محليات

مؤسسة “شومان” تستضيف الشاعر والإعلامي نضال برقان في إضاءة على كتابه ” تحت سماء واحدة”

22 الاعلامي
استضافت مكتبة عبد الحميد شومان والمنتدى الثقافي في المؤسسة، الشاعر والناقد والإعلامي نضال برقان، في إضاءة شعرية على منتجه الأدبي الجديد (تحت سماء واحدة)، في أمسية شعرية أدارها الدكتور أنور الشعر.
وقال برقان خلال الأمسية، إن مجموعته الجديدة تأتي بعد مجموعات عديدة في مجال قصيدة التفعيلة، مشيرا إلى أنها كتبت في مجال قصيدة النثر بإصرار وقصدية وإصرار على المسمى أيضا -قصيدة نثر بامتياز-، مشيرا إلى أنه هكذا أرادها وهكذا خرجت معه هذه القصيدة.
وبين أنه بعد هذه المجموعات في مجال شعر التفعيلة، أراد خوض تجربة جديدة على صعيد شكل القصيدة، وذهب باتجاه قصيدة النثر، موضحا أنه وجد أن هذه القصيدة تمتلك من الكفاءة ما يؤهلها لأن تقدم شيئا في مجال الشعرية العربية، دون أن تؤشر بإصبع الاتهام إلى شكل معين من أشكال القصيدة.
وأشار برقان الى أن كل أشكال القصيدة يمكن أن تقدم شيئا إذا بنيت باحترافية عالية وبفنية عالية، وبوعي تام بفنيات هذه القصيدة.
وكان الدكتور الشعر قال في بداية الأمسية، ان كتاب “تحت سماء واحدة” لنضال برقان، يحتوي على أربعة وعشرين نصًّا مما يطلق البعض عليها “قصيدة النثر”. وبعيدًا عن رؤيتي النقدية وعن الإشكالية الجدلية بين النقاد حول تسميها، سأقدم أعمال هذا الكتاب على أنها نصوص تجنبًا لخلق مزيد من الإشكاليات في التعامل معها.
وبين أن نضال برقان في كتابه هذا قدم عددًا من النصوص التي عبّر فيها عن رؤيته للإنسان والكون والحياة، وما فيها من تجاذبات الحب، والوطن، والحرية، والفرح، والحلم، والحرب.
وأضاف أن الكاتب عبر عن علاقته بالحبيبة الوطن في غير موضع من هذه النصوص، وتعامل مع الوطن على أنه الحبيبة التي لا تكون حياة دونها، ففي النص الموسوم بــ”لمن تزرعين النجوم في حوض النعناع؟” يعِدُ الحبيبة/ الوطن أنه لن يتخلى عنها، فيقول:
“…وتذهبين بمفردك إلى الجبهةِ
لستُ محاربًا جيّدًا
لكنني لن أتركَكِ تذهبين بمفردِك إلى هناك في المرّة المقبلة
أرجوك…
عودي الليلةَ
ولتكن هناك مرةٌ مقبلةٌ
لأرافقَكِ بها عندما تذهبين”( )
ووظف الكاتب أسلوب التكرار في “أيتها الحقيقة” للتأكيد على أن الحبيبة/ الوطن هي الحقيقة، وهذا يشي ضمنًا أن ضدها، وهو العدو، زيف وزائل. ويستخدم الكاتب أسلوب التشبيه بتوظيف حرف التشبيه (الكاف) لبيان مكانتها، فيقول:
“أيتها الحقيقةُ كشرفةٍ في القلب
أيتها الحقيقة كزهرة في صدع البلاد
أيتها الحقيقة كأغنيةٍ
لم تزل نديّةً منذ حروب كثيرةٍ”( )
فيشبه الكاتب الحبيبة بالشرفة، والشرفة تمتاز بأنها مرتفعة ومطلة، ولتوكيد مكانتها هذه وضعها في أهم مكان في الجسم وأوسطه وهو القلب. كما شبهها بزهرة تنبت في صدع البلاد. فالحبيبة/ الوطن هي أجمل شيء (زهرة) في هذه الفوضى، وفي هذا الدمار الذي أشير إليه بــ(صدع البلاد). والحبيبة/ الوطن أيضًا جميلة مثل أغنية لم تزل ندية يحبها الناس ويتداولونها رغم مرور الحروب الكثيرة عليها.
وقال الدكتور أنور الشعر، لعل ثيمة الحرب كانت من أكثر الثيمات المهيمنة على تفكير نضال برقان ومشاعره في أثناء كتابة هذه النصوص، فهي الثيمة الأكثر انتشارًا في طيات هذا الكتاب. وسيقدم الباحث في هذه الدراسة رؤية الكاتب للحرب وتداعياتها. ففي النص “أستنشق أنفاسكِ.. وأحلقُ”، يقول:
“الحرب تمرُّ على مهلِها
وأنتظرُ
الموتُ يمرُّ كبرقٍ مالحٍ في القلبِ
وأنتظرُ”( )
فيرى الكاتب أن الحرب ببطشها وقسوتها تمر بطيئة بدلالة (على مهلها) بينما الموت يمر سريعًا جدًا (كبرق مالحٍ في القلب) ليحصد أكبر عدد من الناس. ويكرر الكاتب كلمة (أنتظر) للدلالة على أنه ينتظر الحبيبة/ الوطن/ الحرية في كل الأحوال في الحرب وفي السلم، وفي حالات الموت سريعًا كان أم بطيئًا.
يذكر أن الشاعر والناقد نضال برقان، هو مدير الدائرة الثقافية في صحيفة الدستور، وله العديد من النتاجات الثقافية الابداعية، وقد نال العديد من الجوائز الأدبية، منها جائزة الدولة التشجيعية بحقل الآداب وجائزة الحسين للإبداع الصحفي وجائزة مجمع اللغة العربية لأفضل تحقيق صحفي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى