جهاد حمدان يرصد دور اللغة بالصراع الاجتماعي والسياسي
استعرض أستاذ اللغويات وعلم اللغة النفسي الدكتور جهاد حمدان، عددا من الدراسات الحديثة حول الاستخدام الواعي للغة في آرمات المحلات التجارية والكتابات على وسائل النقل العام في محاضرة ألقاها مساء أمس الثلاثاء في الجمعية الفلسفية الأردنية.
وأشار في محاضرة اللغة والصراع الاجتماعي والسياسي في الشرق الأوسط ، التي أدارها الكاتب محمد أبو عريضة، إلى جوانب متعددة من استخدامات اللغة في سياق النزاعات والصراعات التي تنشأ داخل جماعة أو دولة معينة أو بين الدول والأمم.
وسلط حمدان الضوء على كتاب” حرب الكلمات:اللغة والصراع في الشرق الأوسط “، للأكاديمي الأردني البريطاني ياسر سليمان، والذي نشر باللغة الإنجليزية عن منشورات جامعة كامبردج عام 2004، وستصدر النسخة العربية منه قريبا بترجمته عن دار أزمنة للنشر والتوزيع في عمان.
وأوضح أن الكتاب يتناول دور اللغة في الصراع العربي الاسرائيلي حيث عبرت اللغة عن مجموعة الصراعات على الأرض والمصادر والمصالح والقيم، مستشهدا بعدد من القصائد والنصوص الأدبية التي تعكس عمق هذا الصراع، ومنها قصيدة سرحان والماسورة، للشاعر الفلسطيني توفيق زياد التي تتحدث عن تطور الوعي لدى سرحان من جهله بمعنى الاحتلال إلى إدراكه لحجم القهر والظلم الذي يعيشه على يد المحتل، ما دفعه إلى تفجير خط أنابيب البترول الذي يمتد من الموصل إلى حيفا، ويموت شهيدا دفاعا عن أرضه عام 1938.
وتطرق حمدان إلى قضايا عديدة مثل التحول اللغوي(أو التناوب اللغوي) وهي ظاهرة تنتشر في مجتمعاتنا حيث تم الخلط بين اللغة الإنجليزية والعربية لدى فئات مختلفة، لافتا إلى القراءات المتعددة لأسباب هذه الظاهرة وتأثيرها، في كونه تعبيرا عن تفاوت طبقي أو بوصفه شكلا من أشكال التبعية والاستعمار أو بسبب صعوبة استعمال مصطلحات عربية للإشارة إلى مفاهيم وتراكيب متداولة في الحياة المعاصرة.
كما قدم دراسات حول الاستخدام الواعي للغة من خلال آرمات المحلات التجارية في الأردن حيث يزداد حضور اللغة الإنجليزية أو الخلط بينها وبين العربية بحسب موقع هذه المحلات، حيث ترتبط اللغة هنا بالوضع الاجتماعي والطبقي في كل منطقة، وكذلك حول الكتابات (الغرافيتي) التي تنتشر في وسائط النقل العام وتتضمن عبارات تحمل دلالات متنوعة اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا.
المصدر : بترا