حوارية حول دور الإعلام العربي في إحياء التراث والحفاظ على الموروث الثقافي
نظّم ملتقى طلال أبوغزاله المعرفي بالتعاون مع مركز الإعلاميات العربيات جلسة حوارية رقمية بعنوان “دور الإعلام العربي في إحياء التراث والحفاظ على الموروث الثقافي”، عبر صفحة الملتقى على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، وعبر أثير إذاعة طلال أبوغزاله للأعمال والثقافة.
واستضافت الجلسة كل من الكاتبة الصحفية سعاد جروس من سوريا، والإعلامية زينة صندوقة من فلسطين، والإعلامية حنان الشبيني من مصر، بالإضافة إلى الإعلامية هيا الدعجة من الأردن.
وتهدف الجلسة الحوارية، التي أدارها المدير التنفيذي لملتقى طلال أبوغزاله المعرفي ومستشار التعليم والشباب في “طلال أبوغزاله العالمية”، الأستاذ فادي الداود، إلى الاطلاع على تجربة الإعلاميين ودورهم في إحياء التراث العربي والحفاظ على الموروث.
أكدت الإعلامية الفلسطينية زينة صندوقة أن عملها الإعلامي هو أحد أسلحة المقاومة السلمية والذي تعتبره من أهم اشكال النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي الذي يحاول بكافة الطرق طمس التراث الفلسطيني الأصيل وسرقة الموروث على اعتبار أنه تراثهم.
وعرّفت صندوقة مفهوم التراث بأنه تراكمات لإبداعات الشعوب من حكايا وأمثال وأهازيج وطعام وأزياء وغيرها مما يعتبر مرآة صادقة للشعوب وتراثها كما أنه من أهم مكونات الهوية الوطنية. وعبرّت عن أهمية وضرورة الحفاظ على الموروث الفلسطيني ومحاربة سرقة التراث الذي يقوم به الاحتلال كسرقة الأزياء والأكلات الشعبية والأغاني التراثية وذلك من خلال التوثيق الشفوي وتثبيت التاريخ والهوية الوطنية العربية الفلسطينية من خلال الحفاظ على التراث.
من جانبها دعت الإعلامية هيا الدعجة المذيعة والباحثة في التراث الأردني، إلى أهمية التوثيق الأكاديمي الممنهج للحفاظ على التراث والموروث، الأمر الذي لا يتوفر بالقدر الكافي العديد من المجالات، بالإضافة لعدم وجود مراجع حقيقية ومحكمة للرواية أو المعلومة الواحدة.
واستعرضت الدعجة بعض المعلومات عن التراث الأردني الأصيل مؤكدة أهمية الأرض والإنسان والهوية كعناصر رئيسية مكونة للتراث الأردني من خلال طبيعة المكان والمنطقة التي يعيش فيها الأردني، بالإضافة إلى اللباس والأمثال والأفراح ومختلف المناسبات الاجتماعية، معتبرة أن التراث وسيلة لنقل المعرفة والثقافة بين الشعوب وعامل مهم لجذب السياحة. وطرحت تساؤلاً هل سنوثق يوماً تراثاً نتركه لأحفادنا؟
بدورها تحدثت الإعلامية المصرية حنان الشبيني أنها تعمل على الحفاظ على التراث والموروث من خلال إعداد وتقديم العديد من البرامج التلفزيونية التي تسلّط الضوء على العديد من القضايا الثقافية والتراثية المحلية، مضيفة أنها تعمل من خلال مركز الإعلاميات العربيات على إبراز قضايا اجتماعية تهم المرأة وربطها مع التراث.
وبينت الشبيني أن من أشكال سرقة التراث المختلفة هو الاستيلاء الحضاري الذي أصبح يغزو كل مناحي الحياة ويفرض نفسه بحيث يتم إظهار صورة مغايرة لصورة المجتمع الأصلي والابتعاد أكثر عن كل ما هو قديم وتراثي أصيل.
من جانبها ربطت الكاتبة الصحفية السورية سعاد جروس ما اجتاح العالم من تبعات العولمة والتي عصفت بالتراث والهوية المجتمعية الأمر الذي أنتج ردات فعل أدت إلى العودة إلى التراث وترسيخ المفاهيم التراثية وتأكيدها والحفاظ عليها.
وتحدّثت الكاتبة جروس عن مشروعها الهام للحفاظ على الموروث القديم وهو الطباعة الحموية والتي تعود جذورها لما قبل الميلاد في سوريا في العصر الروماني، مؤكدة أهمية دعم الحرفي المحلي واستخدامه للمواد والمستحضرات الحقيقية والأصيلة والتي تعتبر جزءاً من التراث، كما أنها تحافظ على قيمته الرئيسية.