طب وصحة

ماهي الاضطرابات النفسية التي تخلفها الحروب وكيف تعالج؟

أثار الصراع الروسي الأوكراني قلقا عالميا، بسبب الدمار والآثار الكارثية التي تخلفها الحروب والنزاعات المسلحة، والتي لا تطال الأرض والبنى التحتية فحسب بل تمتد تداعياتها المدمرة للإنسان.
ومع انتهاء الحرب تنفتح أبواب جحيم آخر يعيشه الناجون من الموت بسبب الجروح العميقة في نفوسهم وأجسادهم وأرواحهم التي لا يمكن التخلص منها بسهولة، حيث يصنف استرجاع أصوات القنابل والصواريخ وصور أشلاء الجثث المتناثرة في مخيلة الكبار والصغار من أقوى الصدمات، التي لها تبعات نفسية قاسية، تنغص عليهم تفاصيل حياتهم اليومية، وتقض مضاجعهم ليلا.
الحروب تولد أمراضا عقلية ونفسية خطيرة
ذكرت مجلة الصحة العقلية والنفسية الأميركية أن 22 في المئة من الأشخاص الذين يعيشون في مناطق الصراعات المسلحة يعانون من الاكتئاب والقلق و”اضطراب ما بعد الصدمة” و”الاضطراب ثنائي القطب” و”انفصام الشخصية”، وأن نحو 9 في المئة من سكان البلدان التي تشهد صراعات عنيفة يعانون من اضطرابات صحية عقلية ونفسية شديدة.
كما خلصت دراسة شارك فيها باحثون من جامعات “كوينزلاند” الأسترالية و”واشنطن” و”هارفارد” الأميركيتين بتمويل من منظمة الصحة العالمية، إلى أن الاكتئاب والقلق يزيدان مع تقدم العمر في البلدان التي تشهد صراعات، وأن هذه الأرقام أعلى بكثير منها في وقت السلم، إذ يعاني واحد من كل 14 شخصا تقريبا من أحد أشكال المرض العقلي أي ما يصل الى نسبة 7.14 في المئة.
ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟
كان اضطراب ما بعد الصدمة (PTSP) معروفا بالعديد من الأسماء في الماضي، مثل “صدمة القذيفة” خلال سنوات الحرب العالمية الأولى و”التعب القتالي” بعد الحرب العالمية الثانية، وهو نوع من أنواع الخوف الشديد يؤدي إلى اضطرابات في الشخصية وتؤثر على الاتزان النفسي.
وتشير الأبحاث الصادرة من الكلية الملكية للأطباء النفسيين إلى أن أعراض الاضطراب النفسي بعد الحروب تظهر بعد أسابيع أو في غضون 3 أشهر، من بينها أعراض فيسيولوجية مثل ألم العضلات والإسهال وعدم انتظام النبض، والصداع واضطرابات في الشهية.
وتتزامن الأعراض الفيسيولوجية مع أخرى نفسية تسيطر على المصاب مثل نوبات الفزع والخوف والاكتئاب والقلق والشعور بالذنب، وقد تصل إلى الأفكار والميول الانتحارية.
المصدر : skynewsarabia

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى