إربد الأهلية تحتفي باليوم العالمي للغة العربية
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، الذي يجيء في الثامن عشر 18 كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، وبرعاية الأستاذ الدكتور أحمد منصور الخصاونة رئيس جامعة إربد الأهلية، أقام قسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب والفنون، احتفالًا بهذه المناسبة، تحدث فيها كل من: الأستاذ الدكتور إبراهيم الكوفحي/ الجامعة الأردنية، والأستاذ الدكتور عمر فجاوي/ الجامعة الهاشمية.
وتناول الأستاذ الدكتور الكوفحي في مداخلته استعمال اللغة للتعبير عن الذات والتواصل الاجتماعي منذ الأزل، وأكد على أهمية اللغة العربية عبر مستوياتها الثلاثة، وهي: اللغة الأدبية (الشعرية) واللغة العلمية، واللغة التواصلية العامية أو ما باتت تعرف باللغة التداولية، وبين سمات هذه المستويات، وأشار أن اللغة العربية ما زالت تحظى بوهجها وألقها وبقدرتها على مجاراة اللغات العالمية الحية، مشيرًا إلى أن كثيرًا من المستشرقين قد حاولوا طمس هُوية اللغة العربية الفصحى عبر محاولاتهم الدؤوبة في ترسيخ اللغة العامية التواصلية؛ بغية فصل الأجيال اللاحقة عن فهم تراثهم وقرآنهم الكريم، مؤكداً في الوقت ذاته على أن اللغة الفصحى لا يضيرها استعمال اللغة العامية الدارجة في إطارها التواصلي التداولي، فما زالت اللغة العربية قادرة على مواكبة مخرجات العصر ومستجداته البحثية والتقنية، وهي تشكل كذلك مستودعًا للفكر والثقافة.
وتحدث الأستاذ الدكتور الفجاوي، في مداخلته حول إيجابية اللغة العربية في سياقات مختلفة من علومها وآدابها شعرية كانت أم نثرية، وبين أن هذه الايجابية تُعد من أبرز أسرار اللغة العربية واستخداماتها في شؤون الفرد والجماعة، منوهاً إلى أهمية هذه الايجابية على صعيد استخدام اللغة وتوظيفها في مختلف مجالات الحياة، وأشار إلى جانب آخر وهو التأكيد على أهمية الاعتداد باللغة العربية وبإيجابياتها دون التقليل من شأن باقي اللغات العالمية الأخرى.
وأدار اللقاء الدكتور عدنان الشريم/ رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة إربد الأهلية، وقدم كلمة رحب خلالها بالحضور، وقال فيها: يحتفي قسمُ اللغةِ العربيةِ وآدابِها بجامعةِ إربدَ الأهليةِ باليومِ العالميِّ للُّغةِ العَرَبيَّةِ، الذي يجيءُ في الثامنِ عشرِ من كانونِ الأولِ/ ديسمبر من كلِّ عامٍ، وهو ذاتُه اليومُ الذي أصدرت فيهِ الجمعيةُ العامةُ للأممِ المتحدةِ قرارَها رقم ثلاثةُ آلافٍ ومائةٌ وتسعون (3190) المؤرَّخِ (بالثامنِ عشرِ) من كانونِ الأولِ ديسمبر سنةِ ألفٍ وتِسعُمائةٍ وثلاثٍ وسبعين (1973) م، بإدخالِ اللغةِ العربيَّةِ ضمنَ اللغاتِ الرسميَّةِ، ولغاتِ العملِ الستةِ في الأممِ المتحدةِ، وليسَ أدلُّ على أهميةِ هذا اليومِ العالميِّ للُّغةِ العربيَّةِ من أنَّها اللغةُ التي باتت تشكِّلُ أحدَ المظاهرِ الرئيسةِ للتنوُّعِ الثقافيِّ البشريِّ، فهي إحدى أهمِ لغاتِ العالمِ انتشارًا سواءٌ على صعيدِ التَّحدُّثِ بها أم على صعيدِ الاستعمالِ؛ إذ يتكلمُ بها يوميَّا ما يربو عن أربعِمائةٍ مليونِ إنسانٍ على وجهِ المعمورةِ، ويستعملُها ما يربو عن مليارِ مسلمٍ، ومنَ الجديرِ بالقول: إنَّ اللغاتَ تغدو، في إطارِ الانفجارِ الافتراضيِّ (الرَّقَميِّ) المعرفيِّ العالميِّ، ذاتَ حضورٍ فاعلٍ أو مهمَّشٍ، وفقَ ما تستدعيهِ من القوَّةِ المؤثَّرةِ في تكنولوجيا المعرفةِ، ولا سيَّما أنَّ الأميَّةَ لم تَعُدْ أميَّةَ الكتابةِ والقراءةِ فحسب، وإنَّما هي أميَّةُ عدمِ التعاملِ مَعَ وسائلِ التواصلِ المعرفيَّةِ والاجتماعيَّةِ المختلفةِ.
وفي نهاية الحفل والذي أقيم في مدرج الكندي، قدم الأستاذ الدكتور الخصاونة راعي الحفل بتسليم الدروع التذكارية للمحاضرين، وقال: “لقد تشرفت جامعةُ إربدَ الأهليةُ بإقامةِ هذه الندوةِ الثقافيةِ الاحتفالية بتنظيم من كليَّةُ الآدابِ والفنونِ ممثلةً بقسمِ اللغةِ العربيةِ وآدابِها، بمناسبةٍ مرتْ بنا قبلَ أيامٍ وما زلنا نتفيَّأُ ظلالَها، ألا وهي مناسبةُ اليومِ العالميِّ للغةِ العربيةِ، وتأتي هذه الندوةُ اليومَ تجسيدًا لرؤيةِ الجامعةِ نحوَ بناءِ شراكةٍ اجتماعيَّةٍ في مختلفِ المناشطِ الثقافيةِ والإبداعيةِ، وهي تأتي كذلكَ تعزيزًا لدورِ الثقافةِ والمثاقفةِ بينَ أفرادِ المجتمعِ الأردنيِّ، والذي لا تفتأُ الجامعةُ تُحققهُ على مختلفِ الصُعدِ والمجالات، وإنَّهُ لَيُسْعِدُني أنْ أُزجيَ شكريَ وتقديريَ لضيوفِ الندوةِ، وهم ثُلَّةٌ من علماءِ العربيَّةِ الأجلاءِ على تفضُّلِهم بهذهِ المشاركةِ المباركةِ، كما أودُّ أنْ أشكرَ الحضورَ، أصحابَ العطوفةِ والسعادةِ العمداءَ والزملاءَ أعضاءَ الهيئةِ التدريسيِّة ِوأبنائيَ وبناتيَ طلبةَ الجامعةِ على حضورِهم ومشاركتِهم الفاعلة”.
وقام الدكتور طالب عبابنة عميد كلية الآداب والفنون، بتقديم شكره وتقديره للأستاذ الدكتور أحمد الخصاونة رئيس الجامعة على تكرمه لرعاية هذا الحفل، ولاهتمامه بالأنشطة التي تقيمها كلية الآداب والفنون، ورحب بالمشاركين، والحضور، على تفاعلهم المتميز، الذي تجسد في مداخلاتهم بروح تفاعلية علمية عكست طابعًا ثقافيًا فاعلًا، وذلك بحضور العمداء، وجمع من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وطلبة الجامعة.
وأشاد كل من الدكتور الفجاوي، والدكتور الكوفحي، بجامعة إربد الأهلية، وقد ذكرا بأنها وبجهود القائمين عليها قد أصبحت مثالًا يحتذى ومدعاة للفخر والاعتزاز بين الجامعات، وقدما شكرهما لرئاسة وكوادر الجامعة المختلفة، على هذه الاستضافة، وتمنيا للجامعة ولجميع العاملين فيها مزيدًا من التقدم والازدهار.