محليات

هدايا وحلويات تشيع الفرح في نهار عيد الأضحى المبارك

بشرى نيروخ- يُعيد العيد للحلوى والهدايا بأصنافها التربّعَ على مكانتها وعرشها اللذين لا تسلبهما منها كل مبتكرات الإسانية من اللذائذ التي لا تستطيع المنافسة على اولويات اهتمامات الإنسان في وقت غبطته.
فبالفرح كله وبحبور لا يدانى، تنهمك الشقيقتان نور وزين الطويل عشية العيد بالتجهيز ليوم الفرح بتحضير الهدايا والألعاب الجميلة للأطفال لتوزيعها بعد صلاة العيد، فهما لا توزعان الهدايا والحلوى فحسب وإنما تنثران السعادة والفرح وتحاولان رسم البسمة في العيد، فكتسبان الأجر في عادة جميلة دأبتا عليها منذ سنين.
تقوم رزان مجدي، بتحضير كعك العيد والقهوة السادة لتقوم بتوزيعها بعد صلاة العيد عند بوابة المسجد، فرحا يتضاعف بمشاركة الآخرين طعم السعادة.
فيما يقدّم أحمد الطراونة كعك العيد والقهوة للمصلين، معتبرا أنها فرحة لا تدانيها فرحة، خصوصا وأنه يراها في عيون الأطفال، بل وكبار السن، الذين يجدون خطوته خيرا باقيا في الناس.
ويسعى أطفال آخرون، أمثال هديل سامر ومحمد الحموري وسندس المحاميد، إلى تسجيد هذه الفكرة، فيشرعون إلى إعداد هدايا وصنع حلوى بطرق مبتكرة وبمعاونة والديهم لتقديمها للمصلين، والإبتسامة تعلو وجوههم غبطة، في هذا اليوم السعيد.
يقول رئيس قسم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور زيد الشمايلة، إن وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية دأبت على إقامة صلاة العيد في المصليات التي أعلنت عنها بالساحات العامة تطبيقا وإحياء لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يخرج الذكور والإناث صغارا وكبارا لإقامة صلاة العيد.
وبفضل تطبيق سنة رسول الله، فإنه إضافة إلى الأجر والثواب، فإنها كذلك تساهم في تفعيل عدد من السلوكيات الإيجابية بين المصلين، إذ أنه بعد الإنتهاء من الصلاة تنتشر هذه السلوكيات الحميدة داخل الجماعات المتماسكة والمترابطة اجتماعيا، لتتعزّز أصر التواصل والترابط الاجتماعي والمحبة والمؤاخاة والود فيما بينهم.
ويبين أن من هذه السلوكيات، العمل على تجهيز المصليات بالسجاد والمظلات والصوتيات وبجهد شخصي من أبناء تلك المناطق، إذ يتسابقون لتقديم شتى أنواع الحلويات والقهوة العربية، ويقوم متطوعون بتوزيعها على المصلين الحاضرين .
ويشير في هذا الصدد، إلى أن هذه السلوكيات في ظاهرها وباطنها تحمل في طياتها العديد من الفوائد، فهي تبعث الفرح والسرور لدى الأطفال الموجودين، وتغرس لديهم الكثير من الأفكار الإيجابية نحو صلاة العيد.
ويشير إلى أن العيد بحد ذاته فرصة لطي كثير من الخلافات خاصة وأن الناس قد خرجوا من العشر الأوائل من ذي الحجة وهي أحب الأيام إلى الله، فالعمل الصالح فيها لا يعادله حتى الجهاد في سبيل الله؛ حيث تزول الخلافات والخصام بين المتخاصمين.
ويلفت إلى أن هذه السلوكيات تنمي في المجتمع التعاون والترابط والشعور بالفرح والسرور، فضلا عن أنه لو استطعنا الإستفادة منها واستغلالها خير استغلال فستتلاشى الكثير من السلبيات القديمة والمستحدثة بفعل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وسنخطو خطوة نحو مجتمعات فاعلة.
أما استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان الدكتور عبدالله أبو عدس، فيقول: تترسخ في أذهان الأطفال هذه العادة جميلة من خلال مشاركة الآخرين هذه الفرحة، فهم يتبنون العديد من السلوكيات بالتقليد والنمذجة، مشيرا إلى أن هذه السلوكيات الإيجابية تعزّز الثقة والتعبير عن النفس، وتغرس مفهوم التكافل الاجتماعي واحترام الكبير.
ويوضح أن تلك السلوكيات تعزز من ممارسة العبادات من خلال الأسلوب التشجيعي والذي يتمثل في مكافأة مادية ومعنوية، مما ينعكس إيجابا على الأطفال والبالغين. إضافة إلى ذلك، يقول عدس أن العيد موسم لتعزيز التعارف والإتصال الفعّال والتماسك بين أفراد المجتمع، ما يؤدي إلى كسر جمود العلاقات بين الناس، فضلا عن تعزيز العادات الإيجابية التي يحتاجها الإنسان في عالم اليوم.
ويشير إلى أن التواصل الفعال يعد شكلا من تدخلات العلاج السلوكي المعرفي والعلاج النفسي لدى الناس الذين يعانون من الاكتئاب والقلق والضغوط المرتفعة بالأعمال التطوعية، ذلك أنها تؤدي إلى تفريغ الشحنات السلبية، كما أنها تسهم في تقليل الذات النرجسية الفردية وتعزيز الذات التشاركية الجمعية.
أستاذ العلوم السياسية المساعد في قسم العلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة الهاشمية الدكتور عطاالله صالح السرحان، يقول: يختلف الإحتفاء بعيد الأضحى باختلاف الأماكن والأزمنة، ولكن البهجة والفرحة والسرور والاستعدادات والتطلع إلى السلام والمحبة بين الأسر وأفراد المجتمع الواحد تبقى كلها القاسم المشترك الذي لا يتغير.
ويضيف: لعل من أعذب مظاهر عيد الأضحى المبارك تلك التكبيرات التي تصدح بها حناجر الذاكرين والمهللين بتكبيرات العيد، تتبعها صلاة العيد التي تكون بعد شروق الشمس، وتتلوها خطبة العيد التي تنطوي على المواعظ والعبر والدروس المهمة في حياة المجتمع، ومصافحة الناس بعضهم بعضا تهنئة بالعيد، وتبادل الهدايا والحلوى بينهم.
ويستكمل حديثه قائلا: إن الميادين تزدان بزينة العيد، ومن طقوس العيد أيضا إعداد كعك العيد، والقهوة السادة والشاي والتمر، وزيارة الأقارب والأصحاب، وصلة الأرحام، وشراء الملابس الجديدة، وكذلك (العيدية) التي تُدخل السرور على الصغار والكبار.
ويشير السرحان إلى أن طقوس العيد في بلادنا تمتزج فيها الفروض الدينية بالاجتماعية، فهي نافذة للتكافل الاجتماعي والتضامن بين الأفراد والأسر، وردم الخلافات والمشكلات التي تسبق العيد، مما يسهم في نشر قيم المحبة والرحمة والتسامح والتآخي وتعزيز الثقافة الإيجابية بين أفراد المجتمع الواحد، كما أن العيد يعزز مقاصد الدين في التسامح والسلام والمحبة وتوثيق عرى المجتمع المتماسك الذي أمرنا الله أن يكون كالجسد الواحد تسوده المحبة والسكينة والطمأنينة والأمان. فالعيد، بحسب السرحان، فرصة لتجديد العهد بالقيم الكبرى في بناء المجتمعات، وإشاعة السرور والفرح في نفوس الأطفال والنساء والأفراد كافة. –(بترا)
ب ن/أس09/07/2022 12:26:54

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى