ثقافة وفنون
أخر الأخبار

ندوة بـ”شومان” لمناقشة رواية “المهطوان” للكاتب رمضان الرواشدة

22 الاعلامي – عمان – الأول من آب – ناقشت ندوة عقدت في مؤسسة عبد الحميد شومان مساء أمس الاثنين، رواية “المهطوان”، للروائي والكاتب الصحفي رمضان الرواشدة، والصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت عام 2022.
وشارك في الندوة بالإضافة إلى كاتب الرواية، أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين والذي تناول محور ” منظور علم اجتماع الأدب”، والكاتب موسى أبو رياش وتناول الأبعاد العاطفية في الرواية، والناقد محمد الجبور وتناول محور توظيف التراث في الرواية، فيما قدمتهم وأدارت الحوار مع الجمهور القاصة مجدولين أبو الرب.
ورواية “المهطوان”، التي تزينت بالكثير من اللوحات السردية التي تتنوع بين الأشعار والمسرحة والوصف والأغنية، تأتي ضمن منظور حاول الكاتب من خلاله أن يؤسس لقراءة واعية لفترة زمنية ممتدة، كاشفا عن خصوصيات الأمكنة التي تناولها في عمان والكرك، والتيارات الفكرية والسياسية التي كانت حاضرة في تلك الفترة.
و”المهطوان” قصة حب عاصفة بين طالب في الجامعة الأردنية، وزميلته، لكن هذه القصة لا تنتهي نهاية سعيدة.
وأشار الرواشدة في حديثة عن الرواية، إلى أنه أراد لها أن تختلف عن تجربته السابقة من حيث مضامين الرواية ذات الخصوصية بالمكان والزمان الأردنيين، موضحا أنه أراد أن يحوم في فضاءات أكثر رحابة، وأن يعبر عما يراه بعيدا عن التقريرية السياسية، حيث لا يوجد بعدا سياسيا مباشرا رغم أن الموضوع أو الثيمة الرئيسية تتعلق بواحدة من أهم القضايا الراهنة.
وقال: “من دواعي الإحساس بالغبطة، شعوري أن عملي الصحفي والسياسي لم يأخذني بعيدا عن عوالم الرواية وكتابة القصص”، مؤكدا أهمية أن يقرأ الأديب أكثر مما يكتب، فالإكثار من الروايات لمجرد الإكثار ليس هدفا في حد ذاته بل الهدف هو القيمة الوجودية والمعرفية والنوعية.
وفيما يتعلق بشخوص الرواية ومدى قربها من الكاتب أو ممن عرفهم، لفت الرواشدة إلى إنه ليس هناك من يمكن أن يتنصل من مقولة تأثيره في مستوى من مستويات التحولات في حياة شخوصه الروائية، أو في تداخل التفاصيل اليومية والمعاشة والتجارب الشخصية عن هذه الأعمال الإبداعية.
وعن علاقة الرواية بالمعارف الإنسانية المختلفة، أشار الرواشدة إلى أن المعارف تؤثر وتتداخل وتتباعد بحسب طبيعة النص الأدبي وبحسب السائد لدى كل شعب من الشعوب، حيث الثقافات المتنوعة تؤدي دورا، وحيث الانصياع إلى التراث الطقسي الغرائبي سمة أيضا من سمات بعض الشعوب، وحيث إن ما يعتبر جميلا للبعض، قد يبدو قبيحا في عيون الآخرين.
من جهته أشار محادين، إلى أننا نلاحظ خلال قراءة الرواية، أن اللغة التي استخدمها الراوي على ألسنة شخوص الرواية، كانت لغة مزاوجة بين الفصيحة والشعبية المرتبطة في أماكن بعينها.
ولفت إلى حضور المؤلف حقيقة وليس كراو محايد وذلك عبر ثلاثية (راكين والشوبك ورام الله)، وجعلها خلفية ظاهرة للمشهد والسرد في روايته عبر الإشارة إلى مسقط رأسه – الشوبك جنوب الأردن، كذلك دراسته للإنجليزية مع سلمى.
الجبور أوضح أن الكاتب وظف المفردة التراثية لتناسب الجو العام للرواية، وتنقل المتلقي للعيش في تلك الأجواء وكأنه أحد أبطال العمل؛ فهي تزيد من مصداقية العمل وإيصاله إلى المتلقي، مشيرا إلى أن الكاتب وظف كذلك القصة التراثية والمعتقدات الشعبية لخدمة النص الروائي، موضحا أن الروائي أكد على أهمية التراث والقصص التراثية التي يتناقلها الناس رغم الغرابة والعجائبية التي تكتنفها.
وقال ” يظل توظيف التراث من السمات الفنية التي ظهرت بوضوح في الرواية التي تبدأ بعنوان من التراث الفلسطيني ويتخللها الكثير من الدلالات التراثية، وهذا لا يعني أن نصنف الرواية على أنها رواية تراثية، فهناك مفاصل أخرى في الرواية تحتاج الوقوف عليها ودراستها، كالبعد السياسي والاجتماعي وتوظيف الروائي للشعر في الرواية.
وحاول أبو رياش من خلال قراءة قدمها حول الرواية، استجلاء البعد العاطفي في الرواية للأم والوطن، باعتبار أن الأم وطن والوطن أم، مشيرا إلى الإهداء العاطفي اللطيف ” إلى أبنتي الجميلة الرائعة “نسم””، فالبنت أم أيضا في أحيان كثيرة.
وقال إن الوطن – أي وطن- بأهله وناسه وعلاقاته وليس بجغرافيته المجردة، وبرزت عاطفة بطل الرواية “عودة” جلية تجاه وطنه وقريته راكين.
وكانت القاصة أبو الرب أشارت في بداية الندوة إلى أن الرواشدة في هذه الروية يكثف سيرة سردية في عمل أدبي يتناول فترة زمنية مهمة من تاريخ الأردن، لينقلها بتمكن واقتدار من الحالة التاريخية إلى الأدب محملا إياها رؤيته وعلاقاته ومعايشته لأحداث داخل الوطن وفي فلسطين والمحيط العربي، مازجا السياسي بالإنساني، وقارئا فترة ما قبل مرحلة 1989 وما بعدها في الأردن، وأحلام الناس، والنخب، وسيرورة المثقفين، والمجتمعات.
يشار إلى أن الروائي والكاتب رمضان الرواشدة يحمل درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة اليرموك، وقد شغل العديد من المناصب منها عضو اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، ورئيس مجلس إدارة المؤسسة الصحفية الأردنية (الرأي والجوردان تايمز)، ومدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، ومدير عام وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، ومنسق العلاقات العامة في مكتب رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار إعلامي لدولة رئيس الوزراء، وصحفي وسكرتير تحرير وكاتب في الرأي، ومراسل صحيفة المستقبل اللبنانية، ومراسل إذاعة الشرق الباريسية. له العديد من الإصدارات منها: رواية “المهطوان”، ومسرحية المهطوان، ورواية “جنوبي”، ورواية “أغنية الرعاة”، ورواية “النهر لن يفصلني عنك”، و”تلك الليلة”، قصص قصيرة، ورواية “الحمراوي “، و”انتفاضة”.
حاصل على العديد من الجوائز منها: جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية عام 1994، التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة في مصر، عن رواية “الحمراوي”، وفاز المسلسل الإذاعي – المأخوذ عن رواية “الحمراوي” – بجائزة أفضل نص وإخراج في مهرجان الإذاعات العربية، الذي أقيم في تونس، بمشاركة 13 دولة عربية، مثلما أنه حاصل على العديد من الميداليات: ميدالية مئوية الدولة الأولى من جلالة الملك عبد الله الثاني، ووسام الثقافة والعلوم والفنون “مستوى الإبداع” الفلسطيني، والذي تم منحه من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى