طب وصحة

الصحة العالمية تتحدث عن أداة جديدة لفك شيفرة الفيروسات

كشفت كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية، سوميا سواميناثان، في مقابلة تلفزيونية ترجمها معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، عن أهمية تسلسل الجينوم في تتبع الأمراض المعدية، خصوصا في ظل جائحة كورونا، وجدري القرود.
وبينت خلال المقابلة التي أجرتها فسيمتا غوبتا سميث، حاجة البلدان إلى مواصلة إجراء تسلسل الجينوم في هذه المرحلة من الوباء، لأنه يلعب دورا كبيرا في فهم وكشف تحورات وتغيرات الفيروس.

السؤال الأول :
نحن نتحدث عن تسلسل الجينوم اليوم. كيف يساعدنا على تتبع الأمراض؟ وفي هذه المرحلة من الجائحة، ما هو الاتجاه الذي نشهده في البلدان؟ هل ما زلنا بحاجة إلى الاستمرار في تسلسل الجينوم؟ لنبدأ بشرح ما هو تسلسل الجينوم وكيف نستخدمه لتتبع الأمراض.

الجواب:
إن تسلسل الجينوم هو أداة يستخدمها العلماء لتصور أو فك الشفرة الجينية للكائن الدقيق، سواء كان (DNA ) أو (RNA). وهكذا فإن آليات التسلسل التي نتحدث عنها تضع أساسًا لتسلسل النيوكليوتيدات بأكمله وبالتالي سنحصل على رمز جيني كامل لذلك الكائن الحي بعينه. هذه أداة جديدة نسبيًا، ويتم استخدامها بشكل متزايد في الصحة العامة، على سبيل المثال، لتتبع تفشي الأمراض المنقولة بالغذاء، فعندما تكون هناك مجموعة من الأمراض التي تنتقل عن طريق الغذاء، قد نريد أن نعرف ما هو الكائن المسبب؟ من أين أتى؟ حتى نتمكن من اتخاذ الإجراءات التصحيحية. وبالمثل، عند انتشار مرض غير معروف، مثل التهاب الدماغ أو التهاب السحايا عند الأطفال، قد يخبرك تسلسل الجينوم بسرعة كبيرة عن ماهية ذلك الكائن الحي، ومن ثم يمكننا محاولة ربطه أو تعقبه إلى حيث يمكن أن يكون المصدر. الإيبولا، على سبيل المثال، هو مثال جيد لمرض حيواني المصدر، ومن خلال إجراء التسلسل، يمكننا أن نعرف في الواقع من أين نشأت هذه الحالة الخاصة من الإيبولا، هل أتت مباشرة من الحيوان أم أنها كانت منتشرة بالفعل في المجتمع البشري؟ في الواقع، نحن نستخدمه لجدري القرود أيضًا لفهم المزيد حول الانتشار المحلي. لذا فإن تسلسل الجينوم هو أداة رائعة تمت إضافتها الآن إلى مجموعة الأدوات لخبراء الصحة العامة من أجل اتخاذ الإجراءات بسرعة عندما يتعلق الأمر بتفشي الأمراض المعدية.

السؤال الثاني:
في هذه المرحلة من الوباء، ما هو الاتجاه الذي نشهده في البلدان فيما يتعلق بتسلسل الجينوم؟
الجواب:
كما تعلمون، في هذه الجائحة استخدمنا تسلسل الجينوم لتتبع هذا الفيروس منذ البداية. وقد كان مفيدًا للغاية لأنه، كما تعلمين، كان الفيروس يتغير ويتحول منذ البداية وتمكنا من فهم أياً من هذه التغييرات ما يثير قلقنا حقًا، فإما أن تؤدي هذه التغييرات إلى أن يكون الفيروس أكثر قابلية للانتقال، وبالتالي تصبح العدوى أكثر سهولة من شخص لآخر، أو تؤدي إلى مرض أكثر خطورة أو تنتج عنها القدرة على التغلب على الاستجابة المناعية. وبمرور الوقت، رأينا من سلالات (Alpha ) و( Beta) و( Gamma) و (Delta ) و(Omicron) أن خصائص الفيروس قد تغيرت وتمكنا من ربط تلك الخصائص السريرية بالتسلسل الجيني للفيروس.
ولأن العلماء كانوا يشاركون هذه التسلسلات على منصة مشتركة، يمكن للعالم بأسره الآن أن يرى أين توجد المتغيرات، وما هي المتغيرات الناشئة، ويمكن لخبراء الصحة العامة اتخاذ إجراءات بناءً على ذلك. لذلك من المهم جدًا الاستمرار بذلك. لقد شهدنا انخفاضًا في كمية الاختبارات والمراقبة والتسلسل خلال الأسابيع القليلة الماضية. وبالتالي فإننا نحصل على رؤية أقل فيما يفعله الفيروس.

السؤال الثالث:
لماذا من المهم أن تستمر البلدان في إجراء التسلسل في هذا الوقت؟
الجواب:
لقد رأينا أثناء الوباء مدى أهمية المعلومات من التسلسل الجيني. في الواقع، التحديد المبكر للمتغيرات، والقدرة على ربط كل من المتغيرات بخصائصها الفريدة للغاية، لتتمكن من تتبع انتشارها في جميع أنحاء العالم قد ساعد البلدان على زيادة أو تقليل إجراءات الصحة العامة الخاصة بهم بناءً على البيانات التي توصلوا إليها، وكذلك في إعداد المستشفيات، لإعداد المرافق إذا كانت هناك زيادة متوقعة.
لذلك بمرور الوقت، أصبحنا جيدين في ذلك. لسوء الحظ ما يحدث الآن هو أن العديد من البلدان قد خفضت اختباراتها ومقدار استخدامها للتسلسل، وبالتالي فإننا معرضون لخطر إذا لم نواصل الاختبار والمراقبة، لأننا نعلم أن هذا الفيروس سيكون موجودًا وسوف يتغير ويتطور.
ونحتاج حقًا إلى أن نكون قادرين على تتبع ما يحدث، وما إذا كانت لقاحاتنا لا تزال فعالة. لحسن الحظ، لا تزال اللقاحات فعالة للغاية، لكننا بحاجة إلى أن نكون قادرين على تتبع ذلك.
أود أن أضيف أيضًا أنه في بداية الوباء، كان لدينا حوالي ثلث البلدان فقط التي كانت قادرة على إجراء تسلسل الجينوم وهذا بالنسبة لعدد هذه الدول يعد بأعداد محدودة للغاية. لقد شهدنا توسعا هائلا. اليوم، لدى ثلثي البلدان قدراتها الخاصة، ولكن لا تزال هناك نقاط عمياء في العالم، وبالتالي نحتاج إلى العمل على تعزيز هذه القدرات، سواء من حيث البنية التحتية، ولكن الأهم من ذلك تدريب الأشخاص على تحليل البيانات والمعلوماتية الحيوية. لأنه كما ذكرت، لا يقتصر الأمر على (COVID ) فقط، ولكن بالنسبة لجميع الأمراض المعدية، إذ يمكن أن يوفر لنا تسلسل الجينوم الكثير من المعلومات حول كيفية تتبعها وكيفية معالجتها وتحسين استجابتنا للصحة العامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى