منوعات

نوبل في الطب تذهب إلى مَن كشف النقاب عن البشر القدماء

22 الاعلامي- ذهبت جائزة نوبل في الطب والفسيولوجيا لهذا العام إلى الدراسات الرائدة في مجال التطور البشري، التي استفادت من عينات الحمض النووي المأخوذة من حفائر يرجع تاريخها إلى عشرات الآلاف من السنين.

قادت الدراسات التي أعدَّها سفانته بابو، وهو عالم الجينات في معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في مدينة لايبزيج الألمانية، إلى تعيين التسلسل الجينومي لإنسان النياندرتال، واكتشاف نوعٍ من أشباه البشر، يُقال له إنسان الدينيسوفا، علاوةً على وضعه حجر الأساس لعلم الجينومات القديمة (palaeogenomics)، الذي صار تخصصًا بحثيًا تستعر فيه المنافسة بين المنتسبين إلى هذا المجال الناشئ.

عن طريق تتبُّع تدفُّق الجينات بين جماعات أشباه البشر القدماء، استطاع الباحثون تتبُّع هجراتهم، فضلًا عن الوقوف على منشأ بعض السمات الفسيولوجية لدى الإنسان المعاصر، ومنها سمات للجهاز المناعي البشري، وآليات التكيُّف مع العيش على المرتفعات.

حصْد بابو للجائزة يُعد “تكريمًا استثنائيًا لهذا المجال الصاعد، ولجهوده في حشد جميع المقومات اللازمة لتحقيق هذا الكشف المعجِز، وأعني به الحصول على الحمض النووي القديم من بقايا بشرية”، حسبما ذكر ديفيد رايش، المتخصص في جينات الأنواع البشرية في كلية طب هارفارد، ومقرها مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية، والذي جمَعَته ببابو علاقة عمل وثيقة أثناء عملهما على تعيين التسلسل الجينومي لإنسان النياندرتال.

في مؤتمر صحفي أعقب الإعلان عن الجائزة، صرَّح بابو بأنه كان لا يزال يحاول استيعاب الأمر، وذكر أنه لم يصدِّق ابتداءً أنه فاز بجائزة نوبل عندما زُفَّ إليه الخبر في اتصال هاتفي من ستوكهولم. قال: “في البداية، ظننتها مُزحة متقَنة من بعض أعضاء الفريق”.

أما كريس سترينجر، عالم الأنثروبولوجيا القديمة في متحف التاريخ الطبيعي بالعاصمة الإنجليزية، لندن، فيرى أن إسهامات بابو البحثية (ومنها تعيين التسلسل الجينومي للحمض النووي البشري الأقدم على الإطلاق، في إسبانيا، إذ يرجع تاريخه إلى 43 ألف عام1) أحدثَتْ ثورةً في فهمنا للماضي. يقول عنها إنها “تحظى بأهمية محورية في دراسات التطور البشري الحالية”، واصفًا اقتناص بابو لنوبل بأنه “خبرٌ رائع.

المصدر: موقع الطبعة العربيَّة لدورية Nature

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى