عربي دولي
أخر الأخبار

السياحة الثقافية قاطرة الإبداع والتنمية في قطر…

22 الاعلامي

وبين الجابر انه لتعزيز دور الثقافة، تعمل قطر للسياحة بشكل دائم مع المؤسسات والمبادرات الثقافية في قطر لتنسيق التعاون، فعلى سبيل المثال وبالتعاون مع متاحف قطر تنظم قطر للسياحة جولات تعريفية لصحافيين من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف الوجه الثقافي لقطر وما تقدمه من تجارب تتسم جميعها بجودة الخدمة. ولزيارة هذه المتاحف التي تعكس ذلك.
وقال إن قطر للسياحة تسعى إلى المحافظة على تراث الفن القطري، من خلال تنظيم حفلات غنائية وموسيقية لفنانين قطريين ضمن فعاليات “قطر لايف”، مشيرا الى انه احتفالا بالعام الثقافي قطر-إندونيسيا 2023، قامت قطر للسياحة بالتعاون مع متاحف قطر بتخصيص مساحة كاملة ضمن فعاليات مهرجان قطر الدولي للأغذية لاستكشاف المطبخ الإندونيسي.
وتهدف إستراتيجية قطر الوطنية للسياحة 2030، بحسب الجابر في البيان، إلى زيادة عدد الزوار، وزيادة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 12%، وزيادة الإنفاق السياحي الداخلي في الوجهة بمقدار ثلاثة إلى أربعة أضعاف، وزيادة حجم التوظيف في قطاع السياحة، وجعل قطر الوجهة الأسرع نموا في الشرق الأوسط.
وأثناء حديثه عن الصناعات الإبداعية وعلاقتها بتعزيز السياحة وكيفية تطويرها بما يخدم خريطة السياحة في قطر، قال الجابر: “وفق موقع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) “تعتبر الصناعات الثقافية والإبداعية من أسرع الصناعات نموا في العالم وقد ثبت أنها خيار إنمائي مستدام يعتمد على مورد فريد ومتجدد هو الإبداع البشري. ويقصد بمصطلح الإبداع قدرة الإنسان على وضع حلول وأفكار جديدة ومبتكرة نابعة من الخيال أو من مهارة الابتكار”، لافتا إلى انه من هنا تسعى قطر للسياحة إلى دعم هذه المواهب ودمجها في فعالياتها ونشاطاتها، خاصة وأن معظمها من جيل الشباب ولديه خيال وتفكير يواكب العصر، مما يجعل هذه الصناعات جاذبة لجميع الأجيال.
وعلى صعيد الموسيقى مثلا، قدمت الفنانة القطرية دانا الفردان، التي أصبحت بمثابة أحد الرموز النسائية ضمن مشهد الموسيقى القطرية العصرية، مساهمة فريدة في معرض الدوحة للمجوهرات والساعات 2023، وذلك من خلال المقطوعة الموسيقية الرسمية “أزوريت” التي ترمز إلى أهمية القوة الداخلية وتحقيق التوازن الانفعالي.
أما على صعيد المهن الحرفية، قدمت مبادرة المصممين القطريين التي أطلقتها قطر للسياحة والتي أصبحت مكونا أساسيا ضمن معرض الدوحة للمجوهرات والساعات، 10 مواهب قطرية لامعة في عالم التصميم حيث تألقت بمجموعاتها وحضورها وسط أشهر العلامات في صناعة المجوهرات والساعات خلال المعرض نفسه.
وفي السياق نفسه، شملت مبادرة “مرمى قطر” التي أطلقتها قطر للسياحة قبل انطلاق بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، مجموعة من الفنانين المحليين الذين كرسوا مواهبهم لإخراج هذا المشروع إلى النور، حيث صممت غادة السويدي “مرمى قطر” الذي يمثل قطر، فيما صمم عبدالعزيز يوسف جدران المرمى ليرحب بجميع البلدان المشاركة في البطولة، بالإضافة إلى ذلك، جاء المرميان الأرجنتيني والفرنسي مصحوبين بلمسة قطرية، حيث ابتكرت الفنانة والخطاطة فاطمة الشرشني الهيكل الكتابي الأنيق الذي يتوج المرمى الأرجنتيني، فيما أنشأت الفنانة مريم فرج السويدي أشرعة القارب المعدني التي تزين المرمى الفرنسي.
كل هذه الموضوعات وسواها، تؤكد اهتمام “قطر للسياحة” بالمواهب الإبداعية التي تشكل نواة استمرار القطاع السياحي الآن وفي المستقبل.
*ثراء معالم الدوحة الثقافية يرسخ حضورها كعاصمة للسياحة الثقافية عربيا ودوليا؛
يسهم ثراء معالم قطر الثقافية في ترسيخ حضورها كعاصمة للسياحة الثقافية عربيا ودوليا، حيث تربط هذه المعالم بين عناصر النهضة القطرية المعاصرة في أبعادها الثقافية والحضارية وصونها للتراث والاستدامة وجمعها بين التثقيف والحرص على رفاهية المواطنين والمقيمين على أرضها.
ويعد التنوع في المعالم الثقافية في الدولة، إلى جانب التنوع الجغرافي ما بين حياة بحرية وبيئة صحراوية مصدرا رئيسا لتكون الدوحة ومختلف المدن القطرية التي تحظى بكرم أهل قطر واحدة من أهم المدن السياحية، ما يجعل من تجربة السائح في قطر تجربة مميزة ترسخ في الذاكرة وتصبح مصدرا للاعتداد بخبرة السفر والتعرف على تجارب جديدة وعوالم مختلفة في مجتمع ينتصر للتنوع الثقافي وينفتح على العالم.
وكانت استضافة قطر لفعاليات ومؤتمرات وأحداث رياضية دولية كبرى منذ دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة (أسياد 2006) وصولا إلى كأس العالم FIFA قطر 2022، فضلا عن المؤتمرات السياسية والاقتصادية والقمم العالمية الكبرى تمهيدا لخلق بنية ثقافية ومعالم جاذبة للسياحة العالمية.
ومن أبرز هذه المعالم متاحف قطر والمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) و”مشيرب قلب الدوحة” وجزيرة اللؤلؤة وغيرها، لتمثل نماذج تعكس نجاح الدوحة ليس كعاصمة للسياحة العربية هذا العام فحسب، بل عاصمة سياحية وحاضرة ثقافية على الدوام.
ويبرز “مشيرب قلب الدوحة” كمشروع ثقافي اقتصادي استثنائي، وفكرة مبتكرة في قطر وجدت لإحياء وسط العاصمة الدوحة القديمة بأسلوب يمزج بين مفاهيم الهندسة المعمارية التي كانت سائدة في قطر قديما، وبين الحداثة التي باتت تميز التطور العمراني الذي تشهده البلاد مع مراعاة توفر مقومات الاستدامة.
وتضم “براحة مشيرب” ما يقارب الـ100 بناية منها الثقافي والتجاري والسكني، إلى جانب الأماكن الترفيهية فضلا عن الفنادق والمتاجر، ولا تتوقف الرحلة إلى منطقة “مشيرب قلب الدوحة” عند التجول بين البنايات بهندستها المختلفة وعمارتها المتميزة، بل تعتبر متاحف مشيرب أهم المعالم التراثية والحضارية البارزة في هذه المنطقة، حيث تشمل 4 متاحف تحتفي بتاريخ دولة قطر العريق من خلال أربعة بيوت تراثية أعيد ترميمها وتحويلها لمتاحف ذات مستوى عالمي، وهي: بيت بن جلمود، بيت الشركة، بيت محمد بن جاسم، وبيت الرضواني.
ومن بين المعالم البارزة في منطقة “مشيرب قلب الدوحة”، حي الدوحة للتصميم الذي يعد مقر التصميم في المنطقة ومركزا للابتكار والإبداع في قطر، حيث يحتوي هذا الحي على صالات عرض ومعارض، ومراكز إبداعية أهمها: مركز قطر للابتكار وريادة الأعمال (M7).
وتمثل المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، نموذجا للتكامل بين الثقافة والسياحة والاستدامة، حيث تقدم لزوار قطر فرصة الاستمتاع بالفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والتراثية والرياضية المتنوعة التي تحتضنها على مدار العام، ما يعزز مفهوم السياحة الثقافية المستدامة التي تساهم في تعزيز الفرص المتاحة في ازدهار السياحة في دولة قطر.
وتعمل كتارا على إثراء المشهد الثقافي الإقليمي والدولي، بالتركيز على دعم الثقافة والفنون الإنسانية، وترسيخ الهوية الوطنية وإحياء التراث مما يحقق التنمية الثقافية المنشودة ورسم صورة حضارية مشرقة لدولة قطر، إضافة إلى استغلال مباني ومرافق الحي الثقافي، لخلق بيئة مناسبة لرعاية وتفعيل النشاط الثقافي والإبداعي الفكري والفني.
كما يشمل الحي الثقافي مجمعات تجارية ومراكز تسوق ومطاعم عالمية ومراكز للياقة البدنية وحمامات سباحة، إلى جانب “تلال كتارا” التي تحتضن أجمل مشروعات الحي الثقافي المتطورة.
بدورها، تمثل متاحف قطر عنوانا بارزا للنهضة الثقافية والفنية والإبداعية في قطر، وتعتبر من أهم الوجهات والمعالم السياحية التي يمكن لزوار قطر من كل أصقاع العالم زيارتها والاستمتاع بجمال الكنوز التاريخية فيها واستكشاف تراث قطر والإنسانية.
وفي مقدمة نهضة المتاحف التي تقودها دولة قطر يأتي متحف قطر الوطني “وردة الصحراء”؛ التحفة المعمارية الأخاذة، وأحد شواهد الحاضر على ماض عريق لدولة قطر ومنطقة الخليج.

–(بترا/فانا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى