انطلاق فعاليات مؤتمر مجمع اللغة العربية الأردني السنوي
22 الإعلامي- محمود الخطيب- انطلقت اليوم الأربعاء فعاليات “المؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية الأردني” تحت عنوان: “الأجناس الأدبية في النثر العربي القديم”، الذي ينظمه المجمع بالتعاون مع “مبادرة ض”، ويستمر يومين.
وناقش المؤتمر في يومه الأول محوري “التراجم والسير وأدب الرحلات” و”الرسائل الإخوانية والديوانية”، بمشاركة متخصصين وكتاب ونقاد عرب من الأردن والجزائر والعراق والسعودية.
وفي الجلسة الأولى التي حملت عنوان “التراجم والسير وأدب الرحلات”، وأدارها الدكتور عيد دحيات، قدم الدكتور العيد بوده من الجزائر بحثه المعنون بـ”حوار الأجناس الأدبية في الأدب العربي القديم – المغرب الإسلامي في العصر الصنهاجي أنموذجا”، مشيرا إلى أن تداخل الأجناس يعد ظاهرة ثقافية قديمة على مستويي الإبداع الأدبي والنقدي، لاسيما في زمن القدماء.
وقال بوده “كانت الموسوعية تمثل الركيزة الأساسية التي تنبني عليها شخصية المبدع أو العالم، وقد حاولتُ استجلاء دلالات تداخل الأنواع الأدبية في الأدب القديم.
من خلال مدونات وازنة؛ شكلت مكوناً ثقافياً راسخاً في عمق الموروث الأدبي المغاربي، ويتعلق الأمر بمؤلفات الحصري القيرواني المصنفة ضمن أمهات المدونة الأدبية، والنقدية العربية في الإقليم المغربي، لاسيما وأنها تعكس مدى التواصل الثقافي الوثيق بين المشرق والمغرب منذ القدم”.
وبين أن تداخل النصوص، كان يمثل منهجاً نقدياً لدى الحصري القيرواني، ولم يكن ظاهرة فنية فحسب، فهو يعكس طموح الحصري إلى تحقيق التكامل الذي يحقق الجمال، فتداخل النقد بالبلاغة، والشعر بالنثر، والأدب العربي مع الأجنبي، أتاح مساحات مضيئة من الجمال، ما يقود للقول برغبة الحصري في تجسيد التقارب والتجاور على المستويين الإبداعي والإنساني حتى نتمكن من كسب رصيد ثقافي جديد أثرى وأجود.
الدكتور عقيل المرعي، قدم ورقته البحثيه المعنونة بـ”ابن المقفع في الدراسات الأوروبية”، حيث استعرض أهمية ابن المقفع في الدراسات، كون المستشرقين الأوربيين اهتموا بابن المقفع اهتماما خاصا، بسبب موقعه الأدبي الاشكالي، فحظي بدراسات خمسة من أهم المستشرقين الايطاليين.
وبين المرعي أنه درس وحلل دوافع وآراء المستشرقين في أدب ابن المقفع، الذي تدين له الساحة الثقافية العربية بترجمة الكتاب الأشهر “كليلة ودمنة”. مشيرا إلى أن المستشرق فرنشسكو غبرلي، كان قد كتب في العام 1932 مقالاً مهماً حول تراث ابن المقفع، في مجلة الدرسات الشرقية، وهو بحث استوفى فيه كافة الجوانب المهمة لدى ابن المقفع.
وفي ورقته البحثيه المعنونة بـ”المظاهر الثقافيّة في السِّيَر الذاتيّة.. كتاب “الاعتبار” لأسامة بن منقذ (ت584هـ) أنموذجاً”، قال الدكتور علاء الدين القريوتي، أنه سعى إلى الكشف عن تعالق الأدب والثقافة، عبر ثنائيّة التجلّي والاستتار، متخذاً من نصوص فنّ السيرة الذاتية مفتاحاً للولوج إلى ثقافة القرن السادس الهجريّ، بصفتها نصوصاً تنتقل بالمتلقّي من الخاص إلى العام تارة، ومن العام إلى الخاص تارة أخرى، ولأنها أكثر النصوص النثريّة قدرة على التعبير عن روح العصر الذي كُتبت فيه، ومظاهر ثقافته: العلميّة، والتربويّة، والوافدة (ثقافة الآخر)، والتأليفيّة.
وأضاف “الذات الساردة في “الاعتبار” تعبّر عن ثقافة المجتمع العباسي في ذلك الزمان، كما تعبّرعن ثقافة المجتمعات الوافدة إليه، وهذه المجتمعات بدورها مؤثّرة في الذات الساردة، لأخلص من هذا إلى القول: إنّ الفعل الثقافي في تلك الحقبة الزمنيّة، ما كان ليصل إلينا لولا الفعل الأدبي الذي واكبه، لا سيما أدب السيرة الذاتية”.
أما الدكتور شفيق الرقب، فقال في ورقته البحثيه المعنونة بـ”الرحلة في النثر العربي القديم، جنساً أدبياً”، أن الدراسات النقديّة الحديثة اهتمت بالتصنيف الأجناسي للأدب، وعدت الجنس الأدبي معيارا يضبط الأعمال الأدبية، ويقعد لِبنيتها الدلالية والفنية والوظيفية، ويحافظ على تميّزها واستقلالها، ويرصدُ التَّغَيُّراتِ الّتي تحدثُ في الجنس الأدبيّ وانزياحه عن محدّداته وضوابطه، إضافة إلى تحليل النّصوص وتصنيفها ودراستها وتقويمها من خلال خصائصها الأجناسيّة، وكذلك تَتَبُّع التّطوّرات الجماليّة الّتي تطرأ على الجنس الأدبيّ اعتمادًا على مبدأ الثبات والتغير. وهذا يعني أن نظرية الجنس الأدبي هي: مقولة تسمح بالجمع بين عدد معين من النّصوص حسب معايير مختلفة وتُرسي في الوقت نفسه قواعدَ لقراءة هذه النصوص وتأويلها.
وأضاف: “تُعد الدراسة الأجناسية للأدب عملا تصنيفيا تُضبط عن طريقه منظومة الآثار الأدبيّة. وهذا يستدعي نشاطا تحليليا يقوم على جمع النصوص الفردية وتصنيفها في أجناس محددة بناء على السّمات المميزة لها، “وانطلاقا من مصادر أولية تقر بأن الأدب ليس ركاما من النّصوص المفردة بل مجموع ما بينها من علاقات”.
بترا