السفير الصيني: قمة الرياض معلم فارق في تاريخ العلاقات الصينية العربية
22 الإعلامي- صالح الخوالدة- أكد السفير الصيني لدى الأردن تشن تشوان دونغ، أهمية القمة الصينية العربية التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض، والتي ترأس جلالة الملك عبدالله الثاني فيها الوفد الأردني المشارك، باعتبارها معلما فارقا في تاريخ العلاقات الصينية العربية.
وقال السفير في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء، إن القمة تعد أكبر حدث دبلوماسي والأعلى في المستوى بين الصين والعالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التي تجتمع الدول العربية جميعها في قمة الرؤساء مع دولة خارج المنطقة.
وأشار إلى أن العلاقات الأردنية الصينية متميزة، خاصة أن الأردن يلعب دورا مهما في تنمية العلاقات والتعاون مع الصين ودول المنطقة، لافتا إلى أن الصادرات الأردنية إلى الصين نمت هذا العام بنسبة 50 بالمئة.
وقال إن قرار القمة في الارتقاء بالعلاقات الصينية العربية إلى مستوى جديد يُعتبر وراثة للصداقة التقليدية وفصلا جديدا للمستقبل الأفضل للعلاقات، مشيرا إلى أن الرئيس الصيني أكد في كلمة رئيسة بالقمة، “روح الصداقة الصينية العربية المتمثلة في التضامن والتآزر والمساواة والمنفعة المتبادلة والشمول والاستفادة المتبادلة، وبادر ببناء مجتمع ذي مستقبل مشترك بين الصين والدول العربية ورسم خطوطا عريضة له”.
ولفت إلى أن من أبرز الاتفاقات والأعمال المشتركة التي طرحها الرئيس الصيني، وتم التوافق عليها في القمة العمل المشترك لتدعيم التنمية حيث سيبحث الجانبان الصيني والعربي تنفيذ مشاريع المساعدات والتعاون الإنمائي بقيمة 5 مليارات يوان صيني، وإدراج 30 مشروعا مستوفيا للشروط في الدول العربية في مجموعة المشاريع لمبادرة التنمية العالمية.
ولفت إلى أن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية يدعم في زيادة استثماراته العالية الجودة ومنخفضة التكلفة والمستدامة في البنية التحتية للجانب العربي؛ وسيعطي معاملة إعفاء رسوم جمركية على 98 بالمئة من المنتجات الخاضعة للضريبة المستوردة من الدول العربية الأقل نموا بموجب ما وصل إليه تبادل وثائق التعاون؛ ويقدم المساعدات للأعمال الإنسانية وإعادة الإعمار بقيمة 800 مليون يوان صيني إلى فلسطين واليمن ولبنان وسورية وغيرها من الدول.
وحول الأمن الغذائي، قال “يحرص الجانب الصيني على مساعدة الجانب العربي على الارتقاء بمستوى الأمن الغذائي ورفع قدرته الإنتاجية الشاملة في الزراعة؛ وسيشاركهم في إنشاء 5 مختبرات مشتركة للزراعة الحديثة، وإجراء 50 مشروعا نموذجيا للتعاون التقني في هذا المجال، وسيبعث 500 خبير للتقنيات الزراعية إلى الجانب العربي لمساعدته على زيادة إنتاج الحبوب ورفع القدرة على الحصاد والتخزين والحد من فاقد الغذاء ورفع كفاءة الإنتاج الزراعي؛ وإنشاء “الممرات الخضراء” لنفاذ المنتجات الزراعية والغذائية العربية المتميزة إلى الصين.
وأضاف “أن الجانب الصيني يحرص على إنشاء مركز التعاون التكنولوجي للصحة العامة ورابطة التعاون في الابتكار والأبحاث والتطوير للقاح، وسينفذ 5 مشاريع للتعاون في الطب الصيني التقليدي والأدوية الصينية في الدول العربية، مع مواصلة بعث فرق طبية صينية إلى الدول العربية للعمل فيها، وإجراء 2000 عملية جراحية خيرية لعلاج إعتام عدسات العين، وتقديم خدمات طبية وصحية عن بعد للشعوب العربية.
وأكد السفير حرص الجانب الصيني على إنشاء المركز الصيني العربي للأبحاث الدولية للحد من الجفاف والتصحر وتدهور الأراضي، وتنفيذ 5 مشاريع لتعاون الجنوب – الجنوب لمواجهة تغير المناخ؛ وسيدعم جهود الجانب العربي في مكافحة الكوارث والحد من تداعياتها وإنشاء المركز الصيني العربي لتدعيم القطاعات التطبيقية لنظام بيدو للملاحة الفضائية، لتقديم خدمات مميزة في مجالات النقل والمواصلات والزراعة الدقيقة والبحث والإنقاذ وغيرها.
وسيعمل مع الجانب العربي على إنشاء دفعة من المختبرات المشتركة أو مراكز التعاون للبحث والتطوير في الحياة والصحة والذكاء الاصطناعي والتنمية الخضراء ومنخفضة الكربون والمعلومات والاتصالات والمعلومات الفضائية وغيرها من المجالات، وتقديم 300 نوع من التكنولوجيا الحديثة القابلة للتطبيق إلى الجانب العربي.
وبين أنه سيجري إنشاء المركز الصيني العربي للتعاون في الطاقة النظيفة ودعم شركات الطاقة والمؤسسات المالية الصينية للمشاركة في مشاريع الطاقة المتجددة في الدول العربية، والتي تتجاوز قدرتها المركبة الإجمالية 5 ملايين كيلوواط.
وقال “إن الصين ستدعو 1000 شخصية حزبية وبرلمانية وإعلامية وفكرية من الجانب العربي لزيارة الصين لإجراء التواصل؛ وسيدفع التعاون بين 500 شركة ثقافية وسياحية من الجانبين الصيني والعربي، وتنفيذ ترجمة كتب وغيرها واستضافة المنتدى الصيني العربي لتنمية الشباب، وإطلاق “خطة التعاون 10+10 للجامعات الصينية والعربية”.
وأكد السفير الصيني أهمية إعلان الرياض وما تضمنه من بنود بخصوص العمل معا لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو عصر جديد، وتعزيز التضامن والتعاون بين الدول العربية والصين، ودعم تحقيق نهضة الأمة لكل منها، وتعزيز السلام والتنمية في المنطقة.
وأشار إلى أن القمة أعلنت الخطوط العريضة لخطة التعاون الشامل بين الصين والدول العربية، ووثيقة بشأن تعميق الشراكة الاستراتيجية الصينية-العربية من أجل السلام والتنمية، لافتا إلى التوصل لعدد من وثائق التعاون بشأن تعاون الحزام والطريق والطاقة والغذاء والاستثمار والتنمية الخضراء والأمن والفضاء ومجالات أخرى.
(بترا)