العدوان يحاضر عن المنجزات الأردنية في القضية الفلسطينية في اتحاد الكتاب .. صور
22 الاعلامي – عمان : اتحاد الكتاب
ضمن الفاعِليات الوطنية الجارية في اتحاد الكُتاب والأدباء الأردنيين، ألقى الأستاذ الدكتور عبد الحليم منّاع العدوان استاذ العلوم السياسية في جامعة العلوم الإسلامية محاضرةً بعنوان “المنجزات الأردنية في القضية الفلسطينية ” وقد استُهِلّت الفاعلية التي شارك فيها وادارها الكاتب الباحث حنا ميخائيل سلامة وبحضور رئيس الاتحاد الشاعر عليان العدوان وحضور لافت من الأدباء والكتاب والإعلاميين ورواد الاتحاد من المثقفين بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شُهداء غزّة وفلسطين وعلى أرواح جميع من استشهدوا في أداء واجبهم المقدس على ثرى الأردن من قواتنا المسلحة الباسلة والعيون الساهرة في أجهزتنا الأمنية.
وقد ابتدأ الدكتور عبد الحليم العدوان كلمته قائلاً “تعيش القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني مع الاردن والاردنيين منذ الشريف الحسين بن علي الذي دفن في المسجد الاقصى، والملك المؤسس عبد الله الاول الذي استشهد في المسجد الاقصى والملك حسين الذي رعى المقدسات الإسلامية في القدس والمسجد الأقصى المبارك، والملك عبد الله الثاني حفظه الله صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف. وتعيش القضية الفلسطينية مع الاردن والأردنيين الذين دافعوا عن فلسطين والقدس والمسجد الأقصى. وتحتلُ فلسطين وقضيتها المكان الاول في قلوب الاردنيين رغم ما تعرض له الاردن والاردنيين من تحديات ومصاعب على المستوى الاقليمي والدولي من قبل الكيان الصهيوني بسبب مواقفه الوطنية والقومية تجاه القضية، تلك المواقف التي كان لها الأثر في استمرارية طرح ودعم القضية الفلسطينية على كافة المستويات كقضية وطنية وقومية ودوليه وكسب التأييد والدعم لصمود الشعب الفلسطيني ومن اجل حصوله على الاستقلال والحرية وليس ادل من ذلك ما يقدمه الاردن من دعم سياسي واجتماعي وصحي وغذائي للأهل والشعب الفلسطيني في غزةَ العِزة”.
واستعرضَ المُحاضر “مواقف الشريف الحسين بن علي المعبرة عن الشعب العربي والاسلامي تجاه فلسطين ورغم خيانة بريطانيا بأنشاء ادارة دوليه فيها حسب مقررات سایکس پیکو عام 1916، حيث اكدت في رسالة متبادلة بين المندوب السامي والشريف حسين 1918 بان بريطانيا مصممة على ألا يكون شعب فلسطين خاضعاً لغيره وإنها مصممة على صيانة مصالح الاهالي الاصليين في فلسطين. كما جاء في مشروع المعاهدة بين بريطانيا والشريف حسين عام 1923 بأن بريطانيا تتعهد بان فلسطين لن يفعل بها شيء قد يجحف بما للشعب العربي من حقوق مدنية ودينية”. كما أشار المُحاضر لمواقف وانجازات الشعب الأردني وعشائره التي لا يمكن حصرها سواء قبل تأسيس الإمارة وما بعد ذلك لوقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين ورفض وعد بلفور بالإضافة للمناداة العلنية والعمل النضالي من اجل حرية فلسطين وشعبها. وان “مواقفهم التاريخية وتضحياتهم بأنفسهم جاءت من حِسهم القومي العروبي لمساندة الشعب الفلسطيني كما ونلاحظ وقوف المَد العشائري والشعب الأردني كله مع طوفان الاقصى مسانداً وبكل طاقاته ومسانداً لحركة حماس بشكل خاص وفلسطين وحركة المقاومة الفلسطينية بشكل عام”. وتحدث الدكتور العدوان عن المعارك التي خاضها الجيش العربي ضد الصهاينة وتقديمه للعديد من الشهداء الأبطال حفاظاً على الضفة الغربية والقدس ومقدساتها وتحدث عن معركة الكرامة. كما نوَّه لاستقبال الأردن لموجات الهجرة الفلسطينية، ولمواقف الأردن في مؤتمرات القمة العربية وفي العالم كله. وتحدث عن موضوعات أخرى مهمة منها ما يقدمه الأردن من مساعدات إنسانية وصحية وإغاثية للأهل في غزه حيث شكل هذا أنموذجاً محلياً واقليمياً ودولياً يحتذى به وخاصة إنزال المساعدات من الجو رغم صعوبة الظروف والأوضاع هناك.
وتحدث الدكتور العدوان عن جولات جلالة الملك عبد الله في دول العالم وخاصة الاوروبية لكسب الدعم للقضية الفلسطينية ووقف حرب الإبادة والتجويع والدمار في غزه. حيث كانت جهوده في المحافل الدولية تأكيدا على أن المنطقة لن تنعم بالسلام والامن والاستقرار الا بحل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. واعتبر أن الحرب على غزه هي انتهاك لحقوق الإنسان وجرائم ضد الانسانية، واعتبر التهجير القسري الذي تمارسه اسرائيل هو خرق لمعاهدة السلام، وبشأن حرب الإبادة الذي تمارسه اسرائيل قال العَدوان ” إن حياة الفلسطينيين ليست أقل أهمية من حياة أي شعب في العالم وان حماية المدنيين ووقف الحرب وايصال المساعدات الى غزة ضرورة إنسانية، كما أن الاردن لن يتخلى عن دوره حيال القضية الفلسطينية محذراً من تقويض استقرار وامن المنطقة دون تحقيق السلام العادل والدائم وأن دوامات القتل يدفع ثمنها الأبرياء من المدنيين في غزة
وأشار المُحاضر “إلى ان موقف الاردن بات واضحا بان الضفة والقطاع امتداد للدولة الفلسطينية الواحدة وان قوة الاردن سياسيا واقتصادنا وامنيا هي قوة للشعب الفلسطيني، وان التهجير القسري في غزة والضفة الغربية مرفوض اردنيا كونه يشكل خطورة على تصفية القضية الفلسطينية واستنكر ما تقوم به إسرائيل من اقتحامات للمخيمات والمدن والقرى الفلسطينية والقدس والمقدسات الإسلامية”. هذا واستعرض الدكتور العدوان أيضاً خلال محاضرته مراحل مختلفة مهمة من تاريخنا الحديث .
وتَحَدَّث الكاتب الباحث حنا ميخائيل سلامة مُشيراً إلى أن القضية الفلسطينية في هذه المرحلة الدقيقة والمفصلية تتعرض لتحدياتٍ ومخاطرَ وخيارات مصيرية مُنوهاً ما يجري من اعتداءات وحشية وقتل وتدمير وتهجير على أرض غزَّة”. كما استعرض مُنجزات الأردن عبر السنوات من أجل القضية الفلسطينية من جانب، ومن جانب آخر التضحيات بالدماء الزكية من قوافل شهدائنا وعلى رأسهم الشهيد المؤسس الملك عبد الله الأول الذي ارتقى شهيداً على عتبات الأقصى المبارك شهر 6 سنة 1951، كذلك بيَّن أن صوتَ الأردن ممثلاً بقيادته الهاشمية الشجاعة بقي عالياً امام صُنَّاع القرار في العالم وفي سائر المحافل الدولية لإبقاء القضية الفلسطينية حَيَّةً، وكي تُعاد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وأوضحَ نهج الأردن في تقديم الدعم المادي الموصول وغيره من دعمٍ وإسناد للمساهمة في صمود الشعب الفلسطيني على أرضه المشروعة، مُعرِّجاً على التزام القيادة الهاشمية برعاية الأماكن المقدسة في القدس الشريف تتويجاً لمسؤولية الوصاية الهاشمية عليها مُقتَبِسَاً مِن كلمة لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وردت في كتابه القيِّم “فُرصتنا الأخيرة، السعي نحو السلام في الزمن الخطر” قال فيها “إنني أولي مسؤوليتي في الحفاظ على الهوية العربية للقدس ورعاية الأماكن المقدسة فيها أعلى درجات الجّدية”. مُضيفاً جلالته “نحنُ لم نالُ جهداً في تحذير الإسرائيليين مرةً تلو مرة من العواقب الكارثية لإجراءاتهم الأحادية في القدس خصوصاً الحفريات التي تهدد سلامة الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية وبناء المستوطنات وتدمير منازل الفلسطينيين فضلاً عن تفريغ المدينة من أهلها”. كما اقتبسَ مِن كلماتٍ للمغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه قال فيها “ستظلُ القضية الفلسطينية في المكان الأول من اهتمامنا حتى يعود الحق إلى نصابه ويتحرر الوطن العزيز من مغتصبيه”.وحول أصوات فئات من المزايدين المشككين الذين يتكلمون دون دراية بوقائع التاريخ ومواقف رجالاته ركَّز الكاتب سلامة على مواقف الأردن الثابتة الجَّلية تجاه قضية فلسطين وماذا تعني فلسطين في حاضرها ومستقبلها بالنسبة للهاشميين مُستذكراً القول الخالد للراحل الكبير الملك الحسين وقد جاء في خطاب العرش سنة 1962حيث قال” لا حرية حقيقية للعرب من غير فلسطين، ولا من وَحْدة صادقة لهم بدون فلسطين، ولا حياة أفضل لهم إلا بفلسطين “. وختم الكاتب سلامة حديثه قائلاً “سنبقى معاً ومع شرفاء الوطن نمضي بقوة وثبات وايمان الى جانب قيادتنا الهاشمية الحكيمة ليبقى الأردن شامخاً منيعاً مستقراً ومزدهرا. وليبقى السند والعون للأشقاء في فلسطين وغزة وجميع الشرفاء في شرقنا العربي.