عربي دولي
أخر الأخبار

باحثان إسبانيان يفندان مزاعم الرواية الإسرائيلية وافتراءاتها حول القضية الفلسطينية

22 الاعلامي

فند الباحثان؛ الأكاديمي استاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة كومبلوتنسي بمدريد “إيجانثو ألباريث أوسوريو ألبارينو”، والصحافي في راديو إسبانيا الوطني “فران سيبيا”، مزاعم الرواية الإسرائيلية وافتراءاتها حول القضية الفلسطينية والتي تروجها دائما في الغرب.
ودانا، في ندوة حضرها السفير الاسباني في الاردن ميغيل دي لوكاس، وعقدها معهد ثيربانتيس والسفارة الاسبانية في الاردن مساء أمس الثلاثاء، في مقر المعهد بعمان، جرائم الحرب التي يرتكبها العدوان الإسرائيلي الوحشي اللاإنساني في الحرب على غزة، لافتين إلى تزييف الحقائق في الرواية الإسرائيلية، التي تسوقها في الغرب.
ونوه السفير دي لوكاس في كلمة ألقاها بمستهل الندوة؛ بموقف الحكومة الإسبانية من الحرب على غزة، قائلا: “إسبانيا تدفع دائما من أجل الحوار والسلام، ومن أجل الذين يعانون، وفي هذا الحال نحن مع معاناة الشعب الفلسطيني”.
وفي بداية الندوة استعرض الدكتور البارينو، الدراسات العربية في إسبانيا، مشيرا الى انه كان هناك كرسي للدراسات العربية منذ 180 عاما حينما التفت الإسبان، إلى تاريخ الأندلس واهتموا بدراسة تلك الحقبة.
وقال إن الاهتمام بالعالم العربي بدأ في بداية القرن العشرين، لاسيما في مرحلة الجنرال فرانكو الذي كان يشهد عزلة من دول أوروبا الغربية بسبب عدم اعترافة بدولة إسرائيل فقام بفتح أفاق جديدة له مع العالم العربي ودول أميركا اللاتينية، مضيفا انه حينما عاد النظام الديمقراطي الى إسبانيا عام 1975، زاد الاهتمام بالعالم العربي وتم فتح العديد من أقسام اللغة العربية وبالتالي الاهتمام والتركيز على القضية الفلسطينية في جوانب عديدة.
وأشار الى انه منذ نحو شهر تم عقد مؤتمر علمي في مدريد للدراسات الفلسطينية.
ونوه بالسياسة الخارجية الإسبانية تجاه القضية الفلسطينية، مشيرا الى تصريحات وزير الخارجية الاسباني الحالي بالدعوة الى وقف إطلاق النار والطلب من اسرائيل وقف جرائم الحرب التي ترتكبها حاليا في غزة.
واستحضر استاذ الدراسات العربية والاسلامية السياسة الخارجية في حقبة الجنرال فرانكو والعزلة التي عانت منها اسبانيا لاسيما ان اسبانيا فرانكو، لم تعترف بدولة اسرائيل، لافتا الى أن الاعتراف بالاسباني بدولة اسرائيل عام 1987 جاء نتيجة ضغوط دول الاتحاد الاوروبي آنذاك كشرط للموافقة على عضوية اسبانيا في الاتحاد وبعد التوقيع على بيان “لاهاي” فى 17 كانون الاول عام 1986 في عهد رئيس الوزراء الاسباني فيليبي غونثاليث ماركيث .
وتطرق الى الدور الاسباني الايجابي في مؤتمري؛ مدريد للسلام عام 1991 وبرشلونة للسلام عام 1995، لافتا الى أن موقف الحكومة الاسبانية كان طليعيا في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية .
واشار الدكتور ألبارينو الى أن الحكومة الاسبانية الحالية تضم وزيرة من أصل فلسطيني.
وقال إنه بسبب الموقف الرسمي الإسباني الحالي والذي يتعلق بالجرائم الإسرائيلية في الحرب على غزة وعبر عنه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، اتهم وزير خارجية إسرائيل سانشيز بانه داعم للارهاب، لافتا الى ان هذا هو ديدن إسرائيل في اي موقف سياسي لا يتماشى مع سياساتها العدوانية تجاه الفلسطينيين وقضيتهم.
واستعرض الابحاث والدراسات التي يقوم بها الاكاديميون الباحثون الإسبان وتتعلق بالقضية الفلسطينية والرواية الإسرائيلية، منوها بأن الباحثين الإسبان يقومون دوما بدحض الرواية الاسرائيلية التي تقدم نفسها دوما بدور الضحية عوضا عن كونها جلاد، وهو ما تشيعه اسرائيل في دول أوروبا والتي تنجح في بعض الأحيان، وتترجمه الدول الأوروبية إلى دعم لها.
ولفت إلى الرواية الإسرائيلية الثانية التي تشيعها إسرائيل في أوروبا من كونها تزعم أنها تشعر بتهديد وجودي، مبينا ان الباحثين الإسبان يعملون دوما على تفكيك وتفنيد هذه الرواية.
ولتسويق نفسها في أوروبا تعمد إسرائيل، بحسب استاذ الدراسات العربية والاسلامية، الى إطلاق رواية ثالثة من كونها دولة ديمقراطية وحيدة في الشرق الاوسط، لافتا الى أن الاكاديميين والباحثين الإسبان المتخصصين في الشؤون العربية والقضية الفلسطينية يفندون رواية ديمقراطية إسرائيل التي تحتل أرضي الضفة الغربية وتسجن وتضطهد الشعب الفلسطيني وتنكل به.
وقال الدكتور ألبارينو، إن اسرائيل دولة استعمارية تحاول السيطرة على الاراضي الفلسطينية بالقوة، مؤكدا أن ما يقوم به الفلسطينيون في مواجهة ذلك هو مقاومة للتحرر.
ولفت إلى أن الاتحاد الاوروبي يقول إنه يدعم حل الدولتين إلا انه لا يقوم بأي شيء ولا يعمل على تحويل حل الدولتين الى حقيقة.
وقال “حتى حل الدولتين لم يعد حلا قابلا للحياة لأن إسرائيل ضاعفت حجم المستوطنات في الضفة الغربية”.
ودعا في ختام مداخلته، الاتحاد الاوروبي، أن لا يبقى سلبيا في ما يحدث من حرب إسرائيلية على غزة، قائلا: “إن هناك مسافة كبيرة بين ما يقوله الاتحاد الاوروبي وما يقوم به تجاه القضية الفلسطينية”.
الصحافي الإسباني “سيبيا” الذي عاد منذ اسبوعين من الضفة الغربية، تحدث بدوره عن تغطية الصحافة الغربية في الحرب الاسرائيلية على غزة، لافتا الى العديد من المفاهيم والمصطلحات التي لا تكون غالبا بريئة.
واشار الى انه حينما كان في العاصمة الأوكرانية “كييف” سمع مقولة تتردد ان ارض الميعاد هي ارض بلا شعب لشعب بلا أرض، مفندا هذه الرواية بأن الشعب الفلسطيني متواجد على ارض فلسطين ويمتد عمق وجوده الى تاريخ عميق.
وتناول في الندوة التي حضرها جمهور كبير من الباحثين والمهتمين والجاليتين الإسبانية واللاتينية؛ التناقضات والمزاعم الإسرائيلية من كونها تسعى للسلام، لافتا إلى كل المؤشرات على امتداد القضية الفلسطينية تؤشر الى أن اسرائيل لم تكن حقيقة تسعى للسلام.
وفي العودة الى ما وصفها بـ”الأساطير الإسرائيلية” لفت الى ان المنظومة الأوروبية تبنتها بسبب جماعات الضغط لا سيما في وسائل الإعلام الغربية الكبرى، مشيرا الى أن كثيرا من مراسلي وسائل الإعلام الغربية في الأراضي الفلسطينية وغزة منحازون لإسرائيل.
واستعرض الصحافي الإسباني “سيبيا” مظاهر التزييف التي تشهده وتوظفه الصحافة الغربية في تناولها للحروب في المنطقة العربية وللقضايا العربية عموما وللقضية الفلسطينية والحرب على غزة بشكل خاص، مشيرا الى استخدام مصطلحات مثل “الاضرار الجانبية ” عوضا عن الضحايا و”الحرب الوقائية” و”التحرير” عوضا عن الغزو والاحتلال.
وكشف أن الصحافي الغربي والكثير من مراسلي وسائل الإعلام الغربية في تغطياتهم للمنطقة العربية لا يكونون على اطلاع ودراية بتاريخ وجغرافية وثقافة المنطقة العربية والظروف التي تحيط الحدث، مستعرضا نماذج من مظاهر التزييف التي روجت لها وسائل الإعلام الغربية في أحداث الحرب على العراق عام 2003 وغيرها من مناطق عربية أخرى، والعدوان الاسرائيلي الدائم على فلسطين والفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة وخصوصا الحرب الحالية على غزة.
–(بترا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى