22 الاعلامي–
نظم ملتقى اربد الثقافي وبالتعاون مع ملتقى المرأة للعمل الثقافي، مساء أمس، ندوة فكرية بعنوان “ماذا ننتظر من التربويين على ضوء تطورات الأحداث في فلسطين”، تحدث فيها الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات وأدارها الدكتور خالد تيسير الشرايري.
وقال الدكتور عبيدات إن عمليات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والتي بدأت في السابع من هذا الشهر، شكلت مفاجأة مرعبة للقيادات الإسرائيلية، حيث أربكت قوات الاحتلال، الأمر الذي دفع صناع القرار في دولة الاحتلال الى اللجوء لأعمال عسكرية تبتعد كثيراً عن النواميس العسكرية، ذلك لأن عمليات القصف الجوي المستمرة أدت لوقوع الكثير من المجازر.
وأوضح أن السلوك العسكري الإسرائيلي خرج عن منظومة القيم التي تحترم كينونة الأبرياء والأطفال والنساء، وفي هذه الأثناء نرى أن ردود الفعل على مستوى الإدارة الأميركية والدول الغربية، تؤكد التحيّز المطلق لدولة الاحتلال دون سواها.
كما أكد عبيدات أن النظرة المستقبلية لتطورات الأحداث تستدعي تبنيّ خطط استراتيجية وتربوية تطرح جملة تساؤلات وترتكز على العديد من الأبعاد أهمها، كيف يُمكن البناء على الإنجازات الميدانية للمقاومة الفلسطينية، بحيث يقتنع الرأي العام الدولي بأن الإنسان العربي والفلسطيني بالذات يمتلك مقومات الذود عن حماه، وأن لديه من الشجاعة والإقدام ما يدفعه للتخلي عن الشعور بثقافة الهزيمة.
وأضاف لقد حققت الأعمال العسكرية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، عندما دخلت للمستعمرات المحاذية لقطاع غزة، متطلبات ( تبادل الرعب) حيث أسرت قادة وجنرالات إسرائيليين، وهي معادلة سوف يحرص الجانب الإسرائيلي بسببها على محاولة استعادة المكانة التي عُرفت عن القوات الإسرائيلية، عندما كانت تستقوي على المواطنين العزل وتجبرهم على الرحيل من بيوتهم، وبناء على ما أنجزته المقاومة الفلسطينية، فإن مبدأ التثبت في الأرض وعدم مغادرة المنازل باتت ضمن قناعات المواطن الفلسطيني.
وأشار إلى أن تجارب الماضي وتحديات الحاضر والمستقبل، تتطلب بذل الجهود بالاتجاه الذي يمنح المواطن العربي مبدأ الشعور بذاته الفاعلة، ومن هنا يبدأ دور خبراء التربية بمهمة إعداد الأجيال التي تؤمن بالحرص على المنجزات وصون المكتسبات، مؤكدا ان تحقيق هذه الأهداف يندرج ضمن مراحل إعداد الكفاءات التي تستطيع تحمل أمانة المسؤولية في الظروف الحرجة.
وحضر الندوة نخبة من التربويين وأهل الفكر، وتشعبت المداخلات حول أهمية تفعيل دور التفكير الناقد في جميع المراحل التعليمية، والذي يُشجع على التزوّد بالخبرات العملية في مجالات العمل والتدريس وتوفير أدوات المعرفة، إضافة إلى مداخلات ركزت على الأوضاع الراهنة في قطاع غزة.
— (بترا)