طب وصحة

الألم العضلي الليفي قد يكون نتيجة مشاكل المناعة الذاتية

22 الإعلامي –

أظهر بحث جديد من معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب (IoPPN) في الكلية الملكية بلندن، بالتعاون مع جامعة ليفربول ومعهد كارولينسكا، أن العديد من الأعراض في متلازمة الألم العضلي الليفي (FMS) سببها الأجسام المضادة التي تزيد من نشاط أعصاب الإحساس بالألم في جميع أنحاء الجسم.

أظهرت النتائج أن الألم العضلي الليفي هو مرض يصيب الجهاز المناعي، وليس كما يُنظر إليه حاليًا بأنه ينشأ في الدماغ.

أظهرت الدراسة، التي نُشرت اليوم في مجلة التحقيقات السريرية، أن زيادة حساسية الألم، وضعف العضلات، وانخفاض الحركة، وقلة عدد الألياف العصبية الصغيرة في الجلد التي هي نموذجية في متلازمة الألم العضلي الليفي (FMS)، كلها تنتج كردة فعل للأجسام المضادة للمريض.

قام الباحثون بحقن فئران التجارب بأجسام مضادة من الأشخاص المصابين بمتلازمة الألم العضلي الليفي (FMS )ولاحظوا أن الفئران طورت بسرعة حساسية متزايدة للضغط والبرد، بالإضافة إلى إظهار قوة قبضة الحركة المنخفضة. في المقابل، لم تتأثر الفئران التي تم حقنها بأجسام مضادة من أشخاص أصحاء، مما يدل على أن الأجسام المضادة للمريض تسبب، أو على الأقل هي مساهم رئيسي في المرض.

علاوةً على ذلك، تعافت الفئران التي تم حقنها بالأجسام المضادة لمتلازمة الألم العضلي الليفي بعد أسابيع قليلة، عندما تمت إزالة الأجسام المضادة من نظامها. و تشير هذه النتيجة بقوة إلى أن العلاجات التي تقلل مستويات الأجسام المضادة لدى المرضى من المرجح أن تكون علاجات فعالة. مثل هذه العلاجات متاحة بالفعل وتستخدم لعلاج الاضطرابات الأخرى التي تسببها الأجسام المضادة الذاتية.

قال الدكتور ديفيد أندرسون، الباحث الرئيسي في الدراسة: “إن الآثار المترتبة على هذه الدراسة كبيرة، حيث إن إثبات أن الألم العضلي الليفي هو اضطراب في المناعة الذاتية، سيغير الطريقة التي ننظر بها إلى الحالة ويجب أن يمهد الطريق لعلاجات أكثر فعالية لملايين الأشخاص المصابين. فلقد كشف عملنا عن مجال جديد تمامًا من الخيارات العلاجية وينبغي أن يعطي أملًا حقيقيًا لمرضى الألم العضلي الليفي”.

تأخر الاستكشاف السابق للعلاجات بسبب فهمنا المحدود للمرض، و يجب أن يتغير هذا الآن. حيث يركز علاج الالم العضلي الليفي على التمارين الهوائية الخفيفة، بالإضافة إلى العلاجات الدوائية والنفسية المخصصة لإدارة الألم. و على الرغم من ذلك، أثبتت العلاجات عدم فعاليتها في معظم المرضى وتركت وراءها حاجة سريرية هائلة لم تتم تلبيتها.

وتشير التقديرات الحالية إلى أن شخصًا واحدًا على الأقل من بين كل 40 شخصًا يتأثر بـالألم العضلي الليفي في جميع أنحاء العالم (80 ٪ منهم من النساء) ويتسم عمومًا بألم منتشر في جميع أنحاء الجسم، بالإضافة إلى التعب (غالبًا ما يشار إليه باسم “الضباب الليفي ”) والعاطفي. ويتطور بشكل شائع بين سن 25 و 55، على الرغم من أن الأطفال يمكن أن يصابوا به أيضًا.

قال الدكتور أندرياس غويبل، الباحث الإكلينيكي الرئيسي في الدراسة من جامعة ليفربول: “عندما بدأت هذه الدراسة في المملكة المتحدة، توقعت أن بعض حالات الألم العضلي الليفي قد تكون من أمراض المناعة الذاتية. لكن فريق ديفيد اكتشف الأجسام المضادة المسببة للألم في كل مريض تم اختباره. وتبشر النتائج أن الأعراض غير المرئية والمدمرة لمتلازمة الألم العضلي الليفي ستصبح قابلة للعلاج.

قالت الأستاذة كاميلا سفينسون، الباحث الرئيسي في الدراسة من معهد كارولينسكا، “أعطت الأجسام المضادة من الأشخاص الذين يعانون من الألم العضلي الليفي الذين يعيشون في بلدين مختلفين، المملكة المتحدة والسويد، نتائج مماثلة، مما يضيف قوة هائلة إلى النتائج التي توصلنا إليها. و ستكون الخطوة التالية، تحديد العوامل التي ترتبط بها الأجسام المضادة المسببة للأعراض. و سيساعدنا هذا ليس فقط من حيث تطوير استراتيجيات علاج جديدة لـمتلازمة الألم العضلي الليفي، ولكن أيضًا من خلال الاختبارات القائمة على الدم للتشخيص، والتي تنقصنا في الوقت الراهن”.

قال الدكتور كريج بولوك، رئيس قسم الاكتشافات والابتكارات في التهاب المفاصل، إن الألم العضلي الليفي يؤثر على ملايين الأشخاص في المملكة المتحدة ويمكن أن يكون له تأثير مدمر على جودة الحياة. ويسبب المرض الألم في جميع أنحاء الجسم، والتعب، والنوم المضطرب، والنوبات المنتظمة حيث تزداد الأعراض سوءًا.

إن الألم العضلي الليفي هو حالة يصعب تشخيصها وإدارتها لأنها مجهولة الأسباب. و يُظهر هذا البحث أن الأجسام المضادة الموجودة في دم الإنسان يمكن أن تسبب أعراضًا تشبه أعراض الألم العضلي الليفي لدى الفئران، مما يشير إلى أن هذه الأجسام المضادة تلعب دورًا مهمًا في هذه الحالة.

وهناك حاجة إلى مزيد من البحث، ولكن نتائج هذه الدراسات تمنح الأمل لملايين الأشخاص المصابين بالألم العضلي الليفي في إمكانية العثور على علاج فعال في المستقبل القريب نسبيًا.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى