المصنع يهدف الى مساندة الرياديين والشركات الناشئة في تحويل مشاريعهم من فكرة الى منتج ملموس على أرض الواقع بشكل سريع وبتكلفة منخفضة، بفضل ما يمتلكه من أجهزة متطورة، منها على سبيل المثال الطابعة ثلاثية الأبعاد، داعيا القائمين على إعداد المناهج التعليمية إلى تبني هذه التكنولوجيا وغرز طريقة التفكير هذه في الطلاب لكونها مهارات غير ملموسه مهمة جدا بمواجهة المشكلة.
وأضاف حقي ان المصنع يعمل على أربع ركائز استراتيجية رئيسيه أولها بناء القدرات والتدريب، حيث يعمل فريق المصنع على عده أنشطة مكثفة وينظم برنامج جولات خارجية بهدف الوصول الى جميع المحافظات وجميع فئات المجتمع، ويقوم كذلك بتوعية وتدريب المستفيدين من تكنولوجيا التصنيع الرقمي، وتدريب المدربين او ورشات عمل لطلاب الجامعات وغيرها، اضافة الى استضافة برامج دوليه مدتها 6 أشهر من جامعات عالمية.
واوضح ان الركيزة الثانية تمكين الرياديين والشركات الناشئة في إصدار نموذج أولي لمشروعاتهم او اختراعاتهم من خلال التصنيع الرقمي وهو ما يعرف بالنمذجه الأولية السريعة، فبشكل سريع وتكلفة منخفضة يستطيع المشارك تصميم نموذج أولي يثبت من خلاله فكرته او يستخدمها في جذب المستثمرين والترويج لها او تقديمها الى مراكز براءة اختراع، والشق الثاني إنتاج محدود الكمية وهو ما يكون مجديا للريادي او للشركة الناشئة في العمل من خلال مصنع او مع القطاع الصناعي.
واشار حقي الى ثالث ركيزة وهي دعم قطاع الصناعة، من خلال توعية القطاعات الصناعية بأبرز التطورات وأحدث ما توصل اليه العلم في مجال التصنيع الرقمي، والتطبيقات التي يمكن ان تساعدهم في قطاعهم، مضيفا “نعمل مع القطاعات التي يمكننا مساعدتها بفضل طبيعة الماكينات المتطورة لدينا مثل قطاع المجوهرات او قطاع التصميم الداخلي،اضافة الى القطاع الطبي الذي نمتاز بقصص نجاح معهم خصوصا في الطباعة ثلاثية الابعاد، مثل القطع المستخدمة في طب الاسنان او كدليل للعمليات الجراحية وتقويم الاسنان، اذ يتم طباعة المنتجات على مواد مرخصة من مؤسسة الغذاء والدواء مثل الاطراف الصناعية وضحايا حروق الوجه وغيرها”.
وقال ان الركيزة الاخيرة هي التنمية الاجتماعية، والتي تتمثل بتوعية الشباب بكيفية استخدام أدوات التصنيع الرقمي، ليستطيعوا من خلالها عمل مشروع ريادي يكون مصدرا للرزق، كتنفيذ الأعمال الخشبية والإكسسوار وغيرها.
وبين حقي ان من اهم قصص النجاح قصة شاب فكر في اختراع جهاز يعمل على تعقيم الأسطح الملوثة مثل أيدي الدرج الكهربائي باستخدام الأشعة فوق البنفسجية، وبفضل مساعدة المصنع وإرشاده نجح في اختراع وتنفيذ فكرته على ارض الواقع خصوصا بعدما أضاف شاشة للجهاز، وحاليا يتم تصنيعه في ألمانيا ويصدر الى السوق العربي.
واضاف ان من الاختراعات الاخرى التي ساعد المصنع على تصميم النموذج الأولي لها ليتم تحديد المشاكل الممكنة وبتكاليف قليلة، هو ضوء يمكن استخدامه وارتداؤه بأكثر من طريقه متعدد الاستخدام.
ولفت حقي إلى أمله في إنشاء مختبر رقمي في مناطق الشمال والجنوب.
بدوره، قال المهندس الذي يعمل في مختبر مصنع الافكار أحمد فارس، إن المصنع يهدف الى إتاحة التصنيع الرقمي للجميع من أي فئة عمرية او خلفية علمية، فيمكن لمن يرغب الحضور للمصنع واستخدام الادوات والأجهزة المتوفرة لتحويل فكرته الى منتج ملموس، مشيرا الى ان المصنع يحتوي على عدة اقسام منها قسم الطابعات ثلاثية الأبعاد التي تساعد المستخدم على تنفيذ تصميم رقمي لمنتجات طبية او أولية او قطع غيار او لمن يملك فكرة ويحتاج الى تشخيص المشاكل او العيوب الموجودة بها.
وقال الطالبان المشاركان في المصنع زيد العمايرة ومحمود محمدية من جامعة الحسين التقنية، إنهما يأتيان الى مختبر التصنيع الرقمي لعمل تصميمات وتنفيذها وطباعة مجسم لاستخدامه في تنفيذ روبوت بعد ان قاما برسمه باستخدام الواقع الافتراضي.
— (بترا)