الأوبئة يوصي بإدراج فطر “كانديدا أوريس” ضمن أنظمة الرصد الوطني
22 الاعلامي– أوصى المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، بإدراج فطر “كانديدا أوريس” ضمن أنظمة الرصد الوطني لمقاومة مضادات الميكروبات، خاصة في المستشفيات.
ودعا المركز في بيان اليوم الأحد، إلى تطبيق إجراءات ضبط العدوى بدقة في المستشفيات، ورفع وعي الكوادر الصحية العاملة فيها باعتبارهما من أفضل السبل لحماية المرضى من العدوى، والتأكيد على أهمية الالتزام بالسياسات والبروتوكولات المتبعة في مكافحة مقاومة المضادات.
ولفت، إلى أن هذا النوع من الفطريات غير مدرج على أنظمة الرصد الوطني، علما بأنه لم يُبلّغ عن أي حادثة عدوى في المستشفيات بسبب هذا النوع من الفطريات في الأردن؛ مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يكون خطورة انتشار العدوى منخفضا حتى الآن.
وأوصى المركز بالتأكيد على مهام ومسؤوليات المعنيين من ضبّاط ارتباط ضبط العدوى فيما يخص الوقاية من العدوى داخل المستشفيات والمؤسسات الصحية، إضافة إلى تكثيف إجراء الدورات التدريبية والتثقيفية للكوادر الصحية حول برامج رصد العدوى المكتسبة في المستشفيات، وطرق كسر حلقة العدوى بالإضافة إلى تعريف الحالة وطرق اكتشافها والتبليغ عنها.
واكّد المركز، أن العدوى بفطريات “كانديدا أوريس” التي انتشرت في المرافق الصحية بالولايات المتحدة الأميركية أخيرا، لا تشكل خطورة على المجتمع والصحة العامة، مبينا أنها قد تشكّل خطورة على المرضى ذوي الاختطار الصحي العالي من المقيمين لفترة طويلة داخل المستشفيات، ويحتاجون لإجراء تدخلات طبية مثل استخدام أجهزة التنفس والقسطرة الوريدية المركزية والقسطرة البولية.
وأشار إلى أهمية أخد الحيطة والحذر من الإصابة بهذه العدوى من قبل الجهات المعنية؛ بسبب ارتفاع الوفاة في حالة العدوى بنسبة 30- 60 بالمئة من المرضى المصابين، كما أنه من الصعب تشخيص الميكروب.
وأشار المركز إلى أنه من غير المحتمل أن يؤدي السفر الروتيني إلى بلاد ينتشر بها المرض إلى الإصابة به؛ خاصة أن العدوى تنتقل بين مرضى ذوي الاختطار العالي الذين يتلقون العلاج في المستشفيات لفترة طويلة.
ويعدّ فطر “كانديدا أوريس” الذي اكتشف قبل 10 سنوات فقط، أحد الميكروبات الخطرة التي تنتشر داخل المستشفيات على مستوى العالم من خلال ملامسة الأسطح أو المعدات البيئية الملوثة، أو من شخص مصاب إلى آخر أو عن طريق الأيدي الملوثة.
وقد تفشّى هذا النوع من الميكروبات في مناطق متعددة من العالم، وتشير أبحاث أُجريت حديثا إلى أن التغيرات المناخية قد تكون وراء الزيادة في الانتشار، وقد اكتسبت الاسم أوريس من الكلمة اللاتينية وتعني الأُذن.
وطالبت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بضرورة وجود فهم أفضل لهذا الميكروب “كانديدا أوريس”؛ لتقليل المخاطر وتحديد الأشخاص ذوي الاختطار العالي، والإجراءات الضرورية للحدّ من الانتشار.
و”كانديدا أوريس” هو نوع من الفطريات الميكروبية التي تنتقل من خلال العدوى بين البشر وقد اكتشف ذلك الفطر لأول مرة في القناة الأذنية لمريض ياباني في مستشفى طوكيو لرعاية المسنين في عام 2009.
وفي أغلب الأحيان تعيش فطريات “كانديدا أوريس” على الجلد دون أن تسبب أية أعراض مرضية، لكن بإمكانها أن تسبب مرضا عند انخفاض المناعة أو عند دخول الميكروب إلى الدورة الدموية أو الرئتين داخل الجسم والتي قد تشكل خطورة على حياة الإنسان بسبب مقاومة الميكروب للأدوية المضادة للفطريات.
هذا وانتشر فطر كانديدا أوريس بمعدل ينذر بالخطر في مرافق الرعاية الصحية بالولايات المتحدة في 2020، وقد ارتفع عدد الحالات السريرية إلى ثلاثة أضعاف ووصل إلى 1471 حالة في عام 2021، وتشكّل العدوى بكانديدا أوريس تهديدا بسبب مقاومتها لمضادات الميكروبات؛ ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات.
ويتابع المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية باستمرار الوضع الوبائي المحلي والإقليمي والعالمي وأية مستجدات، ومن ضمنها ما انتشر مؤخرا عن هذا النوع من الفطريات، حيث صنفت منظمة الصحة العالمية بأن مسببات الأمراض الفطرية تشكّل تهديدا كبيرا للصحة العامة بسبب أنها أصبحت شائعة بشكل متزايد ومقاومة للعلاج وخاصة بين الفئات ذات الاختطار العالمي.
(بترا)