محليات

وزير الخارجية يجري محادثات شاملة مع نظيره السعودي

أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي خلال استقباله، اليوم الاثنين، وزير الخارجية السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان، محادثات شاملة ركزت على الخطوات والبرامج التي تنفذها المملكتان الشقيقتان لزيادة التعاون في مختلف المجالات بما يعكس عمق العلاقات الأخوية التاريخية وتنفيذاً لتوجيهات القيادتين الشقيقتين.
وأكّد الوزيران مركزية العلاقات الاستراتيجية التي تجمع المملكتين ومأسسة عملية توسعة التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية والبيئية، والتنسيق والتواصل إزاء القضايا الإقليمية خدمةً للمصالح المشتركة والقضايا العربية والإسلامية. واستعرض الصفدي والأمير فيصل في سياق عملية التنسيق هذه التطورات في المنطقة، والجهود المبذولة لحل الأزمات الإقليمية، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وركّز الوزيران على الجهود المبذولة لتحقيق السلام العادل والشامل من خلال حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفقا للقانون الدولي ومبادرة السلام العربية، وبما يضمن تلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وخصوصا حقه في الدولة والحرية على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما بحث الصفدي والأمير فيصل الجهود المستهدفة إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية والأمن في منطقة الخليج العربي، حيث أكّد الصفدي وقوف الأردن المطلق مع السعودية في مواجهة أي اعتداء على أمنها واستقرارها وإدانة الاعتداءات الحوثية الإرهابية على أراضيها وأمنها. وبحث الوزيران التطورات المرتبطة بجهود حل الأزمة السورية والليبية، ودعم العراق الشقيق، والأوضاع في أفغانستان، والتطورات في المحادثات الدولية مع إيران حول الملف النووي والدور والسياسات الإيرانية في المنطقة، وعديد قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك. وفي تصريحات صحافية بعد اللقاء، قال الصفدي إنه بحث والأمير فيصل سبل ترجمة “العلاقات التاريخية الأخوية التي تجمعنا تعاوناً أوسع في مختلف المجالات، وتنسيقاً إزاء جميع القضايا العربية والإقليمية والدولية التي تعنينا”.
وزاد “أكدّت وسمو الأمير مركزية العلاقة الأردنية-السعودية واستراتيجيتها”، وأنها تسير بشكل مستمر نحو آفاق أوسع من التعاون والتنسيق بتوجيهات القيادتين الشقيقتين. وأضاف الصفدي “اليوم كان فرصةً لنبحث في أجندة التعاون الثنائي في العام الجديد. وتطرقنا إلى عديد المجالات التي يجري فيها الآن بحث مكثف بين المعنيين في القطاعات الفنية، ونحن مصممون على المضي في هذا التعاون إلى آفاق أوسع وأعمق”، لافتاً إلى أن التحضير والإعداد لعقد اجتماع للجنة المشتركة هذا العام يشكل فرصةً للبحث بشكلٍ مفصلٍ حول كل قضايا التعاون الثنائي. وشدّد الصفدي على “تثميننا العالي لمواقف المملكة العربية السعودية الدائمة في إسناد الأردن ودعمه والوقوف إلى جانبه”. وقال إن المملكة تقف أيضاً دائماً إلى جانب المملكة العربية السعودية، “فكما قال جلالة الملك عبدالله الثاني أمننا واحد، واستقرارنا واحد، ومصيرنا واحد، ونحن ماضون في التعاون بكل ما يخدم مصالحنا ومصالحنا العربية أيضاً”. وأكّد الصفدي “أننا ندين بالمطلق كل الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية ونحن مع أشقائنا بكل خطوةٍ يتخذونها لحماية أمنهم و استقرارهم”.
وأضاف أن المملكة تثمن الجهود العالية الكبيرة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية من أجل التوصل إلى حلٍ ينهي الأزمة اليمنية.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ذكر الصفدي “تحدثنا أيضاً بشكلٍ واضحٍ حول القضية الأساس، القضية الفلسطينية التي أكّد سموه وأنا على أنها كانت وستبقى قضيتنا المركزية الأولى، وجهدنا منصب على إيجاد أفق سياسي حقيقي يأخذنا باتجاه تلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق على أساس حل الدولتين”.
وقال الصفدي إنه أطلع الأمير فيصل على نتائج المحادثات “التي كنت أجريتها في رام الله بتكليفٍ من جلالة الملك عبد الله الثاني، وأيضاً المحادثات الثلاثية التي استضافها أشقاؤنا في مصر من أجل العمل معاً لإيجاد أفق سياسي حقيقي ولإسناد الأشقاء الفلسطينيين”. وأكد الصفدي: “موقفنا واحد في هذا الإزاء ومستمرون في التنسيق والعمل من أجل ذلك”.
وزاد الصفدي أن المحادثات الموسعة شملت “كل القضايا الإقليمية: الأزمة السورية، الأزمة في ليبيا، والأوضاع في العراق، ونحن متفقون في مواقفنا ومستمرون في العمل من أجل حل هذه الأزمات وتحقيق الأمن والاستقرار”.
وقال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أنه ووزير الخارجية السعودي متفقان على ضرورة “تكثيف الدور العربي في جهود حل أزمات المنطقة، وأن يكون لنا دور رئيس في منطقتنا، ويجب أنّ يكون لنا الدور الأساس في حل قضايانا الإقليمية”.
وختم الصفدي “كل الترحيب بسموه وكل التأكيد على أننا بتوجيه من قيادتينا سنبقى نعمل معاً من أجل البناء على هذه العلاقات التاريخية المتجذرة، وأخذها إلى آفاق أوسع ليس فقط فيما يتعلق بعلاقتنا الثنائية ولكن أيضاً فيما يتعلق بتنسيقنا إزاء القضايا الإقليمية”.
وقال في إشارةٍ إلى ترشح المملكة العربية السعودية الشقيقة لاستضافة معرض أكسبو 2030 إن المملكة تدعم هذا الترشح، وأضاف “أي نجاح تحققه المملكة العربية السعودية هو نجاح لنا في المملكة أيضاً”.
وأكّد وزير الخارجية السعودي بأن الأردن والسعودية يربطها “علاقات أخوية تاريخية راسخة أساسها الاحترام والتعاون المشترك في العديد من المجالات، وهذا ما يؤكده التواصل المستمر على مستوى القيادة وكبار المسؤولين في البلدين، من أجل المضي قُدماً في تعزيز العلاقات ونقلها لآفاقٍ أرحب” .ًوقال إن لقاءه مع الصفدي كان “مثمراً وبناءً، حيث جرى خلاله بحث العديد من الموضوعات والقضايا الإقليمية والدولية والملفات ذات الاهتمام المشترك، ومن أهمها تعزيز العمل والتنسيق المشترك من أجل إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والشرق الأوسط”. وأضاف وزير الخارجية السعودي “ناقشنا ما تتعرض له منطقتنا من تحدياتٍ سياسية وأمنية وأكدنا على تعزيز التنسيق والتشاور المشترك بخصوص هذه التحديات لإيجاد الحلول السلمية لها بالتعاون مع الشركاء في المجتمع الدولي”.
وأشار إلى أن المحادثات غطت “فرص تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وسبل تنميتها، في ظل توجيهات القيادتين الواضحة أن الجانب الاقتصادي والتنموي وتعزيز الرفاه للشعبين هو الأساس، وهو ما يجب التركيز عليه”. وأضاف أن “هنالك رؤية عند قيادة البلدين بوجود فرص كبيرة لم تستغل بعد بالكامل وعلينا نحن السعي لتحقيقها والعمل جار على ذلك”.
وحول القضية الفلسطينية، قال “شددنا على دعم البلدين لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف كل الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني الشقيق.
وأكَد الأمير فيصل “ثمنت في نقاشنا الدور المهم الذي تقوم به المملكة الاردنية الهاشمية في دعم مسارات دعم القضية الفلسطينية ودعم الأشقاء في فلسطين لحصولهم على حقوقهم”. كما ثمّن مواقف الأردن الرافضة لكل ما تتعرض له السعودية من “هجمات إرهابية تجاه المناطق والأعيان المدنية من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران”. وذكر وزير الخارجية السعودي بأن المباحثات استعرضت “الدور الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ودعم المليشيات، وأكدّنا أهمية تكثيف الجهود الرامية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وأهمية تعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف”. وأضاف “أكّدنا أيضاً أنه أيدينا كعرب ممدودة للأخوة في إيران في حال تجاوبوا مع معالجة هذه الهموم العربية فيما يتعلق بأمن واستقرار المنطقة”.
وأشار الأمير فيصل إلى أنه جرى استعراض “التطورات الأخيرة في أفغانستان وضرورة الوقوف الى جانب الشعب الأفغاني خلال أزمته الإنسانية والعمل في أن تتكاثف الجهود الدولية والمساهمة في استقرار الأوضاع فيها بأسرع وقت”.
واتفق الوزيران، خلال محادثاتهما، على استمرار التواصل وتنسيق المواقف إزاء مختلف القضايا الإقليمية وبما يخدم المصالح المشتركة وهدف تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
بترا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى