النصب التذكاري للصحابي فروة الجذامي في الطفيلة ينتظر يد التطوير والرعاية
22 الاعلامي– يعد ضريح الصحابي الجليل فروة بن عمرو الجذامي أحد المعالم الدينية بمحافظة الطفيلة، الذي لا يزال ينتظر الاهتمام والرعاية ويد التطوير لتطاله، بإقامة مبنى لاحتضانه بموقعه الذي يطل على حمامات عفرا المعدنية ، وفق ما أبداه العديد من أبناء الطفيلة وزوار الضريح.
فعلى مقربة من ينابيع عفرا المعدنية الحارة، وإلى الشمال من مدينة الطفيلة، بحوالي 35 كم، يقع ضريح الصحابي الجليل فروة بن عمرو الجذامي، أول شهيد عربي استشهد بسبب إسلامه خارج الجزيرة العربية، حيث قتله الروم وصلبوه.
ويؤكد عدد من زوار حمامات عفرا المعدنية ومناطق سياحية دينية وبيئية وأثرية في الطفيلة، بأنهم يجهلون موقع هذا الضريح على خريطة الأردن السياحية، مطالبين وزارة السياحة بالترويج له محلياً وعالمياً، وتأهيل الطريق الموصلة إلى الضريح.
كما طالبوا بإقامة مسجد ومقام قرب هذا النصب التذكاري تكريماً لهذا الشهيد إلى جانب تعريف زوار عفرا التي تحوي عدة مقومات سياحية بدور الصحابي الشهيد فروة الجذامي في نشر الدعوة الإسلامية إلى بقاع الدنيا، مؤكدين أهمية إعادة تأهيل الطريق النافذ لهذا النصب والذي يعد طريقاً بدائياً بحاجة إلى تعبيد.
وأضافوا، ونحن نستذكر اليوم شهيدا من شهداء الإسلام على ثرى الأردن في أيام شهر رمضان المبارك، نتذكر تضحية فروة الجذامي بنفسه من أجل نشر الدعوة الإسلامية، إذ كان أميراً في قومه حتى غدا شهيداً في سبيل الله تعالى .
وبين المؤرخ والأديب سليمان القوابعة، أن الروايات تشير إلى أن هذا الصحابي، كان عاملاً للروم على عمان في أرض البلقاء ودخل في الإسلام، وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، واشترك مع جيش الروم في مؤتة، وشهد كيف كسرت يد خالد بن الوليد رضي الله عنه عدة أسياف في هذه المعركة.
ويضيف، أن الروايات التاريخية، بينت أن هرقل ملك الروم، أرسل إلى ملك غسان في المنطقة الحارث الغساني، لكي يقبض على فروة، ففعل ذلك عند مياه عفرا، فيما تؤكد روايات، أن الروم أخذوه وحبسوه عندهم، وأثبت ذلك في شعره، مشيراً إلى محاولة الروم رده عن دينه، إلا أنه رفض، ونظراً لإصراره، أجمعوا على قتله وصلبه عند مياه عفرا، وانشد عندما أخذوا يستعدُّون لقتله:
ألا هل أتى سلمى بأن حليلها
على ماء عفرا فوق إحدى الرواحل
على ناقةٍ لم يضرب الفحلُ أمَـها
يُشدُّ به أطرافها بالمناجل.
ولما همّ السيّاف بقطع عنقه رفع صوته منشدا:
بلغ سَرَاة المسلمين بأنني
سَلم لربّي أعظمي ومقامي
ثم ضربوا عنقه، ليكون أول شهيد عربي في هذه البلاد.
ويؤكد مدير أوقاف الطفيلة الدكتور محمد المجالي، أن وزارة الأوقاف والشؤون المقدسات الإسلامية، وضمن أهدافها وخطتها الرامية لتطوير وصيانة مقامات الصحابة والشهداء، فقد أدرجت ضريح هذا الشهيد ضمن المقامات والأضرحة، التي سيتم تطويرها خلال الأعوام المقبلة، لتعريف الزوار بهذا المقام الديني الذي يحتضن شهيداً ضحى بنفسه من أجل نشر الإسلام.
–(بترا)