محليات

الآثار العامة تطلق موسمها الثقافي ومبادرة آثارنا رمز انتمائنا

أطلقت دائرة الآثار العامة، الموسم الثقافي للدائرة تحت عنوان “دائرة الآثار العامة في المئوية الثانية، الرسالة والطموح”، بالإضافة الى مبادرة “آثارنا رمز انتمائنا” لرعاية المواهب الشابة وفتح المجال للشباب الراغبين بالعمل التطوعي في المواقع الأثرية والعمل الأثري.
وقال وزير السياحة والآثار نايف حميدي الفايز، خلال رعايته حفل الإطلاق الذي أقيم في مقر الدائرة، اليوم الخميس، بحضور رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات، إن إطلاق الموسم الثقافي تحت هذا العنوان المميز وبمشاركة نخبة من علماء الآثار من الأردن والدول الشقيقة والصديقة وخبراء الصيانة والترميم والبحث العلمي، وخبراء في إدارة التراث الحضاري والتاريخ وباقي علوم الآثار، يُشكل منعطفًا في إدارة هذا القطاع.
وأضاف “يهدف هذا الموسم إلى عرض نتائج أعمال واكتشافات المحاضرين والمشاركين فيه وعرض نتاجهم العلمي حول تاريخ الأردن وآثاره بشكل خاص، وتاريخ المنطقة وآثارها بشكل عام، كما يفتح المجال لحوارٍ واسع وشامل لتطوير العمل الأثري في المملكة، ما يساهم بشكل مباشر في رفد وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة بمواد علمية رصينة ومحكمة يمكننا من خلال نتائجها ومخرجاتها توجيه دفة العمل”.
وتابع الفايز “نتمنى أن يكون هذا الموسم بما يتضمنه من محاضرات وورش عمل وحوارات مفتوحة جرى التخطيط لها، فاتحة جيدة وجديدة في العمل المشترك”، مؤكداً أن كل نتائج ومخرجات هذا الموسم سيتم أرشفتها وتجميعها على شكل توصيات، لتكون نواة لدراسات الجدوى وعمليات التطوير المؤسسي وإدارة جودة العمل الأثري بتفاصيله كافة.
وبين أن هذا الموسم سيفتح الباب لتبادل المعلومات والإسهامات وكذلك النقاش القائم على أسس البحث العلمي، إذ تعتبر الأوراق الصادرة عن هذه المحاضرات وورش العمل أوراقًا بحثية هامة سيتم نشرها في دوريات الدائرة العلمية التي سيعاد إحياء بعضها وإصدارها ضمن خطط دائرة الآثار العامة المستقبلية، لافتاً الى أن الدائرة بدأت بالفعل بهذا العمل من خلال إصدار نشرة شهرية توعوية إخبارية علمية منذ خمسة شهور.
وقال الوزير الفايز، ان الموسم الثقافي سيتيح المجال لحوار ومناقشة علمية وأكاديمية واسعة في جميع محاور العمل الأثري والطرق الحديثة المستخدمة في أعمال الحفر الأثري والأسس العلمية لإدارة المواقع الأثرية والترميم وعلوم الآثار وتوظيف التكنولوجيا في خدمة الآثار بما يحقق رقمنة هذه العمليات جميعها، إضافة الى فتح حوارات مع الشباب تتعلق بهذا الشأن.
وفيما يتعلق بمبادرة “آثارنا رمز انتمائنا”، قال الفايز إن هذه المبادرة التي تأتي بالتعاون مع المبادرات الشبابية والهيئات الثقافية والمؤسسات العامة والخاصة، تهدف الى توجيه طاقات شبابنا ومواهبهم نحو حماية المواقع الأثرية وتوعيتهم بآثار الأردن وتاريخه العريق.
وأضاف “أن هذه الاحتفالية مستمرة حتى عام 2023 حيث سنحتفل معًا بمئوية تأسيس دائرة الآثار العامة التي تأسست عام 1923 أي بعد سنتين من تأسيس إمارة شرق الأردن”، مشيراً الى أنه ستكون خلال هذه المدة الكثير من الفعاليات العلمية والثقافية منها عقد مؤتمر تاريخ وآثار الأردن الخامس عشر في رحاب جامعة اليرموك تحت رعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، والذي سيعقد في الفترة ما بين 18 – 21 من تموز 2022، تحت عنوان “الآثار في مُحيطيها البيئي والاجتماعي”.
ولفت الى أن الأعوام القادمة ستشهد وضع حجر أساس لعدد من المشروعات وافتتاح مشاريع ستعلن في موعدها، مبيناً أن وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة ستعملان معًا على تطوير التشريعات الناظمة للعمل الأثري بما يضمن أفضل الطرق وأحدثها لإدارة الآثار وتطوير المواقع الأثرية والمتاحف وتأهيل العديد منها سياحيًا.
وقال الفايز إن الوزارة ودائرة الآثار تدركان تمامًا قيمة إرثنا الحضاري الفريد وضرورة احترامه وصونه، مؤكداً أنهم لن يدخروا جهدًا أو وسيلة للحفاظ عليه وتقديمه للأجيال القادمة بأفضل صورة.
من جهته، قال مدير عام دائرة الآثار العامة الدكتور فادي بلعاوي، إن الموسم الثقافي للدائرة يتمثل بتسليط الضوء على أعمال ونشاطات الدائرة ومديرياتها الفنية في صون وإدارة المقتنيات الأثرية للمملكة، والحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للمملكة ونقله للأجيال القادمة.
وأضاف “ومن خلال الموسم الثقافي سيجري تسليط الضوء أيضاً على عمل البعثات المحلية والأجنبية من قبل مديري هذه البعثات بعد انتهاء أعمالهم لعرض أهم المكتشفات، وكذلك تبادل المعلومات والآراء والأبحاث ونتائجها عن المواقع الأثرية والتراث الثقافي المادي المنقول وغير المنقول، والإنجازات التي تتم من قبلهم جميعًا”.
وبين الدكتور بلعاوي، أن الدائرة وضمن توجهاتها واستراتيجيتها في المئوية الثانية تسعى لإحداث تطوير شامل في أساليب البحث العلمي والأعمال الأثرية، ورفد الدائرة بالكفاءات والقدرات والموارد والأجهزة والمعدات المناسبة.
وأشار الى أن الدائرة أصدرت خلال المئوية الأولى العديد من المنشورات من بينها مجلة إنجازات ومجلة آثار، كما صدر أخيرا عن الدائرة نشرة توعوية إخبارية علمية شهرية تحت مسمى “آثارنا”، مبيناً أن الدائرة وضمن توجهاتها بعمليات التطوير ستعمل على إعادة إحياء النشر العلمي خلال الفترة القادمة.
وفي نهاية الحفل كرم الوزير الفايز، عدداً من الأكاديميين من مدراء الجامعات وعمداء كليات السياحة والآثار، ومدراء الآثار بالمحافظات، ومجموعة من الآثاريين والمرممين والخبراء والموظفين ممن عملوا بوظائف فنية وإدارية ولوجستية في الدائرة أو في مؤسسات شريكة وبذلوا جهوداً مميزة بالأعوام الماضية في خدمة العمل الأثري، حيث سيستكمل تكريم دفعات أخرى منهم في الاحتفاليات التي ستقيمها الدائرة بشكل دوري.
كما قدم عميد معهد فن الفسيفساء والترميم الدكتور أحمد العمايرة، دروعاً تذكارية مصنوعة من الفسيفساء للوزير الفايز، وأمين عام الوزارة الدكتور عماد حجازين، ومدير الآثار الدكتور البلعاوي، ومدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبدالرزاق عربيات، ومستشار الوزير هشام العبادي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى