منوعات

ثلث الأفراد يستخدمون الإنترنت للتشخيص الذاتي

مما لا شك فيه أن الإنترنت قد جعل الحياة أكثر سهولة، حيث يمكننا البحث في جوجل عن أي شيء في أي وقت، ولكن إذا وجدتم أنفسكم تبحثون على جوجل عن أعراض بخصوص أي مرض كلما شعرتم بألم في أي جزء من أجسامكم، فأنا هنا لأنصحكم بقراءة ما يأتي!
هل تعلمون أن أكثر من ثلث الأفراد يستخدمون الإنترنت للتشخيص الذاتي وفقًا لدراسة حديثة في جامعة هارفارد؟ لكن هل نحن مؤهلون لقراءة المعلومات الطبية؟ هل ينتهي بنا المطاف للشعور بالخوف والارتباك أكثر من الطمأنينة؟
هل تعانون من الهوس؟
يصف الهوس (Cyberchondria) حالة القلق التي نشعر بها نتيجة عمليات البحث المفرطة على الإنترنت حول الأعراض أو الأمراض، حيث نبالغ في بعض الأحيان في تقدير أعراضنا، لذلك إذا كنا نعاني من صداع أو صداع نصفي، فقد ينتهي بنا الأمر إلى التفكير في أننا مصابون بورم في الدماغ وفقًا “للدكتور جوجل”، الذي تتوفر فيه ملايين المقالات، ولكن هل يمكننا تقييم المرجع الذي نريد استخدامه؟
مخاطر اللجوء إلى “الدكتور جوجل”
تحف عملية البحث عن أعراض المرض على جوجل بالمخاطر، فقد يؤدي التشخيص أو العلاج الذاتي الخاطئ إلى تفاقم الحالة.
كشفت دراسة أجرتها جامعة هارفارد لتحليل دقة مواقع الويب والتطبيقات الخاصة بفحص الأعراض المرضية على الإنترنت أن جودة نصائحهم التشخيصية تتفاوت تفاوتًا كبيرًا، فلا يظهر التشخيص الصحيح إلا في حوالي 30 في المائة من النتائج.
رغم أن هناك قدرًا كبيرًا من المحتوى الصحي عبر الإنترنت، إلا أن الكثير منه ليس دقيقا.
من يعرفنا أكثر؟ أطباؤنا أم الدكتور جوجل؟
أعتقد أن جميع الأطباء الذين يقضون سنوات وسنوات في الدراسة والعمل في مجالات تخصصهم هم أكثر ثقة لتزويدنا بتشخيص دقيق، وأقول ذلك من واقع خبرتي بصفتي متخصصة في الرعاية الصحية. يمكننا دائمًا إضافة إلى تشخيص الطبيب طلب الحصول على رأي خبير آخر، ولكني أوصي بالتوجه إلى الخبراء ذوي السمعة الطيبة لمعالجة مشكلاتنا والرد على مخاوفنا.
لا يقرأ اختصاصيو الرعاية الصحية المقالات بالطريقة التي يقرأها الشخص العادي، فلدينا معايير موثوق بها للتقييم، حيث نطلع على الدراسات السريرية التي راجعها الزملاء والمنشورة في المجلات الطبية الرصينة، جنبًا إلى جنب مع الوضع في الاعتبار المصداقية الإحصائية وعدد المرضى والنتائج، حتى نتمكن من تقييم نتائج الدراسة.
قبل النشر أو التداول
التحدي الآخر الذي يواجهه المتخصصون في الرعاية الصحية هو أن العديد من الأشخاص يعيدون إرسال مقالات (قد تكون موثوقة أو غير موثوقة) إلى غيرهم، ويوصونهم بالأدوية التي وصفت لهم، وهذا أمر خطير، لأنه لا توجد حالة مثل الأخرى، فقد ينجح أحد الأدوية مع شخص ما في حين لا يصلح مع آخر.
يظل جوجل مصدرًا للمعلومات، ولكن لا ينبغي أن يحل محل استشارة الأطباء للحصول على المشورة الصحية، ولكي نحصل على تشخيص دقيق لحالاتنا الصحية، فنحن ما نزال بحاجة لمتخصصين ليشخصوا حالاتنا.
ربى الفار/ صيدلانية
مجلة نكهات عائلية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى