يوم علمي حول البرنامج النووي الأردني بين الواقع والطموح

22 الاعلامي- نظمت نقابة الجيولوجيين، بالتعاون مع وزارة المياه والري، وهيئة الطاقة الذرية، اليوم الأحد، يوما علميا حول إنجازات البرنامج النووي الأردني بين الواقع والطموح.
وأكد نقيب الجيولوجيين، المهندس خالد الشوابكة، أن قطاع التعدين واستخراج المعادن من المحركات الرئيسية للتنمية، إذ كان للجيولوجيين من خلال سلطة المصادر الطبيعية جهود كبيرة في استخراج معادن تسهم في تشغيل المفاعلات النووية، مشيرا إلى أهمية الاستراتيجية الوطنية للطاقة والتي تركز على أهمية أمن التزود بالطاقة.
وأشاد بدور هيئة الطاقة الذرية في استخراج المواد المشعة والمعادن كاليورانيوم لاستخدامات سلمية، مشيرا إلى أهمية استخراجها لإنتاج الكهرباء، وتحلية المياه خاصة في ظل وجود تحديات التغير المناخي، والحاجة لمواكبة التطور الاقتصادي والبحث عن مصادر جديدة لتعزيز الأمن المائي.
من جانبه، قال أمين عام وزارة المياه، الدكتور جهاد المحاميد، إن هيئة الطاقة الذرية ساهمت بالتعاون مع الوزارة منذ عدة سنوات، في تقييم نوعية المياه من الناحية الإشعاعية، ودعوة الوزارة للمشاركة في عدة برامج تدريبية تخص قطاع المياه، واجتماعات تضم خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومختصين من القطاعات الأخرى، لإيجاد حلول مناسبة لبعض التحديات، مثل التخلص من المواد المشعة الناتجة من محطات معالجة مياه الشرب وغيرها من الأمور.
وأضاف أن هيئة الطاقة الذرية دعمت سلطة المياه خلال السنوات الماضية، من خلال تشجيع العديد من المشاريع البحثية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لصالح شؤون المختبرات والنوعية مثل مشروع تعزيز القدرات الوطنية في تقصي ومعالجة النشاط الإشعاعي الطبيعي في مياه الشرب وغيرها من المشاريع البحثية المهمة.
وأشار إلى أن وزارة المياه تطمح إلى مزيد من التعاون مع الهيئة لإجراء المزيد من الأبحاث المشتركة لدراسة المواد الإشعاعية في المياه، وتطبيقات النظائر في حساب عمر المياه الجوفية، ما يسهم بوضع الخطط المناسبة لإدارة هذه المصادر والمساهمة في إنتاج الطاقة لتحلية المياه الذي يعد أهم الحلول الاستراتيجية لمواجهة نقص المياه في الأردن.
بدوره، تحدث رئيس هيئة الطاقة الذرية، الدكتور خالد طوقان، حول أبرز إنجازات البرنامج النووي الأردني، مشيرا إلى أهمية العلاقة التكاملية بين الوزارات والهيئات والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني للخروج بحلول بحثية واقعية لمعضلات رئيسة لحل مشكلات المياه وتحدياته.
واستعرض طوقان المشاريع القائمة في هيئة الطاقة النووية وهي: محطة الطاقة النووية الأردنية التي تقوم بالأساس على تطوير الموارد البشرية والمنظومة النووية، واستخلاص اليورانيوم من الأرض والمياه لتوليد الطاقة وتحلية المياه الذي تشرف عليه شركة تعدين اليورانيوم الأردنية، مشيرا إلى التوجه لإقامة محطات نووية صغيرة للاستفادة من طاقتها في توليد المياه وللأغراض الطبية.
وبين وجود عدة مشاريع تعاون مع وزارة المياه باتجاهين رئيسين هما: معالجة مياه آبار فيها تراكيز إشعاعية لتصبح صالحة للشرب، واستخدام الطاقة الناتجة عن الطاقة النووية لتحلية المياه ونقلها بأقل الكلف ودعم مشروع الناقل الوطني.
وأكد أهمية إنشاء المفاعل النووي الأردني لأغراض علمية في جامعة العلوم والتكنولوجيا الذي راعى أعلى معايير السلامة والأمان، ويعد مركزا متقدما لتدريب الطلبة والباحثين ويقوم على استخدام النظائر المشعة لأغراض صناعية وطبية بكوادر أردنية وباحثين مؤهلين، إذ تستخدم النظائر المشعة المستخرجة لغايات طبية وعلاج بعض الأمراض المستعصية كأمراض السرطان.
وبين طوقان أن مركز السنكروترون يقوم على 3 مسارعات نووية لإقامة مشاريع بحثية، إذ أنجز 155 مشروعا بحثيا، نشر منها 57 بحثا، مؤكدا أن هنالك توجها لإقامة مفاعلات نووية صغيرة لتوليد الطاقة وتحلية المياه لتكون رافدا أساسيا لمشروع الناقل الوطني في مناطق جنوب العقبة ومناطق قصير عمره والمجدل بالقرب من منطقة خربة السمراء.
وأشار إلى وجود اهتمام دولي بدعم وتنفيذ هذه المشاريع، بالتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذلك نية بعض الدول تخصيب اليورانيوم في الأردن للاستخدامات السلمية وتوليد الطاقة التي تعد بكلف رخيصة مقارنة بالنفط.
وتضمن اليوم العلمي محاضرة حول “الأنشطة الجيولوجية المصاحبة لاختيار موقع المحطات النووية”، للدكتور خليل خضر من الجامعة الهاشمية، ومحاضرة حول “مراحل تطور مشروع اليورانيوم الأردني”، لمدير عام شركة تعدين اليورانيوم الأردنية الدكتور محمد الشناق، ومحاضرة بعنوان: “الجيولوجيا وإدارة المواد المشعة ومخلفاتها” للدكتور نزار أبو حجر من نقابة الجيولوجيين.
وتخلل اليوم العلمي، توزيع الدروع التكريمية على المشاركين، إذ تم تكريم سفير المملكة العربية السعودية نايف بن بندر السديري، إضافة إلى رئيس هيئة الطاقة الذرية وأمين عام وزارة المياه، ونقيب الجيولوجين.
–(بترا )