معتمرات في بعثة جلالتها: الملكة جعلت من حلمنا واقعا
في وصف الحدث ونقل تفاصيل حقيقة المشاعر ترى أن للجمل بقيّة، ومهما كتبت تجدها جملا لم تكتمل بعد، إذ تجمّعت أفراح الدنيا في قلوب أكثر من 500 سيدة أكثر من نصفهن يغادرن أرض المملكة للمرة الأولى، لتكون هذه الزيارة إلى مكة المكرّمة حلم كل مسلمة ومسلم، حقيقة في حياتهن بعدما كانت حلما طال انتظاره، حيث كنّ ممن تلقين هدية جلالة الملكة رانيا العبد الله بأن يكنّ في بعثة جلالتها لأداء مناسك العمرة في شهر رمضان المبارك.
نعم، في وصف تفاصيل أداء العمرة بكافة الأفواج التي شملتها بعثة العمرة لجلالة الملكة رانيا العبد الله، يبقى للجمل بقيّة، فلا يمكن لأي كاتب أن ينقل التفاصيل بدقّة، سيما إذا ما تعايشت معها، وكنت جزءا من هذا الفرح، حيث تشرفت بأن أكون إحدى السيدات اللواتي شملتهن بعثة جلالتها لأداء العمرة في شهر رمضان المبارك، وربما قي الفضول الصحفي جزء كبير برؤية تفاصيل ربما لا تلفت نظر كثيرين، فكانت عيني ترقب حجم السعادة والفرح بهدية جلالتها، والدعاء لجلالة الملك وجلالتها في كل مناسك العمرة، ويتقدّم الدعاء لصاحبي الجلالة الدعاء لأي شيء آخر، فكانت تفاصيل تحكي عن ذاتها وتروي 550 حكاية مليئة بالأحداث المبكية في بعضها والمفرحة في جزء ومليئة بالعطاء والعمل والانجاز بأخرى.
وكما كلّ الأشياء النادرة والجميلة في حياتنا، كانت البداية باتصالات هاتفية قبل رمضان بأيام قليلة جاءت لعدد من السيدات والناشطين من مكتب جلالة الملكة رانيا، ليتم إبلاغ متلقي الاتصال أنه ستنطلق أول أفواج بعثة جلالة الملكة رانيا العبدالله لأداء مناسك العمرة في شهر رمضان المبارك بالتوجه الى المملكة العربية السعودية، وقد تم اختياره ليكون ضمن هذه البعثة، فكانت ردة الفعل التي جمعت متلقي الاتصالات واحدة بفرح عمّ حياتهم وجعل من هذا الاتصال بداية لحياة جديدة تفتح أبوابها جلالة الملكة رانيا لأكثر من 500 سيدة، حياة مليئة بسعادة حلمن بها كثيرا.
وتم اختيار المشاركات البالغ عددهن 550 سيدة من جميع محافظات المملكة من أسر الشهداء والمتقاعدات العسكريات والناشطات في خدمة المجتمع ومن المستفيدات من الجمعيات الخيرية والتعاونية ومؤسسات المجتمع المدني، اضافة إلى عدد من المتطوعين الشباب، تم توزيعها على أربعة أفواج بالطائرة، انطلقت أولها وثانيها تضم شخصيات من محافظات العاصمة واربد والبلقاء والمفرق والطفيلة ومعان والعقبة، فيما الفوجان الثالث والرابع من محافظات الكرك ومادبا وجرش والزرقاء وعجلون، وشاركت جلالتها أحد الأفواج قبل أيام أداء العمرة.
وفي الوقوف على روعة هذه التفاصيل، تابعت جريدة «الدستور» رحلة العمرة لأحد الأفواج حيث تشرفت أن أكون إحدى السيدات المشاركات بها، إذ انطلقت الطائرة من عمّان متجهة إلى مدينة جدة السعودية بكل تنظيم وإجراءات نموذجية جدا، لتنقل «المعتمرات والمعتمرين» حافلات إلى الفندق القريب جدا من الحرم المكي ولا يوجد في المكان سوى صوت الدعاء لصاحبي الجلالة، بأن تحقق حلمهن بزيارة الديار المقدّسة، حيث بدا هذا الحلم للكثيرات منهن بعيد المنال إن لم يكن صعبا، ليتحقق وبأعلى درجات التنظيم.
في الاستماع للسيدات، تقرأ تجارب ثريّة مليئة بالعطاء والوفاء، فهنّ أمهات الشهداء ممن قدّمن أعمار أبنائهن فداء للوطن، وهنّ من صنعن انجازات لوطنهن ولأسرهن، هنّ من اختصرت حياتهن بأبنائهن بعد فقد الزوج، وهنّ من خدمن بالسلك العسكري والقانوني بجدارة ونجاح، وغيرها من التجارب التي لا تقل إحداها عن الأخرى أهمية، فجاء تكريم جلالة الملكة رانيا العبد الله ضمن بعثة العمرة ليجعل منهن فرحات بحياتهن وانجازاتهن، فهو تكريم بحجم عطائهن ودورهن الذي ما زالت كثيرات ماضيات به، تكريم احتاجته كل سيدة في هذه البعثة ليمنحها طاقة ايجابية وقوّة وثقة بأهمية دورها وبأن القادم أفضل.
وفي لقاءات اجرتها جريدة «الدستور» مع عدد من السيدات المشاركات في أحد أفواج بعثة العمرة لجلالة الملكة، قدمن شكرهن لجلالة الملكة التي حققت لهن حلمهن بزيارة الديار المقدسة، واداء العمرة، واعتبرن ذلك تكريما هو الأهم في حياتهن، فأن تعلم جلالة الملكة باحتياجاتهن، ودورهن الذي يقمن به في مجتمعاتهن ولأسرهن هذا بحد ذاته وسام يفخرن به، مؤكدات أن جلالتها وضعت لحياتهن بدايات جديدة مليئة بالثقة بأهمية دورهن الذي يقمن به لمجتمعهن ولأسرهن.
وثمنت السيدات اختيار جلالة الملكة لهن، متحدثات بلغة بيضاء أن «أم الحسين» تحرص دوما على متابعة شؤونهن والوقوف على احتياجاتهن، وتقديم كل ما يلزمهن، فضلا على دعمها المعنوي لهن، فهي الداعم الأساسي للمرأة الأردنية ترجمة لتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني، مقدمات الشكر لجلالتها والثناء، متضرعات لله بكل الخير لجلالتها بحجم الفرح الذي منحته لهن.
ماجدة عبد المنعم
انها ماجدة والدة الشهيد، والتي تعيش حياتها اليوم لتسعد أبناءه، تقول لا يمكن وصف سعادتي عندما تلقيت نبأ اختياري في بعثة جلالة الملكة لأداء العمرة، تحديدا في شهر رمضان المبارك، وقالت كنت قد تحدثت في وقت سابق أن حلمي في هذه الحياة أن أذهب للعمرة واليوم أنا أديت العمرة بحمد الله عن نفسي وعن روح ابني الشهيد، حمدا لله وشكرا لجلالة الملكة التي جعلت من حلمي واقعا وأسعدتني وأسعدت أسرتي كاملة وأبناء ابني الشهيد عندما علموا أني أديت العمرة لوالدهم رحمه الله. هو تكريم من جلالة الملكة كما تقول ماجدة تكريم منحنا قوة كبيرة لاستكمال عملنا ومهمتنا في هذه الحياة، فلا يمكن وصف شعور أي منا وقد تلقت تكريما هي بحاجته، وهذا الدعم للمرأة الذي يزيد من عطائها وثقتها بأن القادم أفضل.
هنادي المناصير
هنادي الأم التي تعيش حياتها من أجل أبنائها حيث توفي زوجها رحمه الله وتلخص هذا العالم بأبنائها ووالديها ووالدي زوجها، تؤكد أن وجودها في هذه البعثة تكريم لها ولدورها المجتمعي التطوعي الذي تقوم به من خلال إحدى الجمعيات الخيرية، واشارة من جلالة الملكة بأنها تتابع ما تقوم به المرأة وما تنجزه لصالح الوطن والمجتمع، وهو ما يمنحها كما يمنح كل سيدة في البعثة طاقة وقوة لمزيد من العمل والعطاء.
وفي وصف شعوري لا يمكن أن أجد ما يعبّر عن ما اعيش من فرحة، لي ولأسرتي ولأبنائي، اضافة إلى أنني أديت العمرة لزوجي فكانت لي هذه المشاركة هامة وسعيدة، ونقلة نوعية في حياتي، شكرا لجلالة الملكة .. ام الحسين كما تحب أن نخاطبها فهي الأم الملكة.
فضة أحمد
وشكرت فضة أحمد جلالة الملكة رانيا وقالت لا يمكن أن أصف سعادتي بتكريم وكرم جلالة الملكة معنا، وعندما تلقيت الاتصال شعرت بفرح كبير، فقد حققت جلالتها لي حلما بزيارة الاراضي المقدسة.
سامية السكران
بدورها، قالت سامية السكران نشكر جلالة الملكة على هذا التكريم والكرم الذي منحته لنا، داعين الله أن يحمي جلالة الملك وجلالة الملكة وولي العهد، بميزان حسناتهم انه سميع مجيب، وأن يطيل بأعمارهم، فقد حققت لنا جلالتها حلما كنت أراه بعيد المنال.
هند العبادي
من جهتها أكدت هند العبّادي أن جلالة الملكة كرّمت 550 سيدة بهذه البعثة وأكدت من خلالها أهمية دورهن سواء في أسرهن أو مجتمعاتهن، شاكرة لجلالتها هذا التكريم، الذي بدأن من خلاله بمرحلة جديدة مليئة بالثقة في كل ما يقمن به.
وقالت العبادي أدعو الله سبحانه وتعالى أن يطيل بعمر جلالة الملك والملكة وولي العهد، وأن يجزي جلالتها كل الخير بأن حققت لنا هذا الحلم.
المصدر : الدستور