منوعات

علماء الفلك يكتشفون في الكون نوعاً جديداً من وميض أشعة غاما

22 الإعلامي- اكتشف فريق دولي من علماء الفيزياء الفلكية نوعا غير معروف من انفجارات أشعة غاما تستغرق وقتا طويلا، ويُعتقد أنها ناتجة عن اندماج نجميْن نيوترونييْن أو اندماج نجم نيوتروني وثقب أسود.

أعلن ذلك الأربعاء 7 ديسمبر المكتب الصحفي لجامعة برمنغهام.

وقال بنجامين غومبيرتز، الأستاذ المساعد في جامعة برمنغهام البريطانية: “لقد تمكّنا من دراسة انفجار فريد ومذهل لأشعة غاما من عدة نواح. وكقاعدة عامة، لا تستغرق عملية دمج النجوم النيوترونية أكثر من ثانيتين، لكن وميض GRB 211211A استمر بطريقة ما لمدة دقيقة تقريبا. وأضاف بنجامين غومبيرتز إن مثل هذه الانفجارات، بالإضافة إلى اكتشاف ومضات أخرى مماثلة سيساعدنا في الكشف عن آلية تشكيلها”.

واكتشف علماء الفلك مطلع القرن الجاري أن انفجارات أشعة غاما، بصفتها أقوى الكوارث في الكون، يمكن تقسيمها إلى نوعيْن فرعييْن مختلفْين، هما الانفجار القصير الأمد والانفجار الطويل الأمد.


وتنتج الانفجارات الطويلة عن انهيار جاذبية النجوم الكبيرة القديمة، بينما تحدث الانفجارات القصيرة أثناء اندماج النجوم النيوترونية مع أجسام فضائية أخرى. وتدوم حوالي ثانية واحدة أو ثانيتيْن، وليس بضع عشرات من الثواني أو الدقائق، مثل ومضات أشعة غاما الطويلة، كما أنها أقل شأنا من حيث القوة.

واكتشف، غومبيرتز وزملاؤه انفجارا طويلا غير عادي أبدا لأشعة غاما، وهو لم ينتج عن انهيار جاذبية نجم كبير السن ، ولكن عن اصطدام زوج من النجوم النيوترونية. وتوصل العلماء إلى هذا الاستنتاج أثناء رصد وميض GRB 211211A، الذي سجّله تلسكوب Swift المداري في ديسمبر للعام الماضي.

وأشار الباحثون إلى إن مصدر انفجار أشعة غاما، الذي استمر حوالي دقيقة واحدة يقع في كوكبة Bootes على مسافة حوالي 1.13 مليار سنة ضوئية. كما افترض العلماء أن سلف هذه الكارثة الكونية يمكن أن يكون موجودا داخل المجرة القريبة J1409 + 2753 ، لكنهم لا يستبعدون أن مصدر الوميض قد يكون موجودا خلفه، على مسافة أبعد من الأرض.

وحسب علماء الفلك، فإن انفجار أشعة غاما هذا كان مصحوبا بانفجار قوي بشكل غير عادي من الأشعة المرئية والأشعة تحت الحمراء، وهو أمر غير مألوف للغاية بالنسبة لانفجارات أشعة غاما الطويلة الناتجة عن انهيار جاذبية النجوم الكبيرة. وأجبر ذلك العلماء على دراسة خصائص هذا الانفجار بالتفصيل باستخدام عدد كبير من التلسكوبات الأرضية والمدارية.

وأشارت الحسابات التي أجراها العلماء إلى أن انفجار GRB 211211A نتج عن اندماج نجميْن نيوترونيين أو اندماج نجم نيوتروني وثقب أسود. ولا يستطيع علماء الفلك إلى حد الآن تفسير كيف يمكن للنجوم النيوترونية أن تولّد مثل هذا الوميض الطويل من أشعة غاما، نظرا لأن أجزاءها الداخلية تحتوي على كمية محدودة جدا من المادة لتشكيل حزمة ضيقة من المادة تتحرك بسرعة قريبة من سرعة الضوء وتنبعث منها بشكل نشيط أمواج كهرومغناطيسية.

وحسب الباحثين، يمكن تفسير بعض سمات هذا الانفجار بأن أحد الأجرام الفضائية الذي أنتجه كان نجما مغناطيسيا وهو نجم نيوتروني شديد التمغنط. ويأمل غومبيرتز وزملاؤه بأن تساعد الأرصاد اللاحقة لـ GRB 211211A على التأكد من صحة تلك الفرضية والكشف عن طبيعة هذا الانفجار الطويل غير المعتاد لأشعة غاما.

المصدر: تاس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى