عربي دولي
أخر الأخبار

الأردن طوع التكنولوجيا لقيادة عجلة الاقتصاد الوطني وتسهيل حياة المواطنين

22 الا علامي- بترا-  غادة حماد- طوع الأردن منذ سنوات طويلة التكنولوجيا لقيادة عجلة الاقتصاد الوطني، وتسهيل حياة المواطنين وتعزيز بيئة الأعمال، وإدامة عجلة الإنتاج.

ويراهن الأردن اليوم كثيرا على قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي ينمو سنويا، في توفير المزيد من فرص العمل للشباب، وتجويد الخدمات المقدمة للمواطنين وتسهيل أمور حياتهم، ودعم التحول للاقتصاد الرقمي، وهو ما أكدت عليه رؤية التحديث الاقتصادي.

ويعتبر قطـاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالمملكة، أحد أكثر القطاعات التنافسية وأسرعها نموا، ما جعل منه محط أنظار المستثمرين المحليين والأجانب والشركات الدولية، لوجود روافع تتصل بالتشريعات العصرية وقوى عاملة مؤهلة وحوافز وبنية تحتية تدعم إقامة الأعمال.

ونجح الأردن على مدى السنوات الماضية في تطوير قطاع اتصالات وتكنولوجيا معلومات بتنافسية عالية، مما مكنه من استقطاب كبرى شركات التكنولوجيا العالمية، إلى جانب تقدم المملكة في مجال ريادة الأعمال، والشركات الناشئة.

ويرى ممثلون لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن التقدم الذي حققه الأردن بالقطاع، جاء بفضل الدعم والاهتمام الملكي، وجهود مختلف الجهات من القطاعين العام والخاص، من خلال مبادرات وفرت أرضية صلبة للانطلاق نحو النمو ومواكبة التطور العالمي المتسارع بهذا الخصوص.

وبينوا في أحاديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن هذا الاهتمام أفضى إلى بناء بنية تحتية متطورة وعصرية شجعت على تأسيس الشركات المحلية وفتح مقرات لشركات عالمية بالمملكة، إلى جانب استقطاب الاستثمارات، والتوسع في تخصصات أكاديمية جديدة، وتأهيل وتدريب القوى والأيدي العاملة المحلية.

وقال ممثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في غرفة تجارة الأردن المهندس هيثم الرواجبة، إن جلالة الملك عبدالله الثاني ومنذ توليه سلطاته الدستورية، أولى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اهتماما كبيرا، وجعل من المملكة وجهة للشركات العالمية المتخصصة.

وأضاف أن الأردن تمكن وبفضل الدعم الملكي السامي المتواصل، من بناء قطاع اتصالات وتكنولوجيا معلومات قوي ومنافس وأسهم في تطوير المنظومة الاقتصادية للبلاد، علاوة على الانتقال بالخدمات الى مرحلة الجيل الخامس والتحول الرقمي.

واستذكر الرواجبة ما قالة جلالة الملك في احدى المناسبات “من الضروري ممارسة البناء على ما حققه الأردن في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومواكبة آخر التطورات العالمية للحفاظ على تنافسية هذا القطاع الهام في توظيف الكفاءات الشابة”.

وتابع أن جلالة الملك ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية وفر للقطاع كل الدعم كونه قطاعا حيويا ودافعا للنمو والتقدم الاقتصادي، بالإضافة لأنه يعد جزءا أساسيا وركيزة للأمن الوطني للمملكة، وهو ما تحقق خلال أزمة فيروس كورونا حيث عمل على تسهيل أعمال معظم القطاعات.

وقال إن جلالته حرص في زياراته الخارجية ولقائه قادة القطاع على تسويق المملكة كمنطقة واعدة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لما يتميز به الأردن من بيئة جاذبة للاستثمار وموقع متميز وآمن وكفاءات بشرية مؤهلة، الأمر الذي كان له الأثر الأكبر في استقطاب العديد من الشركات العالمية للاستثمار في القطاع.

وأضاف أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني بات رائدا في المنطقة ويتمتع بتنافسية عالية، ويخدم حاليًا أسواقًا إقليمية كثيرة، واستطاع تحقيق نمو كبير واستقطاب شركات عالمية للاستثمار والعمل من خلال مقرات لها بالمملكة، ما وفر آلاف فرص العمل للأردنيين.

وبين الرواجبة أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، يتمتع بالعديد من الركائز تجعله قطاعا يمتلك فرصا كبيرة في النمو والازدهار، وهي بنية تحتية رقمية متينة ومتطورة، وموارد بشرية مؤهلة قادرة على التنافس عالميا، ومجموعة من القوانين والتشريعات التي تشتمل على الكثير من الحوافز الضريبية.

وأكد أن الأردن يراهن اليوم كثيرا على القطاع الذي ينمو سنويا، في توفير المزيد من فرص العمل للشباب ودعم الاقتصاد الوطني بالتحول للاقتصاد الرقمي، وهو ما أكدت عليه رؤية التحديث الاقتصادي.

وأوضح أن رؤية التحديث الاقتصادي اقترحت إطلاق خدمات تقنية الجيل الخامس، وإنشاء منطقة حرة افتراضية حاضنة للابتكار والريادة ومركز للشركات الناشئة، كجزء من المبادرات التي يمكن أن يتضمنها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

ولفت إلى أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الأردن يعد الحاضنة الرئيسة لعمليات التطوير اللازمة لجميع القطاعات، فالبنية التحتية التقنية، تعد أبرز عوامل استقطاب الاستثمارات، حيث “تنخفض الكلف وتزيد الكفاءة كلما زاد الاعتماد على التكنولوجيا بمختلف القطاعات”.

وأوضح الرواجبة أن القطاع يتميز بجودته وموثوقيته في خدماته، كما يتميز الشباب الأردني بالتعليم والكفاءة وامتلاك المهارات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مستوى المنطقة، حيث تم إنشاء العديد من الشركات الناشئة التي أصبحت قصص نجاح أردنية دخلت العالمية.

وأشار إلى أن القطاع يسعى وحسب أولويات رؤية التحديث الاقتصادي لتعزيز موقع الأردن، ليكون مركزا استثماريا جاذبا للابتكار الرقمي ومنصة انطلاق للحلول الرقمية القابلة للتوسع، وليصبح مركزا لتقديم الخدمات الممكنة رقميا عالية القيمة، والاستفادة من مجموعات المهارات والبنية التحتية والمنظومة والموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة.

ولفت إلى أن المملكة تتمتع بثقافة متقدمة في ريادة الأعمال التي تحظى بدعم جلالة الملك، فهناك 27 من أفضل 100 من رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هم من الأردن والكثير من الشركات الكبرى التي نشأت بالمنطقة أسسها أردنيون، ثم استحوذت عليها شركات عالمية.

وقال الرواجبة إن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يشكل ركيزة أساسية للأمن الوطني للمملكة إلى جانب أهميته كرافد مهم وداعم للاقتصاد الوطني، مبينا أن ذلك ظهر جليا خلال جائحة فيروس كورونا سواء لجهة دعم مكافحة الوباء أو تسهيل أعمال القطاعات الاقتصادية وحياة المواطنين.

وأكد أن الشركات الأردنية العاملة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قطعت شوطا كبيرا من التطور والنمو وباتت مساندا لكثير من دول المنطقة من خلال توفير حلول لمختلف قطاعاتها الاقتصادية والخدمية، إضافة لتصدير الكثير من خدماتها بمجال البرمجيات للدول العربية والأجنبية.

من جهته، قال رئيس هيئة المديرين في جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “إنتاج” أمجد الصويص، في ضوء الجهود المتواصلة والتوجيهات السديدة لجلالة الملك عبدالله الثاني، شهد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الأردن تطورًا هائلاً خلال الـ 25 عاما الأخيرة، مما رفع من تنافسيته، وأدرجه على خريطة العالم الرقمية خاصة في مجالات الابتكار وريادة الأعمال.

وأضاف، يبرز دور جلالته كرائد ومحفز رئيسي للتقدم التكنولوجي والابتكار في الأردن، حيث تعكس توجيهات جلالته الحكيمة رؤية شاملة تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز إقليمي للتكنولوجيا وريادة الأعمال، كما وفر جلالته الأساس لثورة تكنولوجية، مما ساعد الأردن على جذب الاستثمارات وتعزيز البنية التحتية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وبين الصويص، انه تحت قيادة جلالته، تم إطلاق سلسلة من السياسات والبرامج التي هدفت إلى تحفيز النمو والابتكار، ومنح الإعفاءات الضريبية، وتعزيز بيئة الأعمال، ودعم الشركات الناشئة، حيث كان لهذه الخطوات الأثر البالغ في دفع عجلة النمو الاقتصادي، وكان لرؤية جلالته البعيدة، الأثر الأكبر في تحقيق هذه النجاحات، مما جعل الأردن نموذجًا يحتذى به في المنطقة.

وتابع أن دعم جلالته للابتكار وريادة الأعمال يعتبر حجر الزاوية في الاقتصاد الأردني، وذلك من خلال التشجيع المستمر وتوفير الدعم للمبتكرين ورواد الأعمال، حيث ساهم جلالته في خلق بيئة محفزة للإبداع والتميز، خاصة ان هذا الدعم الملكي لا يقتصر على توفير الفرص فحسب، بل يمتد ليشمل تأسيس مؤسسات ومبادرات تعمل على تنمية المهارات وتعزيز الابتكار.

وبين الصويص، ان الرؤية الملكية تعد العامل الأساسي وراء التقدم الذي شهده الأردن في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إذ أن توجيهات جلالته ودعمه المستمر للابتكار وريادة الأعمال لم تعمل فقط على رفع تنافسية القطاع، ولكن أيضاً جعلت الأردن محط أنظار العالم كمركز للتميز والابتكار.

وأكد أن الجهود المبذولة على مدى الـ25 عامًا الماضية أثمرت عن تحولات جذرية في القطاع، مما جعل الأردن يتبوأ مكانة مرموقة على الخريطة العالمية للابتكار وريادة الأعمال.

وقال: “منذ عام 2000، ومع انطلاق المبادرة الملكية “ريتش”، شهدنا زيادة ملحوظة في عدد الشركات والشركات الناشئة والبرامج الداعمة لها، لافتا إلى وجود أكثر من 2000 شركة محلية عاملة في قطاع تكنولوجيا المعلومات توظف نحو 40 ألف موظف، جنبا إلى جنب مع نمو البيئة الريادية في الأردن من مجرد وجود مؤسسة أو اثنتين في عام 1999، لتشمل اليوم حوالي 475 شركة يعمل فيها 5500 شريك مؤسس وموظف، بالإضافة إلى 89 برنامجًا متنوعًا، ومنهم 19 حاضنة أعمال و11 مسرعة أعمال، بالإضافة إلى 27 جهة متخصصة بالإرشاد والتدريب، وأكثر من 18 مساحة عمل مشتركة، بالإضافة إلى أن العديد من الجامعات بدأت بإنشاء مراكز ابتكار، مما يشكل شبكة دعم قوية للشركات الناشئة والمبتكرين.

وأضاف: “يمتلك الأردن حاليًا حوالي 475 شركة ناشئة تعمل في مختلف القطاعات، مع تركيز كبير على قطاعات التجارة الإلكترونية والحلول والمنصات للتجزئة، والتقنيات المتعلقة بالتعليم والصحة والمالية”.

وتابع : “يفخر الأردن بأنه أصبح رابع دولة في منطقة الدول العربية من حيث عدد الشركات الناشئة التي تم الاستثمار فيها، مع أكثر من 220 شركة ناشئة جذبت استثمارات خلال الخمس سنوات الماضية، وشهدت الاستثمارات زيادة سنوية تتراوح بين 9 إلى 13بالمئة، وبهذا الصدد، يمتلك الأردن حوالي 12 جهة استثمارية محلية و34 جهة من المنطقة استثمرت في الشركات الناشئة الأردنية، مما يدل على بيئة استثمارية نشطة ومتنامية”.

وقال الصويص، على ذات الصعيد، تبنت جمعية “إنتاج” مهمة تعزيز ودعم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المملكة، حيث تضمنت جهود الجمعية إطلاق مبادرات وبرامج تهدف إلى رفع كفاءة وتنافسية القطاع، وتعزيز قدرات الشركات العاملة فيه.

وعن أبرز هذه المبادرات أشار الصويص الى إطلاق دراسة مسح قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالشراكة مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة وبالتعاون مع هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، كما ساعدت “إنتاج” بحصول القطاع على مزايا وإعفاءات ضريبية كبيرة للقطاع لتشجيع الاستثمار ودعم النمو الاقتصادي في الأردن، وهو ما ساهم بشكل فعال في جذب المزيد من الاستثمارات.

وبين ان “إنتاج” لم تكتف بالجوانب التقنية والتنظيمية، بل امتدت جهودها لتشمل تعزيز البيئة الريادية من خلال مبادرات عدة مثل “مجلس المحيط الأزرق” لتوجيه وإرشاد الشركات الناشئة والريادية، والمبادرة الوطنية “الألف ريادي” ومبادرة “تيك إيد”، كما ركزت على تنمية المحتوى الرقمي العربي من خلال مبادرات مثل “رواد المحتوى الرقمي” ومسابقة “ض” لطلاب الجامعات بالشراكة مع مؤسسة ولي العهد، وحاضنة “حماية تيك” المتخصصة في الأمن السيبراني بدعم من الصندوق الأردني للريادة.

وفي إطار تمكين المرأة في القطاع، أسست “إنتاج” وحدة “شيتكس” لزيادة مشاركة ومساهمة المرأة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما أطلقت “إنتاج” بدعم من الصندوق الأردني للريادة وبالشراكة مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة أيضاً منصة “ستارت ابس جو” للترويج للشركات الناشئة الأردنية وتشبيكها مع المستثمرين والحاضنات ومزودي الخدمات ذات العلاقة.

ومن منطلق حرص جمعية “إنتاج” على فتح الأسواق لشركات القطاع وتعزيز صادراتها فيها، قال الصويص، ان الجمعية أطلقت وحدة تحري الأسواق، والتي تتيح للشركات التعرف على الفرص المتاحة في السوق المحلية والأسواق الإقليمية، مما يساعد على توسيع نطاق وصولها إلى أسواق جديدة.

بدوره، قال رئيس قسم التسويق والاتصال المؤسسي والشراكات الاستراتيجية في شركة “إس تي إس” المهندس زيد العزب، ان قطاع تكنولوجيا المعلومات لم يحظ باهتمام خاص من جلالة الملك فحسب، بل شهد بفضل توجيهاته الحكيمة نقلة نوعية حيث باتت التكنولوجيا والتحول الرقمي محورين أساسيين يقودان عجلة الاقتصاد الوطني، ويعملان على تسهيل حياة المواطنين وتعزيز سير الأعمال وتطبيق تحول رقمي حقيقي في الأردن.

وأضاف، شهد الأردن اليوم إنشاء مركز وطني للأمن السيبراني، والذي يمثل بحد ذاته إنجازا كبيرا لهذا القطاع نظرا للأهمية البالغة للأمن السيبراني وحماية المعلومات، ونتج أخيرا عن المركز استراتيجيات مختصة في مجالات الأمن السيبراني وحماية المعلومات لتكتمل بذلك هذه المنظومة المختصة، والتي تتيح للأردن الاستمرارية بالمضي في تطبيق أحدث التقنيات بشكل آمن.

وزاد “شهدنا ولادة وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، والتي بنشأتها تم التركيز على بناء وتطوير البنية التحتية وتوفير الوصول الآمن للبيانات عالية الجودة وتهيئة الظروف الملائمة لنمو وازدهار الشركات الناشئة، الأمر الذي يعكس مستقبل الأردن بوضوح والمسار الذي تسير به المملكة من ناحية تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي”.

وتابع العزب، بالإضافة الى طرح مسودة الاستراتيجية الأردنية للذكاء الاصطناعي وخطتها التنفيذية والعديد من المبادرات التي تعاصر أحدث ما توصل إليه القطاع والالتزام بالتخطيط لتطبيقها في المملكة، نرى اليوم أيضا حضور الشركات العالمية في الأردن وقصص استحواذ ونجاح شركات أردنية ناشئة في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وتطور تقنيات التكنولوجيا المالية بشكل باهر والتي أصبح استخدامها في المملكة على نطاق واسع، ونتطلع لمزيد من الإنجازات والتطورات في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.

— (بترا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى