ثقافة وفنون

نقاد وكتاب يحللون تجربة الكاتب وليد سيف بمعرض عمان

22 الاعلامي- محمود الخطيب-– بترا قالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، إن الكاتب الدكتور وليد سيف هو أحد النماذج الإنسانية التي تتميز بالكفاءة والنزاهة، في ندوة “شخصية المعرض الثقافية” التكريمية التي أقيمت للكاتب سيف، بحضور وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عاطف أبو سيف، ضمن فعاليات “معرض عمان للكتاب” في دورته الـ21، مساء اليوم السبت في المركز العالمي للمعارض – مكة مول.
ووصفت النجار الكاتب سيف بالمفكر والفيلسوف والذي أهله ذلك، للحصول على وسام الملك عبدالله الثاني للتميز من الدرجة الأولى، في الندوة التكريمية التي أدارها الكاتب معن البياري، مؤكداً أن هذه الندوة الاحتفائية في جانب منها، ليس فقط، من باب تكريم مستحق لشخصه، وإنما أيضا وفاء من جمهرة المثقفين الأردنيين تجاهه، لما اتصفت به نتاجاته الدرامية والشعرية والفكرية من تميز خاص.

وقال البياري: “لا مبالغة أبدا في القول إن وليد سيف هو كاتب الدراما التاريخية الأميز عربيا، ما يعود إلى أنه لم يكن أبدا مؤرخا، ولا معنيا بتقديم وقائع في الماضي وتشخيصها في سيناريوهات وحوارات لتكون مشاهد على شاشة التلفزيون، وإنما ظل معنيا، في مجمل أعماله، بصناعة جمال إبداعي من هذه الوقائع، يتوخى الوقوع على المعاني والمغازي والدلالات، وذلك بأدوات الدراما وشروطها نفسها، حيث الحوار المعمق، واللغة العالية، والوفاء لقيمة الصورة والمشهدية”.
ولفت الناقد فخري صالح، الى أن سيف بدأ شاعراً بارزاً محلقا في عالم الابداع منذ سبعينيات القرن الماضي، وهو الجانب الذي قد لا ينتبه إليه أحد.
وقال صالح: “على الرغم من أن سيف توقف عن نشر الشعر منذ حوالي أربعين عاما، فإن تجربة وليد سيف الشعرية تبقى واحدة من العلامات الأساسية في المدوَّنة الشعرية، في الأردن وفلسطين، كما في المدوَّنة الشعرية العربية بعامة”.
وأكد صالح أن صوت سيف الشعري يتمتع بالفرادة والتميز، ولغته تسلك سطوحا وأعماقا متعددة، ومصادره التي يتأثر بها ويتصادى معها، عديدة وغائرة في النص الشعري العربي منذ خمسينيات القرن الماضي، وحتى ثمانينياته على الأقل.
وبين صالح أن “وليد سيف سليل التحولات الشعرية التي ضربت جسد القصيدة العربية في النصف الثاني من القرن العشرين، وهو من وجهة نظري، أحد ممثلي تلك التحولات، ومن علاماتها المتوهجة التي وضعها في الظل انسحابه من المشهد الشعري العربي، في ثمانينيات القرن الماضي، ولجوئه إلى الكتابة الدرامية التي أصبح واحدًا من أبرز كتابها في العالم العربي”.
وفي ورقتها الاحتفائية بمنجز الدكتور سيف، أشارت الدكتورة رزان ابراهيم إلى أنها رغبت بالتركيز على “التغريبة الفلسطينية” التي تأتي في إطار مشروع كبير يعكف عليه الكاتب، لإعادة كتابة عدد من أعماله المصورة الشهيرة في شكل روائي مقروء حسب مقتضيات الشكل الروائي ومقوماته.
وقالت إن مشاهدي مسلسل “التغريبة الفلسطينية” لن يغيب عنهم أن فلسطين قضية عاشت في قلب وليد سيف وشكلت وعيه ووجدانه وأحلامه وشرط وجوده.
وأضافت: “إن كانت الذاكرة في الحالة الفلسطينية شرطاً وجودياً للهوية، كي تبقى وتستمر وتواصل كفاحها، والعدو الصهيوني راهن على غياب الذاكرة في الأجيال الجديدة المتعاقبة. فنحن مع التغريبة مع سردية تساهم في إفشال الرهان الصهيوني، والماضي في الحالة الفلسطينية هو جزء أساسي من الحاضر والمستقبل”.
من جهته ثمن الدكتور سيف القائمين على فكرة تكريمه في معرض الكتاب، كاشفاً أنه يعمل على إنجاز الجزء الاخير من “سقوط غرناطة”، واستمرار تحويل أعماله التلفزيونية الدرامية إلى أعمال روائية كما فعل في “التغريبة الفلسطينية”، كما ينوي نقل المسلسل الدرامي “عمر” إلى تجربة جديدة من خلال توثيق 17 حلقة من المسلسل وتأريخها في كتاب، من أجل استنباط عملية التغيير في المجتمع المكي.
إلى ذلك، أقيمت اليوم السبت ضمن برنامج “معرض عمان للكتاب”، فعاليات صباحية شملت جلسة حوارية عن المكتبة والعالم، وقراءة قصصية للأطفال قدمتها وزيرة الثقافة هيفاء النجار، وندوة “الموضوعات الغائبة في كتب الاطفال”، ونشاطات مسرحية وتفاعلية مخصصة للأطفال.
كما تم توقيع ثلاث كتب لكتاب وأدباء من فلسطينيي 48، في منصة توقيع الكتب في معرض الكتاب.
وجاء الكتاب الأول تحت اسم “الكتابة على ضوء شمعة” للكاتب المحامي حسن عبادي.
ويجمع هذا الكتاب بين دفتيه شهادات لكتاب وكاتبات مروا بتجربة الأسر لدى الاحتلال الإسرائيلي، وهم من ذوي أحكام السجن العالية، وأغلب هؤلاء ولد كاتبا داخل المعتقلات.
أما الكتاب الثاني، فجاء تحت عنوان “أعيشك عكا” للأديبة وسام دلال خلايلة.
ويحوي الكتاب أفكارا وتأملات وشذرات من الذكريات لمدينة عكا تميزت بنسيج اجتماعي لا نظير له خاصة بعد نكبة عام 1948، حيث استوطنها اليهود من شتى أنحاء العالم حتى اجتمع فيها أهل الكتب السماوية الثلاثة.
وجاء الكتاب الثالث تحت عنوان “سميح القاسم شاعر الغضب النبوئي..دراسات وقصائد مختارة” للأديب الدكتور نبيل طنوس.
ويوضح الدكتور طنوس في كتابه، أن الشاعر سميح القاسم هو شاعر يجمع بين ضدين كإرداف خلفي، وهو تعبير يجمع بين لفظتين متناقضتين ظاهريا مما يمنحهما معنى جديدا.
–(بترا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى