شباب وجامعات

“آداب اليرموك” تعقد ندوة علمية بعنوان “أدبيات الكورونا ومفرداتها”

أوصى المشاركون في الندوة العلمية التي نظمتها كلية الآداب في جامعة اليرموك بعنوان “أدبيات الكورونا ومفرداتها”، بضرورة العمل على تشجيع الباحثين والمختصين من الطلبة والأساتذة لتناول الظواهر اللغوية والأدبية لجائحة كورونا في رسائلهم وأبحاثهم العلمية.
كما وأوصى المشاركون في ضرورة متابعة وأرشفة التطور اللغوي والأدبي على مستوى اللغات العالمية وخصوصا العربية في ضوء الجائحة، والاستمرار في تنظيم فعاليات علمية وحلقات نقاشية لتناول المواضيع الحديثة وترادفاتها على المستوى الحضاري والثقافي.
كما أكد المشاركون أهمية فهم ودراسة علاقات الاقتراض اللغوي بين العربية وغيرها من اللغات العالمية.
وكان عميد الكلية الدكتور موسى الربابعة ، قد رعى أعمال هذه الندوة التي جرى عقدها في مبنى المؤتمرات والندوات، بمشاركة مجموعة من أساتذة الكلية وباحثيها، وحضور مجموعة واسعة من طلبة الجامعة من مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا.
وقال الربابعة في كلمته الافتتاحية، ونحن ننتدي اليوم حول أدبيات كورونا ، فثمة علاقة وشيجة بين الأدب والأوبئة عبر سيرورة التاريخ، فمنذ البدايات الأولى سطرت أقلام الأدباء والشعراء إبداعات ظلت خالدة جسدت الصلة العميقة بين الأدب والأوبئة ، فقد ترجم كثير من الأدباء والشعراء مشاعرهم وعواطفهم من خلال التعبير عن إحساسهم العميق بالأوبئة، فالأوبئة من شانها أن تستنفر وعي الأدباء لمقاربة هذه الظاهرة .
وأضاف أن وباء كورونا قد قوض كثير من المواقف والقناعات والرهانات ، فالعزلة التي سبببها الوباء قد جعلت الإنسان يلوذ بالقراءة والكتابة ، فعلى سبيل المثال كانت رواية الطاعون لألبير كامو الأكثر قراءة مع انتشار وباء كورونا ، مما يعني أن الإحساس بالتباعد والعزلة، صار موضوعا هاما من موضوعات الأدب في زمن انتشار الوباء .
وأشار الربابعة إلى أن التجربة الوبائية حركت وستظل تحرك نوازع الأدباء مما يجعلها قادرة على ترك أثر فاعل في النتاج الأدبي واللغوي ، فالعزلة قد تسفر عن أشكال وأنواع أدبية جديدة كما أنها يمكن ان تشكل طرائق تعبير مختلفة، مبينا أن الأدب كان وسيبقى الأقدر على التعبير عن حركية الحياة ، وصناعة الوعي بالوجود، لذلك فليس من الغريب أن يظهر ما يعرف بأدب الرعب ، فالأدب من شأنه أن يجسد حياة المجتمعات، كما وان جائحة كورونا صاحبها تعبيرات ومصطلحات لغوية جديدة أثرت المعجم اللغوي ، عبرت بلغة جديدة عن الوباء والتفاعل اليومي معه.
وتابع: لقد شكلت أدبيات كورونا حركة وجودية ذات نزوع فلسفي، فجائحة كورونا ليست هي الوباء الوحيد الذي ادركته الإنسانية، فقد خلد الأدب رحلة الإنسان الطويلة مع الأوبئة، فعلى صعيد الشعر العربي نستذكر أبا ذؤيب الهذلي وحمى المتنبي وطاعون ابن الوردي ومقطوعات الحمى عند علي باكثير وكوليرا نازك الملائكة ، إن الإنسان يسرد محنته في أدب الأوبئة والجوائح، لذا فقد تولد كثير من الأدب من رحم الكوارث .
وتناولت الجلسة الأولى لهذه الندوة أدب كورونا والأوبئة، فيما ركزت جلستها الثانية على تعامل اللغات العالمية مع مفردات الوباء أو الجائحة.
فخلال الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور مالك زريقات، قدم الدكتور بسام قطوس من قسم اللغة العربية ورقة علمية فريدة بعنوان “رواية الأوبئة: مقاربة كرونولوجية” تحدث فيها عن تاريخ الأوبئة وأهمية توثيق المعاناة والألم، فيما قدم الدكتور مهند الدعجة من قسم التاريخ ورقة بعنوان “كورونا والطاعون في العصر الأموي: دراسة مقارنة في المصادر التاريخية” تحدث فيها عن التوثيق التاريخي للأوبئة عبر تطور الحضارة العربية الاسلامية.
وقدم الدكتور محمد الجروان من قسم العلوم السياسية ورقة علمية بعنوان “مضامين الرواية الأردنية في ظل كورونا: رواية هاربون من كورونا نموذجا” تحدث فيها عن رواية هاربون من كورونا كنموذج لاستجابة الأدب الأردني لهذه الجائحة، فيما قدم الدكتور محمد النصيرات من قسم اللغات السامية والشرقية ورقة علمية بعنوان “انعكاسات وباء كورونا في الأدب العبري المعاصر :إيتجار كيريت نموذجا”.
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور رشيد الجراح من قسم اللغة الإنجليزية، فقد تناولت مواضيع متعلقة باللغات العالمية وانعكاسات أزمة كورونا عليها، فقد قدم الدكتور مأمون العبادي من قسم اللغات الحديثة ورقة علمية بعنوان “مصطلحات الجائحة: المرادفات والتطور والتأثير” تحدث فيها عن تطور المصطلحات المتعلقة بالأوبئة وخصوصا جائحة كورونا في اللغتين العربية والفرنسية، فيما قدمت الدكتورة بتول المحيسن من قسم اللغات الحديثة ورقة علمية بعنوان “مشاكل تعلم صوتيات اللغة الفرنسية في زمن كورونا لطلاب السنة الثانية في جامعة اليرموك” تحدثت فيها عن المشاكل التي كانت تواجه الطلاب والأساتذة في التعامل مع مساقات الصوتيات الفرنسية كونَ هذه المساقات تحتاج الى أجهزة علمية مختصة بالصوتيات.
كما و قدم الدكتور سامر الحموري من قسم اللغات الحديثة ورقة علمية بعنوان “سلبيات زمن كورونا في تدريس الحضارة الفرنسية” تحدث فيها عن مفارقات التدريس أثناء فترة الجائحة وبعدها، فيما قدم الدكتور صالح جرادات من قسم اللغات السامية والشرقية ورقة علمية بعنوان” اللغة التركية مع مصطلحات أزمة كورونا” تحدث فيها عن كيفية تعامل اللغة التركية مع اللغتين العربية والإنجليزية للاستجابة لمتطلبات الجائحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى